لم يقف الشلل الرباعي الذي رافق الشابة علياء مقلد منذ كان عمرها 18 شهرا عائقا أمام ممارسة حياتها الطبيعية وإصرارها على إثبات حضورها المتميز معتمدة في ذلك التصميم الراسخ على قاعدة قوية قوامها بيئة اسرية محفزة اولتها كامل الرعاية والاهتمام بالإضافة الى الدعم الذي تلقته من مدرسيها ممن يعزا إليهم جزء كبير من النجاح الذي حققته خلال العام الدراسي الحالي بعد رحلة طويلة من الجد والاجتهاد نالت بعدها الشهادة الثانوية العامة للفرع العلمي بمجموع عام قدره 2099 لتكون بذلك الطالبة الوحيدة من ذوي الإعاقة في محافظة السويداء التي تتقدم وتنجح بهذا الفرع للعام الجاري.
وذكرت لينا مقلد والدة علياء في حديث لنشرة سانا الشبابية ان ابنتها التي تعاني حتى الان صعوبات في النطق والكلام التحقت بعمر ثلاث سنوات ونصف السنة برياض الأطفال التابعة لمنظمة طلائع البعث منتقلة بعد ذلك الى مدرسة بور سعيد حيث اتمت دراستها الابتدائية بتشجيع متواصل من الكادر التدريسي والاداري في المدرسة حيث لم يكن موضوع الدمج مدرجا في المدارس آنذاك ومع هذا فقد حظيت باهتمام ومتابعة مدرسيها دون أي تقصير.
وروت الوالدة ان ابنتها تابعت دراستها لاحقا بجد ومثابرة لتنتقل بعد ذلك في الصف التاسع إلى مدرسة “الشهيد عصام حرب” حيث نجحت بمجموع درجات قدره 256 درجة وأشرف على اختباراتها وتحصيلها المرشدة النفسية علا عمار مع كادر كامل من المدرسين.
وأكدت أن علياء نالت خلال دراستها للمرحلة الثانوية اهتماما مماثلا من قبل مدرسيها والجهاز الإداري في المدرسة كما كان رفاقها من أهم المشجعين لها الأمر الذي عزز من ثقتها بنفسها وبقدراتها بالإضافة الى المساعدة الكبيرة التي قدمها لها اخوها التوأم سعيد والذي تابعها منذ الصف السابع وحتى نهاية المرحلة الثانوية وتمكن أيضا هو من النجاح والتفوق.
وأشارت إلى اعتماد ابنتها على المحاكمة العقلية والقدرة على الحفظ كونها لا تستطيع الكتابة حيث جري تعيين لجان خاصة لتدوين اجاباتها بوجود مراقبين علما أن قدرتها على الكلام هي 65 بالمئة فقط كاشفة عن رفض الابنة التسجيل في الفرع الأدبي بالصف العاشر وتحديها للأسرة في هذه المسألة.
واختتمت الوالدة بالاشارة الى المعاناة الطويلة التي عانتها العائلة في علاج علياء منذ طفولتها الى ان تمكنت الشابة من المشي بشكل محدود ضمن المدرسة فقط ولمسافة قصيرة جدا مبينة ان ابنتها تنتظر حاليا المفاضلة العامة ومفاضلة ذوي الاحتياجات الخاصة للتسجيل في الجامعة علما أن طموحها هو دراسة الصيدلة.
من جهته قال بسام ابو محمود رئيس دائرة الامتحانات في مديرية التربية بالسويداء ان هذه الطالبة المجتهدة ورغم إعاقتها تمتلك إرادة قوية ليس لتحقيق النجاح وحسب إنما للوصول إلى التفوق العلمي مبينا أن دمجها في المدارس جعلها تشعر بوجودها الانساني والذي ترافق مع تربية خاصة لها ودعم أسري لا محدود.
وبين أبو محمود أنه تم تشكيل لجنة استكتاب أشرفت على امتحانات الطالبة أسوة بغيرها من ذوي الإعاقة كونها تحتاج لوسيلة تفاهم خاصة لافتا الى ان وزارة التربية وضعت أسئلة مستقلة لذوي الإعاقة تتناسب مع وضعهم الصحي وتختلف عن أسئلة الطلاب الأصحاء.
بدورها توضح المرشدة النفسية علا عمار أنه ومن خلال متابعتها للطالبة علياء في المدرسة اكتشفت مدى تميزها وذكائها واجتهادها وطموحها الى جانب رغبتها بالاعتماد على نفسها وحبها لرفاقها ومحبتهم لها وتواجدها معهم دائما دون أن تحد الإعاقة من نشاطها مؤكدة على ضرورة دعمها لإكمال دراستها الجامعية.
من جهتها تلفت الطالبة خزامى المحيثاوي التي رافقت علياء على مقعد الدراسة أن زميلتها مكافحة ومجتهدة وذكية ومتفاعلة مع مدرسيها ورفاقها ونادرا ما كانت تتغيب عن المدرسة كما انها تسعى باستمرار للمشاركة بكل المبادرات والنشاطات الاجتماعية ضمن مقدرتها ما يمنح الجميع من حولها حافزا للتقدم في عمله.
عمر الطويل
اذا أعجبك موضوع الشابة علياء مقلد تتحدى ظروف الإعاقة الصعبة وتحصل على شهادة الثانوية العامة للفرع العلمي شاركه مع أصدقائك لكي تعم الفائدة وشكرا.
الوكالة العربية السورية للأنباء
المصدر: السويداء – سانا/ جريدة الخبر السابع .