[B]
غنيمة المرزوق تلك المرأة التي سطرت بأحرف من نور سيرتها، امتلكت قلبا ملأ الكون بالعطاء وعقلا فاض فهمه ليصل بعملها البناء آفاق السماء، كانت وستظل نموذجا للمرأة الرائدة.
ودّعتها الكويت وبكاها أهلها ومحبوها، وحزن عليها أبناؤها وبناتها الذين رعتهم بعطفها وعطائها لذا استحقت وعن جدارة ان تكون أم الخير والأيتام.
كانت غنيمة المرزوق حكاية ممتدة وسيرة عطرة في عطائها عبر «الرحمة العالمية» بجمعية الإصلاح الاجتماعي والتي عبرت عن بالغ حزنها لوفاة المغفور لها غنيمة المرزوق حيث توجهت «الرحمة العالمية» بجمعية الإصلاح الاجتماعي بخالص العزاء والمواساة لكل محبي الراحلة «أم الخير والأيتام» سائلين الله تعالى أن يغفر لها وأن يجعل مستقرها ومثواها الجنة وأن يلهم أهلها وأيتامها الصبر والسلوان وفيما يلي مناقب الفقيدة وأقوال وحكايات حصرية يحكيها من عاصروا أعمالها وشهدوا لها.
هي غنيمة للخير ومرزوقة بفعله
وقال الشيخ جاسم مهلهل الياسين رئيس مجلس إدارة «الرحمة العالمية»: كانت سيدة تفخر الكويت أنها من أبنائها قدمت الكثير لرفعة وطنها وكانت نموذجا للتفاني والعمل بإخلاص، وتابع قائلا: الراحلة لها من اسمها نصيب فهي غنيمة للعمل الخيري ولأهلها ولوطنها ولأرحامها وهذا من توفيق الله ومنته وقد وفقت الراحلة في اسمها وعملها وهي غنيمة ومرزوقة ونسأل الله أن يرزقها قصور الجنان كما قدمت في دنياها من الخير والعطاء.
حصن منيع للعمل الخيري
وأوضح يحيى العقيلي الأمين العام للرحمة العالمية أن الفقيدة اهتمت برعاية الأيتام وكفالة طلبة العلم وقد كانت نموذجا فريدا للعطاء وشيدت جامعة في قرغيزيا (الجامعة القرغيزية الكويتية ـ جامعة محمود كاشغري) والتي كرمت كأفضل جامعة على مستوى جمهورية قرغيزيا للعام 2012 م، وذكر العقيلي أن جهود الوالدة غنيمة المزوق تنوعت من حيث المكان والهدف فقد كانت إسهاماتها جليلة في مجال المشاريع التعليمية، كما أن لها إسهامات في مجال كفالة ورعاية الأيتام بجانب المراكز الإسلامية والمشاريع الصحية، لذا ليس من المستغرب أن ينعيها أحبتها في أوربا وآسيا وفي الدول العربية.
وأكد العقيلي ان الراحلة كانت تثق في العمل الخيري والقائمين عليه ثقة كبيرة وهي أول من كان يتصدى للدفاع عنه لذا كانت حصن العمل الخيري بالقول والعمل والقلم رحمها الله وأثابها الخير وحسن الجزاء.
حكاية عطاء لا تنتهي
هكذا وصفها الشيخ أحمد الفلاح نائب الأمين العام بالرحمة العالمية، والذي قال متأثرا لقد كانت الفقيدة شخصية نادرة الوجود فما سمعت ولا رأيت أجود منها ولا أكرم، صعب أن تجتمع صفات غنيمة المرزوق في شخص واحد لقد كانت تملك همة عالية وقلبا متقدا وحسا إيمانيا قل ان يوجد، نعتبرها في ميدان الخير منارة ليس فقط في الدعم المالي الذي تقدمة ولكن في حماستها ودفاعها عن الخير وعن العمل الخيري.
وتابع الشيخ الفلاح القول: ان من يعرفها لا يستغرب مناقبها فهي ابنة من؟ وزوجة من؟ إنها سليلة أسرة معطاءة جبلت على الخير وفعله، فقد كان والدها رحمه الله رمزا لذلك العطاء وسيرته تشهد له.
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وأسأل الله أن يجبر الكويت في مصابها وأن يلهمنا الصبر على فراقها ويجمعنا بها في مستقر رحمته.
