0 تعليق
693 المشاهدات

الممارسة المهنية للعمل مع حالات الصرع



الممارسة المهنية للعمل مع حالات الصرع

 

د. محمود على ايوب

 

يعتبر الصرع إحدى الحالات المرضية المتكررة الحدوث، تنتج عن نشاط غير عادي في خلايا المخ. ويتضح من خلال هذا التعريف أن الصرع يؤثر على التطور الدراسي للتلاميذ في صفوف التعليم العادي وفصول التربية الخاصة، وربما يكون مصحوباً بتأخر ذهني.

والصرع مرض ناتج عن زيادة النشاط الكهربائي في مناطق المخ تنتج عنه نوبات مفاجئة، وذلك يؤدي إلى فقدان الوعي مع ظهر الحركات المتتالية في أجزاء الجسم المختلفة ثم يصحب ذلك فترة سكون ونوم في بعض الأحيان.

وهذه الحالة تسبب قلقاً؛.. للإختصاصي الاجتماعي في عمله ضمن جماعات النشاط،.. وللمدرس في تنفيذه للخطة التربوية والمناهج الدراسية، وأيضاً يؤثر على الناحية المالية وميزانية المدرسة، ففي بعض المدارس تقوم العيادات الخاصة في الصحة المدرسية باستخدام أدوية للصرع لعلاج الطلاب عندما تصاحبهم النوبات، ولسنا هنا بصدد التحدث عن الصرع من الناحية الطبية فحسب بل سنوجه الاهتمام في هذه العجالة إلى المشكلات والتدخلات المهنية في الحقل المدرسي؟

المشكلات النفسية والاجتماعية

من هذه المشكلات: تدني احترام الذات والقلق لدى الطالب، ومن هنا يستطيع الإختصاصي الاجتماعي عمل تداخل مهني من خلال تقوية ذات الطالب والتأكيد على احترامه من قبل الطلاب والمدرسين، على سبيل المثال: يتم تكريم الطالب في طابور الصباح على الأعمال التي قام بتنفيذها في حصص النشاط، وكذلك من خلال إشراكه في الأنشطة الطلابية وفي عملية تبادل الزيارات مع المدارس الأخرى، بالإضافة إلى توليد الحماس لديه من خلال تكليفه بالقيام بمهام في جماعات النشاط وتوليد الدافعية لديه على أن تلك الأعمال مهمة وأن وجوده في ذلك العمل لا يقل أهمية عن العمل نفسه.

المشكلات السلوكية (الانطواء والخجل)

يظهر هذا النوع من المشكلات لدى الأطفال الذين لديهم صرع نتيجة الأعراض التي تصاحب المرض مما يتسبب في إبعادهم عن مناطق التفاعل وإقامة العلاقات. وللتعامل مع هذه المشكلات يستخدم الإختصاصي الاجتماعي الأسئلة التي تولد الإفراغ الوجداني Ventilation لدى المريض بالصرع وخصوصاً عندما تبدو عليه بوادر الانطواء والخجل أثناء عملية العلاج في محيط الجماعة.
ولا بد هنا من التنويه بأهمية التعزيز داخل الحصة الدراسية لما له من أثر، من خلال التعامل مع حالات الإنطواء بالتنسيق مع مدرسي الفصل، إلى درجة تتحول معها المناسبة إلى حفل تكريم للطالب صاحب تلك الحالة.

المشكلات التعليمية (التذكر ـ التهجئة)

