0 تعليق
894 المشاهدات

مبنى هيئة الإعاقة.. متعدِّد الإعاقات!



مشاكل لا تعد، وهموم لا تحصى، تواجه كل مراجع لمبنى هيئة ذوي الإعاقة الجديد، والذي تسلمته الهيئة من وزارة الأشغال قبل أشهر معدودة، ونقلت موظفيها وملفاتها وبياناتها إليه من مبناها القديم.
هذا ما أكده ذوو الإعاقة وأولياء أمورهم لـ القبس التي التقتهم خلال جولتها التفقدية للمبنى، مشيرين الى أنهم كانوا يظنون أن النقلة للمبنى الجديد ستكون نوعية وفي مصلحتهم، بحيث تتيح لهم انجاز معاملاتهم بكل سهولة ويسر خلال وقت قصير، وتوفر أمامهم أفضل المرافق والخدمات التي تسهل عليهم انجازها، لكن ظنونهم خابت مع مراجعتهم إليه.
جولة القبس في المبنى، كانت «رحلة من المعاناة»، ففي بدايتها واجهنا صعوبة كبيرة في الوصول إليه، حيث كان يقع في منطقة حولي، وتحديدا في أحد أزحم الشوارع بها وهو شارع بيروت، وبالقرب من مخرج حولي المؤدي إلى طريق الملك فهد السريع، وكان تحيط به مدارس وأسواق تجارية وعمارات استثمارية.
وقال ولي أمر معاق، يدعى محمد البالول: اختيار منطقة حولي المزدحمة شوارعها ليلا ونهارا على مدار أيام الأسبوع، مكانا لمبنى هيئة الإعاقة، هي خطيئة اتخذها المسؤولون المعنيون، سيبقى ذوو الإعاقة وأولياء أمورهم يدفعون ثمنها لسنوات طويلة بالمعاناة والبهدلة كلما أرادوا مراجعة المبنى لانجاز أي معاملة.

حل ترقيعي
وأضاف: كل الشوارع المؤدية للمبنى، تعاني من التكدس المروري، بسبب وجود مرافق حيوية ومنشآت خدمية فيها، كمخفر النقرة ومحطة الوقود ومستشفيات خاصة ومجمعات تجارية ومدارس خاصة، مما يعد النقل من المبنى القديم للمبنى الجديد حلا ترقيعيا لم يكن على أساس صحيح، مطالبا المسؤولين في هيئة الإعاقة بالتنسيق مع وزارة الداخلية ممثلة في الإدارة العامة للمرور لإيجاد حلول للمشكلة، لتوفير المجال أمام المراجعين للوصول إلى المبنى بكل سهولة ويسر، بعيدا عن التأخير والمعاناة.
ويلتقط أطراف الحديث، عبدالرحمن العنزي بقوله: معظم ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم متفقون في الوقت الراهن، على أن اختيار مكان مدرسة هدى شعراوي سابقا كمكان لإنشاء المبنى الحالي لهيئة ذوي الإعاقة لم يكن موفقا، وفيه سوء تخطيط وغياب للرؤية، بعدما أصبحوا يواجهون مشاكل كثيرة ومتنوعة، كلما رغبوا في مراجعته.

أزمة مواقف
أمام مبنى ذوي الإعاقة، كانت هناك معاناة أخرى لكل مراجع، تجسدت بكامل أوصافها في إيجاد موقف سيارة، بينما كانت المواقف داخل المبنى أعدادها قليلة ومساحاتها محدودة، ومداخلها صغيرة ومخارجها قليلة، وشاهدنا مراجعون يوقفون سياراتهم في مواقع بعيدة أمام عمارات سكنية ومجمعات تجارية، ويقطعون مسافات طويلة سيراً على أقدامهم إلى المبنى.
واشتكت ولية أمر طفلة معاقة لقبت نفسها في أم محمد من قلة مواقف السيارات أمام المبنى، والتي تسببت وفقا لقولها في مشاكل كثيرة للمراجعين فيه، فمنهم من حررت بحقهم مخالفات مرورية، بسبب وقوفهم في أماكن ممنوعة «مجبرين لا مخيرين»، ومنهم من وقع في مشاكل ومشادات مع مستأجري عمارات وأصحاب محلات بسبب إيقاف سياراتهم أمامها، متسائلة: إلى متى ستستمر معاناتنا من قلة مواقف السيارات أمام المبنى؟، والى متى ستستمر الحلول المؤقتة والترقيعية لها؟، ومتى ستتعاون الجهات المعنية في الأمر بشكل جدي لإيجاد الحل المناسب؟

زحام وفوضى
توجهنا إلى صالة إنجاز معاملات المراجعين، فوجدناها تعاني من الزحام والفوضى الشديدين، نتيجة كثرة المراجعين من ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم، في مقابل قلة أعداد الموظفين العاملين على استقبالهم وانجاز معاملاتهم، حيث كانت المخصصة للانتظار مليئة بالمراجعين من ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم، وأكثر من مراجع شاهدناه يستغرق وقتا طويلا عند إتمام معاملته.