سباقة للخير
كما اعتبر الأمين المساعد لشؤون القطاعات بالرحمة العالمية فهد الشامري الفقيدة رمزا للعمل الخيري والعطاء الكويتي، مبيننا دورها الإغاثي لصالح المسلمين، فقد كانت سباقة في إغاثة أبناء لبنان عندما أعيتهم الحرب وكانت يدها ممدودة لأطفال الصومال وخيرها في البوسنة وووصل عطاؤها باكستان في محنتهم، وتابع الشامري قائلا: الفقيدة سرها سبق علنها، وذكر الشامري ان من مناقب الفقيدة أنها بنت مدرسة في كشمير «مدرسة النور» على نفقتها وبعد عدة سنوات حدث زلزال قوي أدى لتصدع المدرسة فأبت رحمها الله إلا أن تقوم بترميمها وإعادتها لأحسن ما كانت عليه، كما كانت غنيمة المرزوق هي أول من قام بحفر آبار ارتوازية في الصين عام 1994، حيث تبرعت بحفر 5 آبار بعد أن علمت بحاجة مناطق المسلمين هناك لمشروعات الآبار والمياه.
حقا لقد كانت داعما رئيسيا للعمل الخيري وستظل إسهاماتها نورا لها في الدنيا ونسأل الله أن يجعله لها زخرا في الآخرة.
مواقف لا تنسى
فيما قال عبدالعزيز الجيران احد قيادات العمل الخيري بجمعية الإصلاح الاجتماعي والرئيس السابق للرحمة العالمية: لقد كان للفقيدة مواقف لا تنسى وكانت بابا للخير لم يغلق أبدا، وترى السعادة في عينها عندما تسمع عن مشروع خيري سيتم إنجازه، وأكد الجيران أن حزن أهل الفقيدة ومحبيها سيكون هينا مقارنة بحزن الأيتام الذين عملت على رعايتهم وكفالتهم وحزن الدعاة الذين ساهمت في إعانتهم على الدراسة والتعلم ليكونوا مشاعل خير في أوطانهم، وذكر الجيران أحد مواقف الراحلة، قائلا: من ينسى يوم أن تسلمت غنيمة المرزوق جائزة الدولة التقديرية وقيمتها 10000 دينار، ثم قالت: 5000 للصحافيين الذين عملوا معها و5000 تبرعت بها للعمل الخيري، وختم الجيران تصريحه بالدعاء للفقيدة بأن يتغمدها الله بواسع رحمته وأن يطيب مدخلها، كما طيبت حياة الفقراء والأرامل والمساكين والأيتام.
إبداع في فعل الخير
واعتبر عبدالرحمن المطوع الأمين المساعد لشؤون العلاقات العامة والإعلام بالرحمة العالمية ان الجامعة حلقة في مسيرة خيرية لامرأة كويتية عاشت للخير وأحبته وأبدعت فيه حيث تنوعت أعمالها بين خدمة العلم ورعاية وكفالة الأيتام ودعم الفقراء بجانب مسارعتها في إغاثة المكروبين أوقات الكوارث.
وأضاف المطوع أن الفقيدة عنيت بالمشاريع التعليمية، حيث اهتمت بها كثيرا، ومن هذه المشاريع.
بناء جامعة محمود كاشغري ـ الجامعة القرغيزية الكويتية سابقا.
دعم جمعية التعليم والتربية والتعاون الاجتماعي لتركستان.
بناء معهد العلوم الشرعية لإعداد المعلمين ـ الصين.
دعم مجمع مدارس الزيتونة.
بناء مدرسة المعرفة الإسلامية بباكستان.
دعم جامعة أفريقيا العالمية.
المساهمة ببناء المركز الثقافي النسائي بالبوسنة.
بناء مبنى كامل لمدرسة النور النموذجية بباكستان.
تشغيل مدرسة دورس الإسلامية بألبانيا.
تشغيل كتاتيب مرزوق فهد المرزوق لتحفيظ القرآن.
تشغيل مدرسة المنار.
دورة للدعاة الإسبان.
دعم ببرنامج أطفال الشوارع في المغرب.
دعم دار كويت الخير للأيتام بقرغيزيا.
وتحدث المطوع عن علاقة الراحلة بالفقيد عبداللطيف الهاجري بالقول انه كان دائم التواصل معها وكانت تعتبره كابنها وهو لا يناديها إلا بالوالدة، كما كان من المواقف التي لا تنسى حينما كتبت الوالدة غنيمة المرزوق مذكراتها فكتبت عن الهاجري الذي بكى كثيرا عندما قرأ ما كتبته في حقه من ثناء[/B]