0 تعليق
493 المشاهدات

البيطار يتغلب على إعاقته ويتميز في عالم الموسيقى



[B][COLOR=#0A0A0A]فقدان طارق البيطار (23 عاما) لنعمة البصر منذ الولادة، لم يقف عائقا في تحقيق تطلعاته وآماله المتجددة كل حين، فظل يحتفظ بروح المثابرة في مسيرته التعليمية رغم الصعاب التي واجهها إلى أن حصل على شهادة البكالوريوس في التربية الموسيقية.
حب وتعلق البيطار الشديد بالموسيقى دفعه لاستكمال دراسته لنيل درجة الماجستير في التخصص من الجامعة الأردنية، وبذات الوقت يؤدي دوره في تعليم الأجيال من خلال عمله كأستاذ موسيقى في مدرسة “السعادة” الخاصة.
التحق البيطار منذ الطفولة بمدرسة خاصة، لم تكن مهيأة لذوي الإعاقة، لكن نشأته التربوية الصحيحة في التكيف والتعايش مع الواقع لعبت دورا مهما في تخطيه لكافة المعيقات أو الصعاب تواجه أبناء هذه الفئة.
يقول البيطار، “للأهل دور كبير في توعية الابن ذي الإعاقة للتكيف مع الواقع، فحرص والداي على التعامل مع الإعاقة بشكل معتدل، فهما لم يبالغا في التوصيات والنصائح، وبذات الوقت لم يتركا الأمور تسير عبثا”، مبديا استياءه من الأهالي الذين يشعرون أطفالهم بحجم الإعاقة الكبير لديهم، كون ذلك “يؤثر في بناء شخصية الطفل ذوي الإعاقة وتعامله مع الآخرين”.
انتقل البيطار من المرحلة الأساسية في مدرسة خاصة، وهو في الثانية عشرة من عمره لمدرسة خاصة بالمكفوفين، وقف حينها في حيرة من أمره، فلديه إعاقة بصرية بنسبة 70 %، وتعامل في السابق مع أطفال مبصرين، وفي هذه المدرسة سيتعامل مع أطفال مكفوفين، وهنا كانت المعادلة من سيكون الأفضل بالنسبة له.
يقول، “حسمت التردد والقلق بداخلي سريعا، من خلال تفكيري وتشجيعي لنفسي بأنني رقم اثنين في المدرسة السابقة، لكن في هذه المدرسة قد أصبح الأول، وبهذا قضيت على الشعور المتضارب داخلي”.
كما التحق البيطار في المرحلة الدراسية بنادي المكفوفين، وتعلم فيه العديد من الألعاب، وأكثر ما استهوته وشارك بها هي “كرة الهدف بالوثب الطويل”، وشارك بالعديد من البطولات في منتخب الناشئين في الصف العاشر، لكنه فضل فيما بعد الالتفات لدراسته والاهتمام بها أكثر.
درس البيطار في مدرسة المكفوفين حتى الصف العاشر، لكن طموحه وهدفه بأن يحصل على معدل في التوجيهي دفعه للانتقال مرة أخرى لمدرسة ليست مؤهلة لذوي الإعاقة، لكنه قرر وعزم الاعتماد على نفسه في الدراسة، وحقق هذا بنجاحه في الثانوية العامة بمعدل جيد.
انتقل البيطار فيما بعد للمرحلة الجامعية تخصص التربية الموسيقية حيث رغبته وميوله، فعرف من خلالها ما معنى الموسيقى وثقافتها وأهميتها ودورها الكبير في حياة الإنسان. فكانت سعادة البيطار هذه سببا في عدم اكتراثه بالمعيقات أو الصعاب التي تواجه ذوي الإعاقة في المرحلة الجامعية، مشيرا إلى أن أحدها هو إهمال المعنيين من الجهات الخاصة في تقديم الدعم لذوي الإعاقة بالرغم من توجيهات سمو الأمير راشد وحثه الدائم لدعم ورعاية ذوي الإعاقة، منوها إلى أن مكتب الجامعة الأردنية والمتخصص بمتابعة شؤون الطلبة ذوي الإعاقة، كان الحضن الدافئ له في كل ما يحتاجه.
ويقول، “بعد الجامعة لم أنتظر تعييني من قبل ديوان الخدمة المدنية رغم أن رقمي التسلسلي هو (1)، ومن المفترض أن تخصص التربية الموسيقية مطلوب، فالتحقت للعمل بمدرسة السعادة الخاصة، وبذات الوقت واصلت عملي كمندوب مبيعات في إحدى الأسواق التجارية الذي بدأت به أثناء دراستي الجامعية، ولم أتخلّ عن هذا العمل لأني أحبه ويحقق لي دخلا جيدا، الجميع يعرفني، كما أن رئيس قسم المبيعات يعتمد عليّ بشكل كبير”.
يشعر البيطار بسعادة غامرة وبدوره الكبير في تعليم الأطفال العزف على الآلات المدرسية مثل المولديكا، الريكوردار، البيانو، كما أنه حاول تشكيل فرقة موسيقية، فلديه جميع الأعضاء من أصدقاء ومعارف منهم العازف والمطرب، لكنه لم يجد الدعم الكافي لتحقيق ذلك.
وينصح البيطار ذوي الإعاقة للتغلب على إعاقتهم، بمواصلة تعليمهم بغض النظر إذا كان هناك من يدعمهم أم لا، وعليهم أن يحسنوا اختيار التخصصات الجامعية، فليس تخصص اللغة العربية والإنجليزية هما الخياران الأمثل لذوي الإعاقة.
ويضيف، يجب أن لا يتذمر ذو الإعاقة من وضعه وحالته الصحية، فلا يغفل أن بإمكانه تحقيق المستحيل، فالكثير من ذوي الإعاقة لم يعرفوا الهزيمة، واستطاعوا وضع بصمة واضحة لهم في المجتمع.[/COLOR][/B]

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3776 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0