عدد الموظفين
وقال أبو علي وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة: أن عدد المعاقين المقيدين في سجلات هيئة ذوي الإعاقة يقدر أعدادهم بعشرات الآلاف، هذا بالإضافة إلى عدد ليس بالقليل من غير الكويتيين، وفي المقابل توفر الهيئة عدد قليل من الموظفين في الصالة لانجاز معاملاتهم، وهو ما تسبب في تأخر انجاز المعاملات وتكدس أصحابها في الصالات بشكل شبه متكرر يوميا، حتى أصبحوا مقتنعون أن قضية انجاز المعاملات في مبنى هيئة الإعاقة قضية مؤرقة لهم من دون حراك يذكر من قبل المسؤولين المعنيين، الذين عليهم القيام بوضع الحلول المناسبة للقضاء على الانتظار الطويل للمراجعين من معاقين وأصحاء للمبنى، وتطوير عملية انجاز المعاملات لتصبح بكل دقة وسرعة وسهولة.

كراسي محدودة
وأشار أبو علي إلى أن عدد الكراسي المتحركة الموفرة من قبل الهيئة للمراجعين في الصالة لا يتجاوز عددها من 5 كراسي وهي غير كافية مع كثافة أعداد مستخدميها، سواء من ذوي الإعاقة أنفسهم أو أولياء أمورهم من كبار السن الذين يرافقونهم في مراجعاتهم ويحتاجون إلى استخدام كراسي، نظرا لحالتهم الصحية، مطالبا بتوفير أعداد كافية من الكراسي إلى جانب عمالة متدربة تساعد ذوي الإعاقة وكبار السن على استخدامها عند مراجعتهم لمبنى الهيئة، وترشدهم إلى المكان الصحيح الذي يريدونه.

سوء معاملة
من جانبها، قالت مراجعة جاءت مع ابنها لانجاز معاملته إنها تعاني كثيرا كلما أرادت التوجه إلى المبنى لإنهاء معاملة ابنها، حيث الزحمة الشديدة التي لا تصدق، حيث تحتاج أكثر من ساعة للحصول على موقف سيارة، وساعة أخرى لانجاز المعاملة نتيجة الفوضى والزحام بين بقية المراجعين، وسوء معاملة بعض الموظفين فيه.
وأضافت: هناك عيوب كثيرة في المبنى الخاص بالمعاقين، كوجوده في شوارع ضيقة، ناهيك عن سوء خدماته، بدءا من قلة المصاعد وتعطلها باستمرار، وقلة أعداد الكراسي المتحركة المتوافرة، ووصولا إلى صغر صالة المراجعين وقلة أعداد الكراسي المتوافرة بها، مما يضطر الكثيرين الى الانتظار واقفين لفترات طويلة حتى يحين دورهم.

مبنى المدرسة
وتلتقط مراجعة أخرى، تدعى أم فيصل، أطراف الحديث، حيث قالت: صحيح ان الكثيرين من النشطاء في حقوق ذوي الإعاقة طالبوا المسؤولين في الهيئة خلال السنوات الماضية بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية لتحديد روضة أطفال أو مدرسة ابتدائية من المدارس الجديدة، لإنشاء مبنى الهيئة للمعاقين عليها، ليلبي متطلباتهم وخدماتهم من جانب، ويكون قابلا للتوسعة والتطوير مستقبلا من جانب آخر، إلا أن اختيار أولئك المسؤولين مدرسة هدى شعراوي بموقعها في حولي خطأ كبير، خصوصا أن هناك الكثير من المدارس المناسبة في مناطق أخرى كان يمكن استغلالها كموقع لإنشاء المبنى بدلا من الحالي.

