[B]
استردّ المواطن التسعيني علي عبدالله بدوات، بصره بعد نحو 15 عاماً من العمى والعتمة، بجراحة أُجريت له في مستشفى دبي، اسغرقت ساعة واحدة.
وعلي، الذي يسكن في حتا، فقد بصره كلياً عام ،1995 ومنذ ذلك الوقت حُرم رؤية أبنائه الـ،16 وحُرم رؤية جنازة اثنين منهم توفيا، أخيراً، ولم يرَ أبناء أنجبهم خلال السنوات الخمس الماضية، ولم يرَ أيضاً أحفاده التسعة منذ ولادتهم.
وتردّد المواطن المُسن على مستشفيات خاصة في الدولة، وسافر إلى الهند أكثر من مرة بحثاً عن علاج يعيد النور إلى عينيه، لكن الأطباء أخبروه بأن «حالته ميؤوس منها، ولا علاج له».
ويقول لـ«الإمارات اليوم»: «لم أفقد الأمل، ولم أستسلم للمرض، وواصلت رحلة البحث عن علاج، حتى استقبلني مستشفى دبي، وتولّت حالتي الطبيبة المواطنة موزة بن دخين، التي بشّرتني بأن هناك أملاً في أن أسترد بصري بزراعة قرنية جديدة».
ويضيف: «لم أتمالك نفسي من السعادة حين علمت بإمكانية علاجي، وسلمت عيني إلى الطبيبة المواطنة، التي أجرت فحوصاً عدة، وخضعت لجراحة استمرت ما يقارب الساعة، وما أن أزالوا الرباط عن عيني حتى أبصرت عيناي النور، ورأيت أبنائي وأحفادي الذين رزقني بهم الله وأنا كفيف، لأول مرة».
أُصيب علي بالعمى في إحدى عينيه وهو صغير السن، ثم انتقل إلى العمل موظفاً في السعودية بعين واحدة، ومع النهضة التي بدأت تشهدها الدولة، عاد إلى العمل حارساً لعيادة في حتا، وكان يؤدي عمله ويسير ساعات طويلة تحت اشعة الشمس، ما أثر سلباً في عينه المبصرة.
تدريجياً بدأت عينه تفقد بصرها، حتى اختفى تماماً وصار كفيفاً، ما جعله حبيس المنزل لسنوات عدة.
يقول علي، وأولاده يلهون من حوله: «الآن أنا قادر على السير إلى أي مكان من دون مساعدة أحد، وأتوجه إلى دبي كل بضعة أيام بمفردي، وأعود إلى حتا لأقضي وقتي كله مع أولادي وأحفادي الذين حُرمت رؤيتهم طوال السنوات الأخيرة».
ويتابع: «كانت أمنيتي طوال سنوات العمى، أن أؤدي العمرة، وعندما استردّدت بصـري توجهت إلى مكـة، وكانت سعادتـي لا توصف حين رأيت الكعبة».
من جانبها، قالت استشارية رئيسة قسم أمراض العيون في مستشفى دبي، الدكتورة موزة علي بن دخين، إن «علي قدم إلى المستشفى يعاني العمى الكلي، ويسير بمساعدة العصا الخاصة بالمكفوفين، لكنه الآن استردّ 60٪ من بصره، وستزيد هذه النسبة خلال بضعة أشهر، مع استقرار حالته تماماً».
وأوضحت بن دخين أن «علي خضع لجراحة توصف طبياً بأنها (كبرى ودقيقة)، تم خلالها إزالة المياه البيضاء، وزراعة عدسة وقرنية، تم استيرادها له من الولايات المتحدة الأميركية».
وأضافت: «حين قدم علي إلى المستشفى كان ينتظر منا الإجابة التي سمعها كثيراً في الخارج، وهي أن حالته لا علاج لها، لكن كان لدينا أمل كبير في أن زراعة قرنية جديدة له ستعيد له بصره، وهو ما حدث».
وأشارت إلى أن «أطباء العيون في المستشفى لم يتوقعوا أن يستردّ بصره بنسبة كبيرة، نظراً إلى سنه المتقدمة. لكن المفاجأة أن نسبة الإبصار بعد الجراحة، كانت تفوق كل التوقعات».
وكان مدير عام هيئة الصحة في دبي، قاضي المروشد، قرر مطلع العام الجاري إعادة جراحات زراعة القرنية لمستشفيات الهيئة، بعد سبعة أعوام من توقفها.
وقالت الدكتورة بن دخين إن «القرار أسهم في إعادة النظر إلى ستة مواطنين، خلال يومين من تطبيقه».
وذكرت أن «المستشفى يطلب القرنية من مستشفيات كبرى في الولايات المتحدة الأميركية، لتصل إلى دبي خلال فترة تراوح بين 24 و48 ساعة، ثم تجرى الجراحة».
وأوضحت أن «هذه الجراحات يستفيد منها مختلف الفئات العمرية من أنحاء الدولة كافة، ومن الدول المجاورة، وتجرى للمواطنين مجاناً، وللمقيمين بمقابل مالي».[/B]