[B][COLOR=#080807]أكد الخبير النفسي التربوي الدولي د.غافين ريد إن عبارتي «معوقات التعلم» و«السياق الشامل» لهما أهمية كبيرة في تلبية احتياجات المتعلمين المعسرين قرائيا، لافتا إلى أن أغلب الأنظمة التربوية في مختلف أنحاء العالم تحاول أن تحتوي هؤلاء الأطفال ضمن المنهج السائد، ولا يكون هذا فعالا إلا إذا توافر الدعم الإضافي وتدريب المعلمين، بالإضافة إلى ضرورة تغيير المفهوم السائد لدى غالبية الناس الذين يعتبرون عسر القراءة عجزا أو خللا والانتقال إلى مفهوم أكثر ايجابية ووجهة نظر إيجابية فاعلة وداعمة أكثر لهذه الفئة.
جاء ذلك في مجمل كلمته التي ألقاها خلال المحاضرة التي اقيمت بمركز تقويم وتعليم الطفل ضمن برنامج بدعم مادي من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ضمن برنامجه السنوي «زيارة الخبراء» بالتعاون مع المركز، إيمانا منهم بنقل الخبرات العالمية المتخصصة بصعوبات التعلم والطفل والتربية والتعليم إلى الطاقات المحلية، ودعما لأنشطة المركز المتخصصة بالأفراد ذوي صعوبات التعلم. وأوضح ريد أنه من المهم عند تحديد معوقات التعلم النظر إلى احتياجات الطالب الكلية.
وهذا يتضمن: مهارات التعلم الإدراكية، وخبرة التعلم البيئية، والتقدم في التحصيل الأساسي (تعلم القراءة والكتابة)، لافتا إلى إن هذه العوامل تسلط الضوء على عدد من العوامل الأساسية ذات الصلة: بالمتعلم، والمهام التي يكلف بها، وخبرات التعلم، وهذا يبرز الحاجة ليس فقط إلى التركيز على الطفل بمفردة وما يستطيع أداءه وما يعجز عنه، ولكن يجب النظر أيضا إلى المهمة المكلف بها المتعلم والتوقعات المرجوة منه وجاهزيته للمهمة.
وانطلاقا من ذلك الافتراض تصبح الخطوة الأولى هي تحديد تلك العوامل: (الإدراكية، والتربوية، والبيئية، والاجتماعية، والعاطفية) التي يمكن أن تظهر المعوقات لدى المتعلم الذي يحاول اكتساب المقدار الكافي من مهارات القراءة والكتابة والمهارات الأخرى، مشيرا إلى أهمية إحراز بعض النجاح للطلاب الذين يعانون من عسر القراءة، لأن ذلك كفيل بتطوير تقدير ذات إيجابي لديهم. وهذا عامل حاسم للتعلم الناجح لافتا إلى امكانية تحقيق النجاح عادة إذا ما حقق المتعلم انجازا ولذلك من المهم التأكد من أن المهمة المكلف بها قابلة للإنجاز.
وشدد ريد على أهمية أن ندرك نوع الصعوبات التي يواجهها المتعلمون المعسرون قرائيا، وتحديد كيفية احتوائها وتقليلها، واستعرض مع الحضور عدد من تلك الصعوبات ومنها «الفهم «حيث لا يفهم المتعلم المعسر قرائيا المهمة الموكلة إليه فهما صحيحا في أغلب الأحيان.
وهذا ما يفسر: لماذا يعطي إجابة أخرى للسؤال غير الإجابة المطلوبة؟ ولهذا فإن فهم المهمة يمكن أن يكون عائقا يواجه الطالب المعسر قرائيا في أغلب المواد.
وهذا ليس مرده إلى أنهم لا يمتلكون المهارات الإدراكية الضرورية لفهم المهمة ولكن لأن المهمة قد قدمت تقديما يشكل نوعا من التحدي للطالب المعسر قرائيا، لافتا إلى أنه يمكن أن يواجه الطلاب المعسرون قرائيا صعوبة في إدراك المهمة أو النص، لعدم قدرتهم على تحديد المسائل الأساسية.