المصاعد والحمامات
جُلْنا على المرافق والمنشآت التابعة لمبنى هيئة الإعاقة، فوجدنا كثيراً من الصعوبات والتحديات التي تواجه أي فرد من ذوي الإعاقة، سواء كان موظفا أو مراجعا في المبنى، حيث كثرة السلالم مقابل قلة المصاعد، ناهيك عن صغر مساحات دورات المياه المتوافرة في المبنى، التي بالكاد يستطيع المعاق الدخول بكرسيه المتحرك لقضاء حاجته.
وطالب عدد من ذوي الاحتياجات بتوسعة دورات المياه الحالية، خصوصا ما صممت من دون مراعاة لذوي الإعاقة، والذين أصبحوا لا يستطيعون استخدامها، لكون أبوابها صغيرة ومغاسلها عالية، متسائلين: كيف تتواجد في مبنى المعاقين دورات مياه لا يستطيعون دخولها أو استخدامها؟

كافتيريا أو بقالة
لم نلاحظ في المرافق والمنشآت التي يتواجد فيها مراجعون من ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم أي منفذ لبيع المشروبات أو المأكولات الخفيفة خلال جولتنا، مثل كافتيريا أو بقالة وما شابه ذلك، وشاهدنا بعض المتواجدين من المراجعين يضطرون إلى الخروج منه وقطع مسافة سيرا على الأقدام، للوصول إلى الأسواق التجارية لشراء ما يحتاجونه والعودة مجددا إليه لاستكمال معاملاتهم.

إنهاء المعاناة

وتساءل أحد ذوي الإعاقة، يدعى جاسم خليفة، قائلا: ما المانع من استغلال جزء من مساحة المبنى الشاسعة للاستثمار التجاري، وتأجيرها للشركات الغذائية، مثل كافتيريا أو بقالة كي تعرض بضاعتها على المتواجدين فيه، حتى يتمكنوا من شراء ما يحتاجون إليه بكل سهولة ويسر، وتنتهي معاناتهم المستمرة منذ شهور، وتحديدا منذ تسلم المبنى قبل عام تقريبا، خصوصا أننا في فصل الصيف، حيث الحرارة الشديدة، ويحتاج المراجعون للتخفيف على أنفسهم بشراء المياه أو العصائر وما شابه؟!
وأكد خليفة أن استثمار جزء من مساحة المبنى لن يكون في مصلحة المراجعين بتوفير احتياجاتهم فقط، بل أيضا في مصلحة الهيئة، حيث سوف يدر أموالا عليها نظير رسوم الاستئجار التي سوف تحصلها، والتي يمكن إنفاقها في توفير النواقص أو تطوير المرافق في المبنى إلى الأفضل.

جمعية الداون:
سوء التنظيم يؤخّ.ر إنجاز المعاملات
عن رأيها في مبنى هيئة ذوي الإعاقة الجديد، قالت نائبة رئيس جمعية الداون حصة البالول: المبنى مستواه جيد من حيث المرافق والخدمات، لكنَّ هناك خللاً في بعض الأمور التنظيمية الخاصة بانجاز المعاملات، سواء على ذوي الإعاقة أو أولياء أمورهم، منها توزيع أيام الأسبوع للمراجعين بين الرجال والنساء، ومن الواجب أن يتم التوزيع لانجاز المعاملات وفقا لأنواع الإعاقات، خصوصا أن بعض ذوي الإعاقات أحيانا يأتون بآبائهم أو أمهاتهم معهم، لمساعدتهم في بعض الأمور، مؤكدة أن سوء التنظيم يؤخر إنجاز المعاملات.
وأضافت: بعض الموظفين يحتاجون إلى توعية أكثر بأنواع الإعاقات وكيفية التعامل معها، كالحركية والذهنية وما شابه، ومن المفضل أن يكون هناك موظفون متخصصون لكل إعاقة، بحيث يكونون قادرين على التعامل معها بكل سهولة، وبلا صعوبة.

ناشط في حقوق ذوي الإعاقة:
الملاحظات عليه كثيرة.. والمعاناة منه كبيرة
تحدث الناشط في حقوق ذوي الإعاقة علي الثويني عن ملاحظاته على مبنى ذوي الإعاقة، قائلا: أرضيات المبنى من نوع سيراميك لا يصلح إطلاقا لسير معاقي البتر والعكازات عليه، وقد يؤدي إلى سقوطهم على الأرض، إضافة إلى أن صالة المراجعين للمبنى صغيرة المساحة، ما اضطر الهيئة الى تقسيم أيام المراجعة بين الرجال والنساء، وهذا الأمر غير مقبول إطلاقا، ناهيك عن أن أكثر الأبواب في المبنى من الألمنيوم، مما قد تسبب في حوادث للمكفوفين، إضافة إلى أن مبنى المدرسة الذي أصبح مقرّاً للهيئة قديم واحتمالية تعرضه للسقوط كبيرة مع مرور العمر الافتراضي له.

غصة
هل يعقل أن يكون المبنى الخاص بشؤون المعاقين على هذا القدر من السلبيات؟ هكذا تساءل أولياء الأمور الذين التقيناهم في المبنى، مؤكدين أن مرافقه غير مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة.

 

 

صالة إنهاء المعاملات

صالة إنهاء المعاملات

 

 

 

المصدر : مشارى الخلف \ جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0