فى مسابقة فريدة من نوعها، نظمت خصيصا، لتقوم سيارة بتعرجات على مدرج مطار لودز فى بولندا يقودها سائق كفيف وأصم، ويقوم كل واحد منهم بجولتين على الحلبة مع قياس سرعتهم برفقة مساعد سائق لا يعانى من إعاقة.
ويوضح ماتيوش كوتنوفسكى المسؤول عن جمعية بولندية لمساعدة الصم والمكفوفين أن 12 من أصل 19 مشاركا، لم يسبق لهم أن قادوا سيارة فى حياتهم و7منهم كانوا يقودون قبل إصابتهم بالإعاقة.
وأضاف: “بعضهم أصم أو كفيف بالكامل، أما الذين يرون ويسمعون قليلا فقد وضعوا أقنعة لكى يكون الجميع على قدم المساواة”.
قبل المسابقة، تدرب المشاركون على مدى يومين، ووضعت ثلاث مدارس لتعليم القيادة مهتمة بالمشروع تحت تصرفهم جراجا و5 سيارات ومدربين. واضطر هؤلاء قبل البدء بالتدريب على تطوير لغة تستند على اللمس للتواصل مع المشاركين.
وأوضح سبيجنيف بالجان وهو صاحب مدرسة لتعليم قيادة السيارات لتلميذه الكفيف والأصم “عندما أضغط على الجهة الشمالية من ركبتك تستدير شمالا، وعندما أضغط على الجانب الأيمن تستدير يمينا، وعندما ألمس أعلى ركبتك تجلس المقود، وعندما أضغط تزيد من سرعتك، وعندما أشد على ركبتك تستخدم الفرامل”.
سيلفيك سليبيك الثلاثينى هو بائع سابق فى سوبر ماركت ويبحث عن عمل منذ ثلاث سنوات دون جدوى، حيث فى بولندا يصل معدل البطالة فى صفوف المعوقين الى 16 %.
وتقول كاسيا سليبيك زوجته “قد يدرك الناس أن أشخاصا صم ومكفوفين قادرين على قيادة سيارة، ويمكنهم أيضا أن يقوموا بعمل وأن يكون لهم مهنة، قد ينظر إلينا على أننا أناس لطفاء ذو قيمة وليس فقط بأننا لا ننفع لشىء”.
فى يوم السباق أجرى سيلفيك جولة دون أى خطأ على مدرج المطار، وحل فى المرتبة السادسة ما أثار إعجابا كبيرا لدى زوجته التى صرخت “لدى بطل!”.
المصدر : جريدة الكويتية