ويمكنهم أن يختاروا مسائل عرضية يمكن أن تضعهم في طريق مختلف، وهذا يمكن أن يؤدي إلى إجابة مختلفة عن تلك المقصودة، ولذلك فإنه من المهم تحديد النقاط الأساسية عوضا عن التوقع من الطلاب المعسرين قرائيا تحديدها بأنفسهم.
وأوضح ريد أنه من الضروري أن نفرق بين مكونين رئيسين يجب مراعاتهما عند تحديد المعوقات التي يعانيها المعسرون قرائيا وخصوصا فيما يتعلق بالتمييز بين المعالجة والتفكير، فغالبا ما يمتلك المعسر قرائيا القدرة على التفكير الجيد، وعند الافتراض أن المعوقات قد أزيلت فإنهم سيتمكنون من امتلاك مهارات التفكير وإظهار استيعاب جيد. إلا أن معالجة المعلومات التي يمكن ملاحظتها في المخرجات والمتمثلة في العمل الكتابي يمكن أن تشكل تحديا كبيرا. والمعالجة تتضمن استيعاب المهمة، وهذا يعني أن على المتعلم أن يكون قادرا على فهم المفردات، والغرض من المهمة، وهذا ما يشكل مطلبا ملحا عند بعض المتعلمين المعسرين قرائيا. ودعا ريد المعلمين والمعلمات الى التأكد من أن التعليم والتخطيط يتضمنان مجموعة من أساليب التعلم والتعليم، وأن الأنشطة تناسب المتعلمين: بصريا، وسمعيا، ولمسيا، وحركيا.
ومن المهم أيضا تحديد أماكن متنوعة داخل الفصل يمكنها أن تستوعب مختلف أساليب التعلم الخاصة بالطلبة، نظرا لأهمية ذلك لاسيما للطلاب المعسرين قرائيا، حيث إنهم ليسوا مرنين أو متعددي الجوانب كغيرهم من المتعلمين، ويمكن أن يحتاجوا إلى استخدام أسلوب تعلمهم الخاص غالبا، وتحديدا مع التعلم الجديد.
وأشار ريد إلى ضرورة تحديد المعوقات والاحتياجات في مرحلة التخطيط أولا من أجل تلبيتها أو التعامل معها. وبين ريد أن تنويع التعليم يمد يد المساعدة بجعل كل المواد المنهجية قابلة للتحقق والإنجاز، فإذا ما تميز المنهج تميزا فعالا ليأخذ بعين الاعتبار كلا من: المهمة، والمدخلات، والمخرجات، والمصادر المستخدمة، فإنه من المحتمل أن يلبي احتياجات كل الطلاب، مشددا على ضرورة وعي المتعلم بأسلوب التعلم الذي يناسبه مع مساعدته على فهم أن هناك إيجابيات وسلبيات لكل أسلوب تعلم، ومساعدته على تحديد أسلوبه الخاص في التعلم وكيفية استخدامه استخداما فعالا، مشيرا إلى أن الأطفال المعسرين قرائيا يفضلون التعلم البصري والحركي، بينما يجدون صعوبة في التعلم السمعي.
ولفت ريد إلى أن عددا من الطلاب المعسرين قرائيا يمتلكون قدرات إبداعية طبيعية وعلينا أن نزود كل طالب بالفرص والدعم الكافيين لتطوير إبداعاته وطرقه الفردية في استخدام المعلومات.
من جهتها، أكدت المديرة العامة للشؤون الفنية بمركز تقويم وتعليم الطفل د.عبير الشرهان أن المحاضرة ألقت الضوء على الجوانب الإيجابية لعسر القراءة (الدسلكسيا) وصعوبات التعلم من رؤية مختلفة من خلال النظر إلى عسر القراءة كنوع من الاختلاف وليس العجز، إضافة إلى أهمية التدريس الفعال، والتعلم، وكيفية تحقيق النتائج الناجحة للأطفال ذوي صعوبات التعلم جميعهم وتسليط الضوء على تجارب الشباب الذين يعانون عسر القراءة وإمكانياتهم للنجاح في المدرسة، والجامعة، وميدان العمل. وأوضحت الشرهان أن المحاضرة بينت أهمية غرس الثقة في نفوس الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم والذي يمكنهم من تحقيق النجاح في سن مبكرة.
[/COLOR]
[/B]