[B]فقدوا أبصارهم، لكن قلوبهم مفتوحة على الحياة، وبصائرهم تشعر بالكون كله وتتناغم مع الوجود.
طموحاتهم بلا حدود، وإن كان الخالق العظيم قد حرمهم من نور أبصارهم لحكمة عظيمة لا يعلمها أحد إلا هو، لكنه سبحانه وتعالى منحهم أفئدة تُبصر وقلوباً تشرق بالنور، ونفوساً مضيئة على الكون والوجود، وطاقة طموح وإنجاز وعقولا ذكية ألمعية، تحب العلم وتعشق التعلم وتحفظ ما لا يقدر على حفظه كثير من الأصحاء.
المكفوفون، استضافت الكويت عدداً منهم خلال الملتقى، الذي أقامته أخيرا جمعية المكفوفين الكويتية، وذلك لمناقشة قضايا هذه الفئات، وهمومها وآلامها وآمالها.
لم تشأ أن تفوت هذه الفرصة والتقت عددا من المكفوفين ورصدت همومهم ومعاناتهم، وأبرز الصعوبات التي تعترض طريقهم.
وأكدوا أن هموم المكفوفين العرب تعتبر متشابهة، فالنظام التعليمي يحتاج إلى تطوير، والمناهج لا تراعي ظروف هذه الفئات، كما أن طريقة برايل غير مطبّقة في كثير من الدول العربية.
كما اشتكى المكفوفون من ان النظرة الدونية من قبل البعض تعتبر قاسية جدا على الشخص الكفيف، فكثير من الأكفّاء أذكياء لدرجة تصل إلى العبقرية، وليس أدل على ذلك من المكفوفين المشاهير، الذين حققوا خدمات جليلة للإنسانية في مجالات الأدب والثقافة والعلوم الإنسانية والتاريخ والفلسفة والموسيقى ومجالات الاختراعات وغير ذلك.
المكفوفون مبصرون، لكن بقلوبهم وبصائرهم مفتوحة على الحياة.
المكفوفون أذكياء نابهون – فقط – يحتاجون إلى من يكتشف مواهبهم.
المكفوفون قادرون على العمل والإنجاز والعطاء، لكن يجب توفير فرص وظيفية تناسب ظروفهم وتكتشف مهاراتهم.
المكفوفون جزء لا يتجزأ من المجتمع، وعلينا احتضانهم ومساندتهم ودمجهم ورعايتهم، فهل من مبصر لقضايا هذه الفئة الغالية على قلوبنا؟!
أبرز المطالب:
■ التعليم ■ التوظيف ■ الدمج ■ الدعم المادي
العنزي:
نتمنى إزالة النظرة الدونية نحو الكفيف
أكدت رئيسة العلاقات العامة لملتقى المكفوفين عواطف العنزي أن الهدف الأساسي من إقامة هذا الملتقى هو إبراز دور الكفيف في المجتمع، فهو قادر على تكوين علاقات مع الآخرين، كما أنه من المهم تبادل خبرات الدول العربية في مجال مساعدة الكفيف.
وأكدت أن «هذا الملتقى يبرز قضايا الكفيف على مستوى الوطن العربي، وإذا تكاتفنا مع الدول العربية فسنجد حلولا للمشاكل التي تواجه المكفوفين في البلدان العربية، كما نتمنى إزالة النظرة الدونية، التي ما زالت عند البعض تجاه المكفوف». وأكدت أن الحكومة بذلت ما في وسعها لدعم الملتقى.
الرواس:
المطلوب دعم المكفوفين وتأهيلهم وظيفياً
قال عوض الرواس – وهو أحد المكفوفين من سلطنة عمان -: «إن هموم المكفوفين واحدة في كل العالم العربي، فائدة مشاركتي في هذا الملتقى بالدرجة الأولى، هي التعارف على المكفوفين من مختلف البلدان العربية»، مشيرا إلى أن «الكويت سبّاقة في إقامة الملتقيات».
وأضاف «في هذا الملتقى نحاول أن نطرح قضايا الكفيف والمشاكل التي تواجهه، أتمنى على الحكومات في جميع البلدان العربية أن تراعي ظروف الكفيف، وتساعده في إنجاز معاملاته سواء في التعليم أو الطيران أو المستشفيات أو غير ذلك». وأكد أنه في سلطنة عمان تقوم جمعية المكفوفين هناك على تبرعات المحسنين في اقتناء الأجهزة اللازمة للمكفوف.[/B]