[B][COLOR=#0E0E0D]قهر الشاب محمود العطوي، من محافظة البدع في تبوك، إعاقته ورفضه من الوظائف، وافتتح محلاً لبيع الدجاج المثلج، فقد قدّر الله أن يُولد من دون أطراف سفلية، ولكنه أثبت لنفسه ولأهله ومجتمعه أن الإعاقة لم تقف عقبة يوماً في طريق الطموح والنجاح، بل أكد أن كل إنسان يستطيع لمس أحلامه حقيقة، مهما وجده الناس ضعيفاً أو غير قادر.
لم يجد وظيفة
أتم العطوي دراسته في مدارس حكومية مع الطلاب الأصحاء، وذلك لعدم وجود مدارس خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة في منطقته، وبعد إنهائه الدراسة لم يُقبل في أي وظيفة، ولكنه لم يستسلم، فخاض غمار التجارة واستطاع من خلال محل الدجاج إعانة نفسه وأسرته. ويتجول بدراجته النارية بكل حماس، ليقضي حاجاتهم، يقول العطوي لـ»الشرق»، «لم أشعر يوماً بأني معاق، رغم فقدي أطرافي السفلية، وما جعلني أتخطى كل شعور سيئ هو توفيق الله، ودعمي من قِبل أفراد أسرتي، فأنا متعايش ومتأقلم مع وضعي الصحي، وذلك نتيجة تهيئتي من قِبلهم لمواجهة هذه الحياة، فقد قدر الله لي وضعي، وأنا راضٍ تماماً، ولا أجد في إعاقتي ما يكبلني أو يقيد طموحي».
رجال الأعمال
وأضاف العطوي «وجودي الدائم بين زملاء أصحاء أكسبني الثقة في نفسي، فهم لا ينظرون إليّ بازدراء، على العكس، فالإعاقة الجسدية ليست عقبة في حياة الإنسان المصاب بها، فكم من معاق وصل لمراتب لم يصلها شخص سليم!».
وأبدى العطوي استياءه من بعض رجال الأعمال، الذين ينظرون بمحدودية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يجعلونهم بمعزل عن جميع الفرص الوظيفية، حتى وإن كانت مكتبية ولا تتطلب جهداً، فالمعاق في نظرهم إنسان سُلبت منه كل الطاقات.
حقوق ضائعة
وأكد العطوي أن ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة لمن يساندهم، ويقف إلى جانبهم، من خلال توفير مراكز ثقافية ورياضية متناسبة مع وضعهم الصحي، مشيراً إلى انعدام حضور المعاق في المهرجانات، ويقول «تنظم بعض اللجان الأهلية في المحافظة بعض المحافل، وكم أتمنى لو يشملنا المهرجان ولو بفقرة من فقراته»، مشيراً إلى أن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة ضائعة، وليس هناك أي اهتمام ملاحظ بهم، ويقول «أبسط الأمثلة عدم وجود أرصفة في الشوارع خاصة بالمعاقين، ويجب أن يحرص أهل الشأن على سلامة الجميع».[/COLOR][/B]