[B][COLOR=#11110F]الروماتيزم مصطلح عام يشمل جميع امراض الجهاز الحركي، اي كل ما يحيط بالعظام والمفاصل من انسجة كالعضلات والاربطة وغير ذلك. ومرض الروماتويد هو واحد من ضمن ما يزيد على 300 مرض روماتيزمي، وهو مزمن وينتج عن حدوث خلل في الجهاز المناعي، مما يسبب فرط نشاطه ومهاجمته لأنسجة الجسم، كالمفاصل واعضائه الداخلية (الرئة والقلب وغير ذلك).
وتبلغ نسبة انتشار مرض الروماتويد في العالم %1، بينما يصاب ثلث سكان العالم بالأمراض الروماتيزمية المختلفة. وقد أجرى د. عادل العوضي – استشاري امراض الروماتيزم – دراسة مسحية في سنة 2007 – 2008، لتقييم نسبة انتشار الامراض الروماتيزمية بين الكويتيين. وكشفت الدراسة عن انتشارها بنسبة %29 – اي ثلث الكويتيين – وان أكثرها شيوعا: آلام الظهر تتبعها آلام أربطة واوتار المفاصل (خاصة للكتف والرسغ) ثم آلام الركبة.
الأعراض
يشكو المصاب بمرض الروماتويد من آلام المفاصل الصغيرة كمفاصل اليد والرسغ والكوع ومفاصل اصابع القدم والكاحل، وقد يرافقه ألم في مفصل الكتف والحوض والركبة. واضافت د. ايمان:
ليس لزما ان تبدأ اعراض المرض بألم في اليد، فقد تبدأ بألم في مفاصل القدم ثم تصيب اليد بعد فترة. لكن اهم عامل هو ان المرض يتطور ويزداد عدد المفاصل ويشتد ألمها مع مرور الوقت. كما تتورم المفاصل ويلحظ تيبسها عند الاستيقاظ من النوم نتيجة لعدم استخدامها لفترة طويلة. وغالبا ما يصاحب هذه الاعراض شعور المريض بالتعب والاعياء وانخفاض معدل الطاقة وفقد الشهية وارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.
سبب المرض
لم يتمكّن الطب الحديث – الى الآن – من تحديد سبب حدوث الخلل في الجهاز المناعي، لكن الدراسات بينت وجود عدة عوامل ترفع نسبة الاصابة بالمرض، من أهمها:
– العوامل الوراثية: كإصابة فرد من الاقارب بالدرجة الاولى. ووجود جينات معينة حددها الطب ترتبط مع الاصابة بالمرض.
– العوامل الفيروسية: حيث بينت الدراسات أن الاصابة بفيروسات خاصة تسبب تنشيط الجهاز المناعي وتحفيزه بشكل مفرط، مما قد يسبب بدء اختلاله وبدء المرض.
– العوامل النفسية: كثير من المرضى يشيرون الى ان ظهور اعراض المرض بدأت بعد مرورهم بأزمة نفسية شديدة. ورغم ان العامل النفسي ليس سببا للإصابة، لكن التغيرات الفسيولوجية والكيميائية التي ترافق الضغط النفسي تسبب بدء اعراض الاصابة لدى من لديه القابلية الجينية، اي ان العامل النفسي يحفز بدء اعراض الاصابة.
من جهة اخرى، اوضحت د. حسين أن السمنة لا تسبب الاصابة، بل تزيد من حدة الاعراض، أما التدخين فله دور في زيادة حدة الاعراض وخفض كفاءة العلاج.
أهم عامل في التشخيص
أهم عامل في التشخيص هو ان يقصد المريض طبيبا متخصصا في الامراض الروماتيزمية في اسرع وقت، بدلا من خسارة الوقت في التردد على عيادات اطباء الطب العام والباطنية والعظام والعلاج الطبيعي.
واوضحت د. حسين: من المؤسف ان يصل المريض الى عيادة الروماتيزم بعدما ساءت اعراضه، بحيث وصل الى مرحلة تآكل المفاصل والاعاقة، بينما كان يمكنه تفادي ذلك لو بدأ بالعلاج الصحيح مبكرا. فالعلاج في اول سنتين من بدء الاعراض (المرحلة الحرجة) مهم جدا في تخفيف الاعراض وتفادي نخر العظام وتآكلها. فمتى ما تشوهت العظام، فمن المستحيل – او الصعب – إعادتها الى وضعها الطبيعي.
نقاط مهمة في التشخيص
يعتمد الطبيب في تشخيص الاصابة على التاريخ المرضي والتحاليل المخبرية كتحليل الدم الشامل، وقياس معدل الترسيب ومعدل البروتين وعامل الروماتيزم، بالإضافة إلى ذلك يستعان بفحص الاجسام المضادة في الدم، لكونه تحليلا اكثر دقة في الاكتشاف المبكر.
ومن النقاط التي تسبب لبسا، ان عامل الروماتيزم يكون ايجابيا في 70 – %75 من المصابين بالروماتويد فقط، لذا لا يرافق بعض الاصابات ارتفاع في عامل الروماتيزم. كما ان هناك حالات لديها عامل روماتيزم ايجابي، لكنها غير مصابة بالروماتيزم.
العلاج
1 – العلاجات المحورة للجهاز المناعي: تسيطر على نشاط الجهاز المناعي، ومن أهمها «الميثوتريكسيت»، وهو من انواع العلاجات الكيميائية المستخدمة ايضا لعلاج بعض الاورام الخبيثة. ورغم أمن استخدامه وفائدته في السيطرة على المرض خلال النوبة الحادة، الا ان بعضهم يرفض تناوله خوفا منه. بيد ان الجرعة التي تعطى للمصاب صغيرة، وتصل في اقصاها الى 20 – 25 ميلليغرام فقط. بينما تبلغ الجرعة المستخدمة لعلاج الاورام أكثر من 100 ميلليغرام.
وهناك ادوية اخرى من ضمن هذه الفئة مثل: السيلزالازين والسيلزافيرال والأرابا.
2 – العلاجات البيولوجية: توافرت منذ 10 – 15 سنة، وأحدثت طفرة وتطورا هائلا في حياة المرضى، فهي تحسن أعراضهم وحالتهم لتقارب تلك لدى الاصحاء. ورغم ارتفاع تكلفتها الا أن القطاع الحكومي يوفرها للمرضى الكويتيين فقط. ومن انواع حقن العقاقير البيولوجية: الروبيكين وامبريل واكتمبرا واباتاست. وسيتوافر قريبا علاج بيولوجي يؤخذ بالفم.
قبل البدء بالعلاج البيولوجي
قبل بدء العلاج البيولوجي الذي يتحكم بعمل الجهاز المناعي، يجب اولا التأكد من سلامة الجسم وخلوه من الالتهابات والفيروسات الكامنة. فيخضع المريض لعدة فحوصات تتحرى سلامة الكلى والكبد وتكتشف فيروسات الدرن (السل) الكامنة والفيروسات الكبدية.
ويخضع المريض لتصوير الصدر وفحص تحت الجلد للدرن. واذا اكتشفت الاصابة بالدرن، يجب علاجه بكورس من المضادات الحيوية المناسبة، قبل العلاج بالعقاقير البيولوجية. وينبه المريض الذي يعالج بالعقاقير البيولوجية إلى ضرورة الالتزام بجدول المتابعة الطبية والخضوع لفحص الدم ووظائف الكلى والكبد دوريا.[/COLOR]
[/B]