[B][COLOR=#0E0E0D]اختتمت فعاليات مؤتمر الشلل الدماغي الذي نظمته الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين والذي عقد برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك في الفترة من 25 إلى 27 من الشهر الحالي تحت شعار »هم أملنا… لهم دعمنا«، وصاحبه معرض علمي فني متخصص في الإعاقات قد حفل ببرنامجه المتخصص على مدى 3 أيام في مقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في جنوب السرة.
وجاء اليوم الأخير للمؤتمر ليتضمن جلستين الأولى تطرقت للعلاج المساند والشلل الدماغي حيث أدارتها فاطمة العقروقة عضو مجلس إدارة الجمعية الخليجية للإعاقة، وقد شارك في هذه الجلسة كل من أجمل محمد وسونيلا أبدوتي من الهند تم خلالها تسليط الضوء على المزيد من الرعاية الطبية التي تتم بالأعشاب في مواجهة إعاقة الشلل الدماغي، ومن الكويت تناول كاظم أبل جانب العلاج النفسي، أما لمياء حبيب من جامعة الكويت فقد تحدثت عن طرق التغذية السليمة للشلل الدماغي، وتحدث عن العلاج بالنطق فاطمة الذكرالله من مركز الفهد الطبي.
أما الجلسة الأخيرة والختامية حملت عنوان »حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في ضوء القانون« أدارتها رحاب بورسلي رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين، وشارك في هذه الجلسة خليل أبل عضو مجلس الأمة حيث تحدث عن دور المؤسسة التشريعية في خدمة ذوي الإعاقة فدعا أولياء أمور المعاقين أن يكونوا جبهة ضغط على أعضاء مجلس الأمة لإقرار القوانين التي يجب أن تعدل ثغرات التشريع حيث إنه وزملاءه لم يأخذوا موضوع المعاقين بعين الاعتبار ولا بالجدية الذي يتطلبها.
وأفاد أبل أنه من المهم جداً وجود تفعيل كود المباني مؤكداً أن احتياجات المعاق ليست مادية فحسب وإنما الاستعدادات الخاصة بالمعاقين يجب أن تكون متوفرة بمجرد خروجهم من منازلهم حيث من حقهم الحصول على كل الخدمات التي تسهل عليهم الحركة والتنقل من أجل الوصول لأهدافهم سواء بالتشغيل والتعليم كحق مكتسب لهم يقره دستور البلاد.
وكان قد تناول زكي السليمي من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل حقوق ذوي الإعاقة حيث ألقى الضوء على القوانين الخاصة بحقوقهم مشدداً على ضرورة المواصلة في المطالبة لتأخذ مجرى التنفيذ بأقرب وقت. كما عرض الدكتور سعد العنزي محامي واستشاري أسري تجارب ونماذج حية لحالات قضائية واقعية، وتحدث الأستاذ عامر العنزي بالنيابة عن جاسم التمار متطرقاً لدور السلطة التنفيذية في خدمة ذوي الإعاقة متحدثاً باسم الهيئة العامة للأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي ختام المؤتمر قدمت رحاب بورسلي رئيس مجلس إدارة الجمعية الكويتية لأولياء أمور المعاقين توصيات المؤتمر وصفتها بالأكثر تأهيلاً لتترجم على أرض الواقع لكونها صاردة من أصحاب القضية والمعايشين لها من أشخاص ذوي إعاقة الشلل الدماغي وأسرهم، فكانت التوصيات العامة أكدت على تغيير نظرة المجتمع للإعاقة والانتقال من الجانب الرعائي إلى الجانب الحقوقي، بجعل توفير حياة كريمة للمعاق هي مسؤولية مجتمعية يتحملها كافة أفراد المجتمع، وتوعية المجتمع بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والصعوبات التي يواجهها الأشخاص من ذوي الشلل الدماغي وطرق تذليل هذه الصعوبات ولتطبيق الدمج المجتمعي، وتفعيل الارشاد الأسري لتوعية الوالدين والأسرة وايجاد برامج تدريب لأولياء الامور الخاصة، واتباع اسلوب التوظيف المدعوم الى جانب التوظيف المحمي كشكل من أشكال تشغيل الاشخاص ذوي الشلل الدماغي ولخلق فرص توظيف أكبر، واستخدام التكنولوجيا والتقنيات المساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة وتطوير التقنيات المساندة بشكل وظيفي ونفعي لخدمة الأشخاص ذوي الشلل الدماغي، وتمكين الاشخاص ذوي الاعاقة من الحصول على حقهم في الزواج وتكوين أسرة وضمان العيش حياة كريمة، وتطوير مهارات الأشخاص ذوي الإعاقة في الاعتماد على ذاتهم من خلال توفير تصميمات منزلية توفر المعينات اللازمة لذلك، والاهتمام برياضة الأشخاص ذوي الإعاقة وتمثيلهم في المحافل الرياضية وإتاحة الفرصة لهم للحصول على حقهم في ممارسة الرياضة.
