كبار السن يعتبرون ثروة بشرية يجب الاعتناء بها والتعرّف على إمكانياتها فهم أكثر الفئات القادرة على تبادل الخبرات مع الأجيال المختلفة.
أكد الدكتور معتز الشامي، استشاري الصحة النفسية، أن مجتمع كبار السن بات مؤشراً لتقدّم الأوطان، لا سيما وأنه كلما زادت نسبة كبار السن تصبح ذات تأثير واضح على التركيبة السكانية للمجتمعات، في ظل تطوّر أساليب الرعاية الصحية وتوقّع الزيادة في متوسط الأعمار في مختلف دول العالم بصورة متفاوتة.
وقال إن كبار السن هم أكثر الفئات القادرة على تبادل الخبرات مع الأجيال المختلفة، وبالتالي يعتبرون ثروة بشرية يجب الاعتناء بها والتعرّف على إمكانياتها.
ونصح الشامي كبار السن بالتعايش مع الواقع الجديد بعد بلوغهم سن المعاش، من خلال الاهتمام بالأحفاد، أو التعرّف على أصدقاء جدد، خاصة وأن الحياة المهنية تقتصر فقط على أصدقاء مجال العمل، بالإضافة إلى إمكانية المشاركة في الأعمال التطوّعية، وأيضاً السفر حول العالم للتعرّف على ثقافات جديدة.
وأشار الدكتور محمد السيد، استشاري الطب النفسي، إلى أن وقت الفراغ بعد بلوغ سن المعاش يشكّل حيزاً كبيراً لدى كبار السن، وبالتالي عليهم المشاركة في الأعمال التطوّعية التي تناسب تلك المرحلة، بشرط ألا يكون لها تأثير صحي وبدني على الشخص.
وقال: إن الحياة تبدأ من لحظة اختيار عمل جديد، وبالتالي فإن كل عمل يمثّل بداية جديدة في حياة الشخص، مع أهمية المشاركة في برامج الأنشطة الرياضية والبرامج الثقافية، لمواجهة اليأس والاكتئاب والانعزال عن المجتمع.
وفي سياق متصل، شدّد الدكتور وائل الجهيني، استشاري الصحة النفسية، على أهمية دعم الدولة للمؤسسات والهيئات التي تعمل في مجال العمل التطوّعي مادياً ومعنوياً، حتى تستطيع القيام برسالتها وواجبها تجاه المجتمع، من خلال تأهيل القيادات المتطوّعة من كبار السن، لإعادة تأهيلهم للعمل التطوّعي بعد سن التقاعد.
وحذّر من لجوء كبار السن ومَنْ بلغوا سن التقاعد الوظيفي بالجلوس في المقاهي مع رفقاء التقاعد لمحاولة قتل الوقت وقضاء وقت الفراغ، اعتقاداً بأن الحياة قد توقّفت، وأنها مجرد أيام معدودة، خاصة وأن مثل هذا التصرّف يقود الشخص إلى اليأس والروتين اليومي، وهما ما يعرّضانه لأمراض نفسية متعدّدة، بالإضافة إلى العصبية الزائدة.
المصدر : جريدة الانباء