دور المعنيين برعاية الأطفال من ذوي الإعاقة في تحقيق التواصل الفعال
كتاب (مهارات التواصل) تأليف الاستاذة الدكتورة آمال عبد السميع باظة
لتحقيق عملية التواصل الجيد للطفل مع الآخرين ومعه ذاته والبيئة من حوله فإن ذلك يحتاج إلى مجموعة أو فريق من المتخصصين بالإضافة إلى الأب والأم والأخوة في الأسرة بالإضافة إلى التشخيص الدقيق للحالة النفسية والجسدية للطفل ودراسة حالة الطفل وجمع معلومات بوسائل شتى عنه وعن تطور مظاهر النمو لديه ويتم اختيار الأدوات بحيث تناسب عمر الطفل وإمكانياته المعرفية والنفسية والحركية وحواسه وكفاءة عملها.
الأسرة
ومن أجل التواصل الجيد من قبل الآباء والأمهات لا بد أن تتم مراعاة الدور الرئيسي المنوط بهم في رعاية وتحقيق كفاءة الأطفال من ذوي الإعاقة ويتم ذلك من خلال تكوين اتجاهات إيجابية نحو الأطفال والتقبل والشعور بالرضا نحوهم خصوصاً في السنوات الأولى من حياة الطفل فكلما زادت درجة الإعاقة زاد تحمل الأسرة للواجبات. إن إشعار الطفل بذاته وشخصيته يتم من خلال التفاعل مع الأسرة وفيما يلي بعض المهام المطلوب من الاسرة القيام بها:
- التسجيل بدقة لما يلاحظه الآباء على خصائص نمو الطفل من الناحية الجسدية وسلامة حواسه واستجابته للمثيرات.
- ملاحظة النمو اللغوي والمهارات والحصيلة اللغوية للطفل مع تصحيح أخطاء النطق والكلام كلما ظهرت عند الطفل المعاق.
- إذا تأخر النطق لدى الطفل يجب عرضه على الطبيب المختص للتأكد من سلامة الأجهزة العضوية المسؤولة عن إصدار الصوت.
- توفير جو أسري يساعد على إشباع حاجات الطفل الجسدية والنفسية ليشجعه على التواصل مع الآخرين حتى لو كان لدى الطفل بعض القصور في المهارات المعرفية واللغوية والاجتماعية والحركية.
- إمداد المتخصصين المشاركين برعاية الطفل بالبيانات اللازمة ليتم التمكن من دراسة حالته والظروف البيئية المحيطة به وإمكانيات أسرته ليمكن تشخيص أوجه الاضطراب ثم تقديم الوقاية والعلاج الملائم.
- تشجيع الطفل على ضبط انفعالاته والتعبير اللفظي مع تصحيح أخطاء النطق والكلام باستمرار.
- استثارة حواس الطفل ووعيه بالبيئة من حوله ومكوناتها باستخدام الوسائل المعينة.
- مساعدة الطفل على إقامة علاقات مع الآخرين وتكوين صداقات وإثراء البيئة من حوله بالمثيرات المختلفة.
- المشاركة في برامج واستراتيجيات زيادة وتنمية وتحقيق التواصل التي يستعين بها الاختصاصيون.
الاختصاصي النفسي
يقوم الاختصاصي النفسي بعملية التقدير والقياس للعمليات الفعلية والمعرفية وخصائص شخصية الطفل، أي المشاركة في التقييم والتشخيص الشامل للحالة باستخدام الاختبارات النفسية المعدة والمقننة واستمرار دراسة الحالة ومطابقة الملاحظة والاختبارات النفسية المعدة والمقننة واستمرار دراسة الحالة ومطابقة الملاحظة والاختبارات الإسقاطية المناسبة لسن الطفل ونوع الإعاقة ويتم تجميع كل البيانات التي يحصل عليها من الادوات السابقة للنظر إليها في صورة النقاء للمعلومات حتى يمكن إعطاء صفحة نفسية كاملة عن الطفل.
- يساعد الاختصاصي النفسي في تحديد نوعية القصور لدى الطفل، ومدى درجة الإعاقة.
