[B][COLOR=#0F0F0F]عندما تبدأ بالحديث معها، ومحاورتها تجد حديثها أشبه بالمعالج النفسى أو الأخصائى الاجتماعى، لا تكتشف ما تعانى علا من مشكلة سوى عندما تلقى نظره على قدميها وتلاحظ العصا الصغيرة التى تضعها بجوار طاولتها، علا عمار كاتبة وصاحبة مجموعة “حكايات علا”، فتاة ثلاثينية تجاوزت وتحدت إعاقتها والتى لم تتعامل معها سوى أنها حالة طبيعية تعيشها، لم تنخرط علا بمجتمع ذوى الاحتياجات الخاصة لأنها لم تشعر فى يوما ما أنها تعانى من مشكلة الإعاقة.
عندما سافرت علا لإحدى الدول العربية الشقيقة ووجدت بهذه الدولة رعاية كاملة لذوى الإعاقة مع توفير وتكريس كل السبل والتسهيلات من طرق ومقاعد متحركة وأماكن مخصصة لهم يعاقب من يحاول استخدام أو انتهاك هذه الحقوق الخاصة بذوى الاحتياجات، بدأت تشعر كم تحترم مثل هذه الدول ذوى الاحتياجات والخاصة والتعامل معهم على أساس أنه فرد بالمجتمع له حقوق وواجبات ودور فى المجتمع شأنه شأن أى إنسان غير معاق.
إيمانها بمراعاة الدولة لحقوق وواجبات هذه الفئات مع كفل وتوفير احتياجاتهم جعلها تصدر أول كتاب مسموع أطلقت عليه “حكايات علا” أرادت من خلاله سرد تجربتها الشخصية على شكل حلقات ساخرة وبصوتها الشخصى وعرضها من خلال الإنترنت حتى تصل لكل الفئات المعاقين وغير المعاقين.
تروى علا من خلال كتابها المسموع قصتها مع الإعاقة والتحديات التى واجهتها واستطاعت التغلب عليها وتخطيها وخاصة مع نشأتها فى أسرة لم تشكل لهم الإعاقة أية مشكلة وتعاملوا معها بمنتهى العقل والرزانة.
وتقول علا، إن الكتاب يعد أول كتاب مسموع يلمس حياة ذوى الاحتياجات الخاصة ويتناول تجربتهم الشخصية واحتكاكهم بالمجتمع الخارجى، ونظرة المجتمع التى أحيانا تنظر لهم بشفقة أو حزن، وفى أحيان أخرى تنظر لهم بخوف ودعم، هذا كله حَرصت على التطرق له بكتابى، وتضيف أن الكتاب يقدم مسموعا لمن يعانى من الإعاقة الحركية أو البصرية، كما يتوفر له نسخة مقروءة أيضا حتى لا يحرم فئات الصم والبكم من التعرف على محتواه”.
وتؤكد علا بقوة “لن ينال الأفراد ذوى الاحتياجات الخاصة حقوقهم فى المجتمع دون تدخل الحكومة وفرض حق المواطن المعاق شأنه شأن غير المعاق، وتوفير كل سبل الراحة وتسهيلات الحركة، ومشاركة كافة منظمات المجتمع المدنى والمؤسسات المسئولة عن ذوى الاحتياجات الخاصة والإعلام لمساندة الدولة فى تطبيق وتشريع حقوق المواطنين ذوى الاحتياجات الخاصة”. [/COLOR]
[/B]