[B][COLOR=#0D0D0C]تمكّنت الرقيب عائشـة الحمـودي، من شرطة الفجيرة (31 عاماً)، بإرادة استثنائية، من التغلب على قِصر قامتها (87 سنتيمتراً)، إذ نجحت في استكمال دراستها بنجاح حتى تخرجت في مراكز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين في مدينة العين، والتحقت بالعمل الشرطي، وتؤكد أنها «لا تخجل من قِصر قامتها، بل تثق بالأمل في من حولها، وبنفسها، وبالقوة الكامنة في روحها».
وتقول الحمودي إنها «تعيش حياتها مثل بقية الفتيات اللواتي يرغبن في تحقيق ذواتهن وإثبات أنفسهن، إذ درست في مدارس الفجيرة حتى أكملت مرحلة الثانوية العامة، ثم التحقت بمركز وزارة الداخلية لتأهيل وتشغيل المعاقين، الذي كان نقطة تحوّل في حياتها، ودرست فيه السكرتارية والأرشفة الإلكترونية لمدة خمسة أشهر، قبل أن تلتحق بالعمل في شرطة الفجيرة».
وحصدت الحمودي العديد من شهادات التكريم والتقدير عن إنجازاتها، إذ شاركت في برنامج «وطني» ضمن فعالية «كيفية تحويل الإعاقة إلى نجاح»، وكُرّمت في فعاليات الاحتفال باليوم العربي للإعاقة «بكم ومعكم تصبح أحلامنا حقيقية»، كما كُرّمت من شرطة الفجيرة «تقديراً لجهودها ومهاراتها وابتكارها في العمل».
وتضيف أن «حياتها تغيرت تماماً بعد التحاقها بمراكز وزارة الداخلية، إذ شعرت بأنها واحدة من أفراد المجتمع الفاعلين، وتقع على عاتقها مسؤولية كبيرة تجاه خدمة وبناء الوطن»، داعية ذوي الإعاقة إلى طرق أبواب هذه المراكز التي تعد أملاً للعديد منهم في مختلف إمارات الدولة.
وتطمح الرقيب عائشة الحمودي حالياً إلى الدخول في موسوعة «غينيس» كأقصر شرطية في العالم، موضحة أن «سعيها إلى هذا الإنجاز يهدف إلى أن تكون سفيرة لذوي الإعاقة، ومعبّرة عن همومهم ومشكلاتهم».
وأشارت إلى «حرصها على أن تكون قريبة من هذه الفئة، ومشاركتها جميع الأنشطة الخاصة بها، وتقديم أوجه المساعدة الممكنة لحل المشكلات التي تواجه بعضها».
وتؤكد الحمودي أنها «لم تخجل مطلقاً من قِصر قامتها، سواء في محيط أسرتها، أو الأماكن العامة، أو ضمن بيئة عملها، بل تمارس حياتها بصورة طبيعية، متسلحة بثقتها الكبيرة بنفسها وإمكاناتها»، منوهة برعاية واهتمام أسرتها بها، وحرصها على غرس المبادئ والقيم الدينية والاجتماعية في نفسها، فهي الأخت الكبرى لولدين وخمس بنات، وجميعهم طبيعيون في نموهم، ولم يقف قِصر قامتها أمام ممارستها دورها الأسري وتحمُّل مسؤولياتها تجاه أشقائها.
ولفتت إلى أن «هناك مجموعة من التحديات والعقبات تواجه ذوي الإعاقة، منها النظرة السلبية لبعض أفراد المجتمع تجاههم، ورفض بعض الجهات الحكومية والخاصة تشغيلهم، إضافة إلى سلبية بعض ذوي الإعاقة أنفسهم، وخجلهم من إعاقاتهم، وهو ما يجعل البعض منهم ينطوي ويفشل في حياته الاجتماعية والأسرية».
وأضافت أن «الأمر لا يتوقف فقط عند تشغيل ذوي الإعاقة، إذ إن بعض المعاقين واجهوا مشكلات فعلية بعد التحاقهم بالعمل، اضطرتهم إلى الاستقالة بسبب عدم قدرتهم على التكيف مع بيئة العمل، من حيث المكان أو المهام الوظيفية غير المناسبة لقدراتهم، فضلاً عن غياب الوعي لدى بعض أصحاب العمل، بأهمية توفير متطلبات الوظيفة لهذه الفئة».
ونوّهت الحمودي بالاهتمام والرعاية اللذين كفلتهما الدولة لذوي الإعاقة، لكنها تطمح في الوقت ذاته إلى قانون خاص بهم، يخصص لهم نسبة محددة من الوظائف في الجهات الحكومية والخاصة، ويشجع على تطوير قدراتهم وتنمية مواهبهم، بما يمكّنهم من الاندماج الإيجابي في المجتمع.[/COLOR]
[/B]