أكد الدكتور محمد الشاذلى، أستاذ جراحة الأنف والأذن والحنجرة بطب قصر العينى، أهمية تنفيذ خطة الفحص الإجبارى لحديثى الولادة بهدف الكشف عن أى مشكلات متعلقة بالمولود عند ولادته، موضحا أن نسبة كبيرة الآباء والأمهات يبحثون عن العلاج بعد أن يصبح عمر الطفل ثلاثة أعوام، وهذا أمر طبيعى خاصة عندما تبدأ المسائل المرتبطة بالنمو والمصاحبة للمرض فى الظهور، ومع ذلك فإنه إذا تم فحص جميع الأطفال عند الولادة وبدء العلاج قبل أن يبلغ عمر الطفل عاما فيمكن تخفيف تلك المشكلات المرتبطة بنمو الطفل (سواء كان عجز الكلام أو التلعثم وصعوبات التعلم وغيرها من المشاكل).
وقال إن العلاج المبكر الهدف الأوحد والأكثر أهمية لضمان حصول الأطفال على حياة طبيعية، حيث يستغرق علاج فقدان السمع قدرا من الوقت، فالخطوة الأولى هى معالجة المشكلة العضوية ويمكن القيام بذلك من خلال عدة طرق مثل زرع القوقعة، أما الخطوة الثانية فهى عملية مساعدة الطفل فى إعادة تعلمه كيفية تفسير الأصوات وتحويلها إلى لغة، مما يتطلب وقتا وقيام المتخصصين ببذل جهودا مستمرة مثل الأطباء ومتخصصى علاج السمع والنطق.
وفى بعض الأحيان قد تكون تكلفة هذا العلاج باهظة بالنسبة لبعض الأسر، مما يؤدى إلى عدم استكمال علاج بعض المرضى، ونهدف من خلال المساعدات المادية المتاحة على نطاق واسع من الحكومة والمؤسسات الخيرية إلى زيادة أعداد الأطفال الذين يتلقون العلاج.
وأضاف: يعتبر زراعة القوقعة الحل الأمثل للأطفال المصابين بفقدان السمع، حيث يحولهم إلى أطفال طبيعيين بعد أن كانوا معاقين، موضحا أن الدولة تدعم إجراء مثل هذه العمليات لأنها مكلفة، ولكن يفضل إجراؤها قبل بلوغ سن الطفل 6 سنوات.
ووفقا للدراسات فإن واحدا من كل 25 طفلا فى الشرق الأوسط يصاب بفقدان السمع، وينصح بضرورة الاكتشاف المبكر لحالة الطفل حتى يتمكن الطفل من زرع القوقعة فى سن صغيرة لإعادة تأهيلة ليكون طفلا طبيعيا ويمارس حياته بصورة طبيعية فى المجتمع.
وتوصى شركة ميدل “MED-EL” بضرورة العناية بحاسة السمع فى مصر، وذلك بعد ملاحظة نقص فى عدد الأبحاث وانخفاض مستوى الوعى بشأن حالات فقدان حاسة السمع وتدهورها، وفى ظل تزايد أعداد المصريين والعرب التى بلغت 13.6 مليون ممن يواجهون هذا المرض، وأن هناك انخفاضا فى مستوى التثقيف حول كيفية الكشف عن هذا المرض ومنعه من الحدوث، خاصة للأطفال صغار السن.
ونوهت الشركة بأن هناك مبادئ رئيسية للتغلب على فقدان حاسة السمع فى البلاد والكشف عنها، وإيجاد حلول لهذه الحالات الصعبة لإنقاذ حياة الأطفال، وهناك أمل كبير فى التغلب عليه من خلال تنمية الوعى العام وتثقيف الأسر بالكشف المبكر عن المرض وتقديم الدعم المالى للعلاج.
المصدر : امل علام \ اليوم السابع