- التوجيه والإرشاد النفسي لآباء وأمهات الأشخاص من ذوي الإعاقة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي باستخدام الفنيات الملائمة لكل حالة.
- يساعد الاختصاصي في علاج بعض المشكلات السلوكية والوجدانية لدى هذه الفئات مثل السوك العدواني والعنادي والتوتر والاضطراب الانفعالي ومشاعر الذنب التي لا تتيح لهم تحقيق التواصل مع الآخرين.
- يساعد الاختصاصي النفسي أو يقوم بتطبيق البرامج الخاصة بتنمية المهارات اللغوية والاجتماعية المطلوبة باستخدام الأساليب المناسبة لتحقيق التواصل اللغوي والاجتماعي والوجداني.
- يتعاون الاختصاصي النفسي مع بقية فريق العمل في محاولة تحقيق احتياجات الطفل وحل المشكلات اليومية.
معلم التربية الخاصة
- المشاركة في بطاقات الملاحظة الخاصة بالأطفال من ذوي الإعاقة وتحديد المستوى التحصيلي والاستعدادي لدى الطفل.
- المشاركة في البرامج الخاصة بتنمية المهارات المختلفة مع الآباء والمشرفين.
- تحديد الاستراتيجيات والأنشطة الهادفة المحددة لتنمية حواس الطفل أو التي تناسب إعاقته.
- المشاركة في عملية التقييم المستمرة لمتابعة ما طرأ على النمو المعرفي والوجداني والحركي واللغوي والاجتماعي لدى الطفل من تحسن أو تأخر ثم التعديل في وسائل التدريس والبرامج بما يتناسب مع حالة كل طفل.
- المشاركة في تحديد البرنامج التربوي المناسب لاحتياجات الأطفال.
- المشاركة في الأنشطة الجماعية التي تنمي التواصل بكل صورة لدى الأطفال من ذوي الإعاقة.
- المشاركة مع الاختصاصي النفسي والاجتماعي واختصاصي التخاطب في متابعة حالات الأطفال.
- المشاركة في الإرشاد النفسي والتربوي لأسر الأطفال من ذوي الإعاقة.
الاختصاصي الاجتماعي
- يشارك الاختصاصي الاجتماعي في دراسة التطور الناتج لحالة كل طفل من خلال مشاركة الاسرة وملف الطفل وتقاريره.
- يجمع الاختصاصي الاجتماعي بيانات كافية عن أسرة الطفل واتجاهها نحو الإعاقة وعلاقة الطفل بأفراد أسرته، أي إعطاء صورة كاملة عن واقع الطفل الاجتماعي مما يعطي صورة عن معوقات التواصل اجتماعياً ولغوياً ووجدانياً.
- المشاركة في برامج الإرشاد الفردي والجماعي لأسر الأطفال وتكوين اتجاهات إيجابية نحو تقبل الطفل وكيفية تعامله وإعطائه الثقة بالنفس.
- العمل على زيادة التواصل بكل صوره بين الأطفال ذوي الإعاقة وغيرهم من الأطفال غير المعاقين والكبار أيضاً من خلال البرامج الترفيهية والثقافية والرحلات والندوات للمتخصصين.
- المشاركة مع اختصاصي التأهيل التربوي والمهني في تقديم أوجه المساعدة.
الطبيب
يجب عمل سجل صحي لكل طفل لرصد بيانات خاصة بتطور حالته الصحية مع استدعاء الطبيب المختص لفحص كل درجات الإعاقات المختلفة وما يصاحبها من إعاقات أخرى وتأثير هذه الإعاقات على بقية مظاهر النمو الأخرى، ومن المعروف أنه يوجد مصاحبات كثيرة للإعاقة ولذلك يحتاج الطفل لعملية تشخيص شاملة يشارك فيها أكثر من طبيب.
ومن مسؤوليات ومهام الطبيب المختص ما يلي:
- إعطاء الاسرة فكرة شاملة عن الحالة الصحية العضوية للطفل وتطورها وما تحتاجه من علاج أو إجراء جراحي أو علاج طبيعي وطرق الرعاية اللازمة من غذاء وراحة وتدريبات والفحص الدوري اللازم للطفل.