ربما تصاحب المصابين بالصرع بعض المشكلات التعليمية، مع العلم أن هناك من يتفوق منهم في الدراسة ويحرز نتائج دراسية متقدمة، ولكن المشكلة التعليمية تصاحبهم عندما: تكون النوبة كبيرة ـ مدى تكرار النوبة ـ الوقت المستغرق في النوبة ـ طبيعة العلاج الذي يتلقاه المريض،.. وكلها عوامل قد تؤثر على عملية الانتباه لديه فتتولد لديه مشكلات تعليمية، ومن هنا يستطيع الإختصاصي الاجتماعي التدخل من خلال التمرينات التي ينفذها في الرحلات والمسابقات الترفيهية، وفي أنشطة الجماعات المدرسية، والندوات والمحاضرات، فيطلب من الحضور أن يُدلوا بأسمائهم ومن ثم يكون هو مستهدف في ذلك السلوك لتحقيق هدف علاجي هو النطق، وربما يفتح الحوار معه عندما يبادره بسؤال: (في أي صف تدرس؟)، (ما هي المادة المفضلة لديك؟)، (ما هي الموضوعات التي تدرسها في التاريخ؟)، (هل تحدثني عن موضوع أعجبك في التاريخ وتحصل على هذه الجائزة؟)، ومن هنا يكون الإختصاصي قد نمى الذاكرة للطالب المريض بالصرع. وقد يطلب الإختصاصي أثناء وجوده في الندوة من الطالب أن يعد الحاضرين ثم يقدم له الهدية وسط أجواء ايجابية مليئة بالتعاطف والحنان.

كانت هذه هي الصعوبات التي تواجه مريض الصرع من المستفيدين من الحقل التعليمي وكيف يمكن التدخل المهني للتقليل من أثارها على التلميذ / الطالب ويجب في هذا المقام ان نعرض إلى اهم الاستراتيجيات التعليمية للتعامل مع المريض بالصرع والتي عرض لها الباحثين في هذا المجال وكيف يمكن إلى الإختصاصي الاجتماعي استخدامها استراتيجية التعليم التعاوني حيث يطلب الإختصاصي من الطالب المريض بالصرع التحدث مع أصدقائه وإشراكه في لتفاعلات اللفظية أيضا تكليفه بمهام ونشاطات في تنفيذ بعض الأعمال في الرحلات / الندوات / المحاضرات التثقيفية تحليل الواجبات حيث يلجاْ الإختصاصي إلى تكليف الطالب المريض بالصرع ببعض المهام وليكن استقبال الضيوف في البداية يطلب منه الوقوف وهو يحمل الزهور على باب القاعة ثم بعدها يكلفه بحمل بطاقات الترحيب ثم يخبره بأنه مكلف بالترحيب بالحضور ولايفوتنا إلى أهمية التعزيز لما له من اثر في نفس الطالب.

هناك العديد من الاستراتيجيات ولكن لا يهمنا الآن عرض تلك الاستراتيجيات بل إيضاح أن هناك استراتيجيات تعليمية يمكن تطبيقها في الميدان المدرسي مع الطلاب المصابين بالصرع، هذا وتجدر الإشارة إلى أن الإختصاصي الاجتماعي يمكن أن يكون له دور مجتمعي مع المجتمع المدرسي في تعامله مع قضية الصرع وذلك من خلال:

 

  • تنظيم ندوات ولقاءات حول طبيعة المرض وطرق علاجه يستهدف في تلك اللقاءات المدرسين والمدرسات وأولياء الأمور.
 

  • استضافة الأطباء المتخصصين حتى يقدمو المعلومات للمدرسين بشان ذلك المرض.
 

  • تنظيم ندوات إلى أولياء الأمور حول المرض وعلاجه والأدوية التي تستخدم في علاجه.
 

  • عمل مجلات حائط تعرض كافة المعلومات الطبية حول ذلك الموضوع.
 

  • عمل دور تنسيقي يستهدف الحصول على الخدمات المادية (الدواء ـ إعانات مالية) حتى يمكن تقديمها للطلاب المريضين بالصرع.
 

  • عمل برامج ورش عمل يشارك فيها التربويين ورجال الطب والدين حول ذلك المرض.

ولا يفوتنا التنويه إلى أهمية دور الإختصاصي في الاستفادة من الجماعات التي تعمل داخل المدرسة كالبرامج التي تقدمها جماعات الهلال الأحمر والرحلات التي تنظمها ودورها في تقديم وعى تثقيفي صحي آمن حول طبيعة ذلك المرض، ويجب أن يتطرق الإختصاصي من خلال عمله مع جماعة الهلال الأحمر بالمدرسة إلى أهمية معرفة الإسعافات الأولية first aids لمريض الصرع لتفادي الأحداث الوخيمة والنوبات التي قد تحدث أثناء تنفيذ البرامج.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0