أما التوصيات الخاصة بالحكومة فقد طالبت بتفعيل قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ووضع آليات لتفعيل دور المجتمع المحلي من إنشاء الجمعيات والمراكز والأندية الشبابية، وبناء قدرات الكوادر العاملة في مجال الإعاقة عموما والشلل الدماغي خصوصاً، واستكمال قاعدة بيانات للأشخاص ذوي الإعاقة »بنك معلومات« وربطها مع مختلف الجهات العاملة في مجال الإعاقة وتحديثها بصفة دورية، وعمل مسح ميداني لتشخيص الأفراد الذين يعانون من الشلل الدماغي ودعم الخدمات المساندة في المناطق النائية، والتركيز على الخدمات الوقائية والاكتشاف المبكر للإعاقة لضمان التشخيص المبكر والتدخل المبكر، وتأهيل الأطباء للعمل في مجال ذوي الإعاقة لضمن تقديم العلاج المناسب للمرضى من ذوي الإعاقة، تطوير مهارات الاستماع لدى الأطباء للاستماع لمشاكل أولياء الأمور ومساعدتهم وتوجيههم، واتباع العلاج الشمولي لمساعدة الأشخاص ذوي الشلل الدماغي للوصول لأقصى قدراتهم، والاهتمام بجانب التغذية والإرشاد النفسي من ضمن الخدمات الطبية للأشخاص ذوي الشلل الدماغي، والاهتمام بالعلاج الطبيعي لتحسين الجانب الحركي للأشخاص من ذوي الشلل الدماغي من جميع الأعمار، وتوفير علاج عيوب التخاطب وتنمية مهارات اللغة والتواصل من عمر مبكر، والاهتمام بالأساليب والمناهج التربوية واستراتيجيات التعليم للأطفال من ذوي الشلل الدماغي وتوفير التعليم الدمجي، وايجاد لجنة داخل الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة لتوجيه أولياء الأمور ومن ضمن ذلك توجهيهم للمدارس التي يمكن أن تستقبل أبناءهم من ذوي الإعاقة واختبار التعليم الأمثل لحالة طفلهم، وتفعيل كود الإعاقة في كل الأبنية وتهيئة جميع المباني الحكومية والمرافق العامة بجميع الاحتياجات اللازمية لضمان الولوج للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية، ومنح جوائز تحفيزية للمباني والمرافق التي تطبق الكود، وإنشاء مراكز طبية ومراكز رعاية نهارية متخصصة لخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة والمتنوعة والاستعانة بخبرات خارجية ومحلية، وتوفير وسائل النقل من برية وبحرية لتسهيل تحرك الأشخاص ذوي الإعاقة للوصول للخدمات والمرافق العامة، وتطبيق العقوبات القانونية على من يسيء استغلال مواقف السيارات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة.
التوصيات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم اهتمت بأن يقوم أولياء الأمور بدور فعال في مساندة الشخص ذو الإعاقة واحترام حقوقه وقدراته، والانضمام لمنظمات المجتمع المدني لتفعيل دورها كشريك استراتيجي ورديف للجهات الرسمية لضمان حصول الاشخاص ذوي الاعاقة على حقوقهم واستمرار ذلك، والتعارف بأسر اشخاص ذوي اعاقات مماثلة لخلق سبل تواصل دائمة فيما بينهم لتبادل الخبرات، والحرص على تعليم الاشخاص ذوي الشلل الدماغي، والاستفادة من التقنيات الطبية التي تتيح تصميم أجهزة تساعد الاشخاص ذوي الاعاقة في التحكم في بيئتهم، ومتابعة تطبيق التوصيات التي خرج بها المؤتمر لدى كل جهة حسب اختصاصها.[/COLOR][/B]