- إعطاء فريق العمل على رعاية الطفل فكرة شاملة عن تأثير الحالة الصحية أو الإعاقة على الجانب النفسي والاجتماعي المتوقع للطفل الناشئ عن التطور الوظيفي أو الإعاقة.
- تحديد المعينات اللازمة لتحقيق احتياجات الطفل ومساعدته مثل المعينات السمعية والبصرية والأجهزة التعويضية مثل الإعاقة الحركية والتقييم المستمر لعمل تلك الأجهزة وإمكانية تغييرها مع تغير مراحل وخصائص نمو الطفل.
- توعية الاسر بأهمية الاكتشاف المبكر للإعاقات وأوجه العجز والقصور بإعطائهم المتوسطات العامة لخصائص النمو لكل مرحلة.
- التعاون التام مع اختصاصي اللغة والتخاطب وكذلك الاختصاصي النفسي لتحقيق التواصل اللفظي وعلاج عيوب النطق والكلام وتحسين المستوى اللغوي للطفل ليمكنه التواصل مع الآخرين.
اختصاصي اللغة والكلام والتخاطب
- التقييم الشامل لحالة كل طفل على حدة من حيث مستوى النمو اللغوي بالنسبة لسنه وإعاقته والمحصول اللغوي من حيث عدد المفردات واستعمالها، وأوجه الاضطراب اللغوي من حيث عيوب النطق والكلام ويتم ذلك بمشاركة بقية أعضاء الفريق السابق ذكرهم.
- توضيح دور العوامل العضوية والوراثية والفسيولوجية الكامنة وراء الاضطراب اللغوي وكذلك المتغيرات النفسية والاجتماعية المسؤولة أيضاً وذلك بالتعاون مع الاختصاصي الاجتماعي والنفسي والمعلم والوالدين.
- تحديد الاستراتيجيات المستخدمة أو الفنيات العلاجية المناسبة لحالة كل طفل على حدة مع مشاركة الأسرة في تنفيذها مع الطفل ويتحدد البرنامج بناء على درجة الاضطراب واستعداد الطفل للتعلم ونوع الإعاقة أو الاضطراب.
- تحويل بعض الأطفال إلى المراكز العلاجية المتخصصة إذا لم ينجح البرنامج العلاجي أو لشدة الاضطراب.
- المشاركة في البرامج الإرشادية العملية للتدريبات اللغوية وإثارة الحواس المختلفة ليمكن تحقيق التواصل اللغوي وبالتالي يزيد من تواصل الطفل اجتماعياً مع الآخرين ووجدانياً أيضاً.
- المتابعة البعدية: أي بعد تطبيق البرامج التدريبية على النطق أو الكلام وتصحيحه ليمكن معرفة وتحديد صورة الحالة مستقبلاً.
- توعية الاسرة بالأساليب التربوية المناسبة لحالة كل طفل والتي تمكنه من تحسين مهاراته اللغوية مثل البعد عن إساءة المعاملة والإهمال والعقاب البدني أو النبذ واشعاره بالوحدة أو الاغتراب مما يقلل من تواصله وجدانياً ولغوياً.
وختاماً
بعد تقديم بعض المهام الموكلة إلى أعضاء الفريق أو القائمين على رعاية الأطفال من ذوي الإعاقة:
- لا بد من التكامل بين هذه المهام والالتقاء الدائم بينها.
- لا بد من توافر الاتجاه الإيجابي نحو الإعاقات واضطرابات التواصل بين الأطفال ليمكن تحمل وتقبل أوجه العجز أو الاضطراب مع العمل على تحسينه وتنميته من قبل المشرفين عليه السابق ذكرهم.
- التوازن في تشخيص وتقييم حالة الطفل بين جميع المتغيرات التي يتعرض لها الطفل ودراسة كل مؤثر أو متغير على حالة الطفل مثل الجانب الصحي والفيسيولوجي والنفسي والاجتماعي والمعرفي والديني.
- يعتبر الهدف العام من عمل هذا الفريق هو تحقيق احتياجات الأطفال من ذوي الإعاقة وكفاءتهم النفسية والمهنية وأيضاً احتياجات أسرهم تحقيقاً للتكيف النفسي والاجتماعي والتحصيلي لهذه الفئات.