0 تعليق
948 المشاهدات

علاقة فرط الحركة عند الأطفال بالصعوبات الاجتماعية في المدرسة!



الكثير من الأهل يشعرون (بحق) أن سعادة الطفل وقدرته على التكيف في المجتمع هي أكثر أهمية من علامته في الحساب مثلا. ومع ذلك، عندما يتم تشخيص ADHD- اضطراب نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الأطفال فهناك ميل للتركيز على الناحيةالتعلميه واهمال المجال الاجتماعي والعاطفي.

 

 

ADHD اضطراب نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الاطفال هو خلل عصبي خلقي  يؤدي الى تضرر قدرات الادارة والتحكم التي يعبر عنها بصعوبة في التركيز، الانتباه، صعوبات في تنظيم وادارة الوقت والانشطة، وغير ذلك.

من السهل ان نتصور كيف تؤثر هذه الصعوبات في القدرة على التعلم والاداء في المدرسة، ولكن كيف تؤثر على المجال العاطفي؟

واحدة من الطرق الهامة التي يكون فيها علاقة للـ ADHD بالمجال العاطفي هي التجربة المدرسية. الاطفال الذين يعانون من الـ ADHD، وخصوصا عندما لا يعالجون ولا يتلقون المساعدة التي يحتاجون اليها، يواجهون تجارب صعبة، فشل وللاسف ايضا التانيب، الازدراء وعدم فهم المعلمين لهم، وذلك بسبب ميلهم للتشويش في الصف.

هذه التجارب تؤدي لتكوين صورة ذاتية سلبية: الكثير من الاطفال الذين يعانون من ADHD يعرفون انفسهم بانهم كسالى، سيئون، عاجزون واشرار.

الـADHD  والمجال الاجتماعي

وثمة جانب اخر هو المجال الاجتماعي. تكوين العلاقات الاجتماعية هي واحدة من المهام الرئيسية التي تواجه الطفل، وهي التي تسمح له باكتساب مهارات التعامل مع الاخرين التي من شانها ان تفيدة عندما يصبح بالغا، ان يشعر انه محبوب ومحترم والتمتع بالعديد من تجارب الطفولة.

الاطفال الذين يعانون من ADHD، ولا سيما المصابون بفرط الحركة عند الاطفال، غالبا ما يعانون من صعوبات في المجال الاجتماعي والشخصي بسبب صعوبة فهمهم لاستيعاب القواعد الاجتماعية، ميلهم الى التورط في الصراعات وميلهم الى عدم احترام الرموز الاساسية للتعامل بين الناس. وبالتالي، فان هؤلاء الاطفال غالبا ما يعانون من الشعور بالوحدة، الصراعات، وحتى النبذ ​​الاجتماعي، وهذه بطبيعة الحال تؤثر ايضا على الصورة الذاتية وعلى حالتهم المزاجية الاساسية.

التجارب الاجتماعية والمدرسية التي يواجهها الاطفال الذين يعانون من ADHD  وفرط الحركة تؤدي في كثير من الاحيان الى صعوبات في العلاقات الاسرية: ان تكون والدا\ة لطفل مصاب بال- ADHD يمكن ان يكون تحديا يرافقه عدد غير قليل من الصراعات والاحباطات، وكذلك ايضا العلاقات مع الاشقاء التي ترافق في كثير من الاحيان بالغيرة والغضب.

نصائح للتعامل العاطفي مع المصابين بالـ ADHD

مراقبة التجربة العاطفية للاطفال الذين يعانون من ADHD تفسر لماذا يعاني هؤلاء الاطفال غالبا من تدني احترام الذات، القلق، اعراض الاكتئاب والمشكلات السلوكية.

لذلك عندما يتم تشخيص ADHD ينبغي التركيز ليس فقط على العلاج الذي سوف يساعد في المعالجة التعلمية وانما ايضا تكريس الانتباه  للمجال العاطفي والشخصي. يمكن المساعدة في المجال العاطفي من خلال عدة طرق:

الشرح المباشر: الاطفال المصابون بالـ ADHD يعرفون مشكلتهم ولكن عموما فانهم يميلون الى لوم انفسهم (“انا كسول، ولد شرير”). ولذلك، من المهم ان نشرح لهم ما هو الـ ADHD وكيف يؤثر على ادائهم، من اجل الحد من الشعور بالذنب والاضرار باحترام الذات.

منح الدعم: من الصعب رؤية معاناة الطفل، والكثير من الاهل يحاولون تعويض الطفل عن الصعوبات من خلال تنازلات بشان الواجبات وتدليلهم. ولكن في كثير من الاحيان فانه يمنع من التعامل مع التحديات ويدرك الطفل ايضا ان الاهل لا يتوقعون منه الكثير. وفقا لذلك، من المهم تحقيق التوازن بين التعاطف وتفهم صعوبات الطفل وبين متطلبات الاداء والسلوك المناسب.

الثناء، وليس فقط التوبيخ: سلوك الاطفال الذين يعانون من ADHD قد يكون مزعجا ومحبطا، وغالبا ما يصبح التعامل معهم يعتمد على التوبيخ وليس على الثناء، التشجيع الايجابي والتقدير. هذا النمط يضر بالثقة الذاتية ويمنع فهم السلوكيات الايجابية لذلك من المهم الثناء على السلوكيات الايجابية (“كم احب قضاء الوقت معك”، “جيد انك تنازلت له”) والطلب ايضا من الطاقم التعليمي في روضة الاطفال او المدرسة الاهتمام بهذه السلوكيات.

تكوين تجارب ناجحة: بما ان العديد من الاطفال الذين يعانون من ADHD لا يتمتعون بتجارب النجاح في المدرسة، فمن المهم تمييز المجالات التي يكون فيها الطفل موهوب وتطويرها: ركوب الخيل، العزف، فنون الدفاع عن النفس، الرسم، الرياضة وهلم جرا.

توفير الوساطة الاجتماعية: غالبا ما يحتاج الاطفال الذين يعانون من ADHD لوساطة ومساعدة في المجال الاجتماعي. يجب الانتباه الى انماط السلوك الاشكالية للطفل المصاب بفرط الحركة (الهيمنة، تفسير اي لمسه لطفل بالضربة، عدم تفهم الاخرين)، مساعدته على التعرف عليها وارشاده بشكل مباشر في كيفية التصرف. يمكن  في الاعمار الصغيرة دعوة اطفال اخرين لانشطة ترفيهية التي يشارك فيها الاهل لمساعدة الطفل على توسيع الدائرة الاجتماعية وتعليمه المهارات الاجتماعية التي لم يتعلمها بعد.

التوجه الى العلاج: العلاج الدوائي لاضطراب نقص الانتباه والتركيز وفرط الحركة عند الاطفال هو علاج شائع، لكنه غير كاف لانه لا يساعد في التعامل مع العوامل المتضررة مثل الصورة الذاتية ونقص المهارات الاجتماعية.

لذلك، اذا اتضح ان الطفل يعاني من صعوبات اجتماعية او يواجه اعراض عاطفية مثل الاكتئاب، القلق، تدني احترام الذات والمشاكل السلوكية – من المهم التوجه والتشاور مع مختص في هذا المجال وبناء برنامج علاجي مناسب، الذي من شانه السماح للطفل بالاستمتاع، التواصل وتقدير الذات.

 

 

 

المصدر : webteb

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4152 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0