[B][COLOR=#131312]لا شك في أن العلاج بالرياضة يلعب دوراً مهما ومؤثراً في حياة ذوي الاعاقة. اذ إنه يسهم في تعزيز شعورهم بالمسؤولية والثقة بالنفس، الى جانب الارادة القوية، وتطوير التواصل الاجتماعي والاندماج مع البيئة المحيطة، باعتباره جزءاً فاعلاً في المجتمع.
ولعل د. رغد المطبقاني مؤسِّسة مركز الفروسية العلاجية في الأردن إحدى المهتمات في مجال الاعاقة، ممن خضن هذا المجال وحرصت على توسيع نطاقه، من خلال انشاء عدد من المراكز الخاصة بالعلاج بالفروسية لذوي الاحتياجات الخاصة في عدد من الدول الأوروبية والعربية.
وأبدت المطبقاني رغبتها في تخصيص مركز العلاج بالفروسية لذوي الاحتياجات الخاصة في الكويت، ونقل خبرتها في هذا المجال.
وأكدت أن العلاج بركوب الخيل يُعدّ من أنجع الوسائل العلاجية، وذلك كما أثبتته الدراسات والبحوث الحديثة، وتعد نقطة مضيئة في عالم التأهيل، حيث أثبتت – وسوف تثبت – المزيد من فعاليتها في علاج حالات مختلفة من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقالت إنه برنامج علاجي مدروس ومحدد الخطوات، يعتمد على التواصل مع الخيل والتعامل مع الخيل وعلى ركوب الخيل، بالاضافة الى العديد من التدريبات والأنشطة المتخصصة التي تعمل على تحسين قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة الجسدية والادراكية والذهنية وتأهيلهم عصبيا ونفسيا وسلوكيا.
وأشارت إلى أن هذا النوع من البرامج العلاجية له أنواع محددة من الخيول المدرَّبة بشكل مناسب لاستخدامها في برامج العلاج بركوب الخيل، مبينة أن ركوب الخيل يعمل على تقوية عضلات الجسم والاعصاب، حيث إن حركة الحصان الثلاثية الأبعاد تعمل على زيادة قدرة الفارس من ذوي الاحتياجات الخاصة على التواصل والتركيز والانتباه لتطبيق تعليمات المدرب المتخصص في الوقت نفسه، الذي يستخدم فيه نظره ورأسه ويتمايل بجسمه، ليتحكم في حركة الحصان، ويحافظ على توازنه بالجلوس في وضعية صحيحة، ويسيطر على سرعة الحصان.
انسجام
وأضافت المطبقاني ان ركوب الخيل أكثر من مجرد امتطاء الحصان، فهناك نوع من الانسجام في الحركة الجسدية بين الشخص والحصان، خاصة أن حركات الحصان تتسق مع حركة الانسان، وهذه بدورها خلقت نوعا من التواصل الفكري بين ذوي الاحتياجات الخاصة والحصان، وهي الطريقة المثلى للتعامل معهم، وكذلك الدفء الذي يشعر به الراكب على ظهر الخيل يساعد على استرخاء العضلات.
تحسين
وسلَّطت الضوء على الهدف من برنامج الفروسية العلاجي، ألا وهو تحسين قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق ركوب الخيل للوصول بهم الى أقصى مستوى ممكن من طاقاتهم وقدراتهم الجسمية والادراكية والنفسية والاجتماعية، بالاضافة الى تعديل عاداتهم السلوكية الخاطئة، التي قد تنشأ عن تلك الاعاقات لإكسابهم الثقة وتدريبهم على النشاطات المتعلقة بالعناية بالذات ومهارات المعيشة اليومية التي تمهد لهذه الشريحة من المجتمع الطريق نحو الدمج والمشاركة في مختلف مناحي الحياة.
الفئات المستفيدة
وحول فئات ذوي الاحتياجات الخاصة التي تستفيد من هذه البرامج، لفتت المطبقاني الى أن جميع الاعاقات تستفيد منا، ما لم يكن هناك تقرير طبي يمنع هذا، حيث يتم استقبال الاعاقات والصعوبات الحركية وحالات الشلل الدماغي الجزئية البسيطة، الاعاقات الذهنية التعليمية وصعوبات التعلم، فضلا عن الاعاقات الحسية الجزئية السمعية والبصرية والنطقية، والاعاقات النفسية والاجتماعية، علاوة على الاعاقات العقلية البسيطة والداون سيندروم والاضطرابات السلوكية والتوحّد ذي الأنماط الخفيفة.
برامج
وأشارت الى أن المركز يقدم – أيضا – برامج متخصصة للأشخاص الذين يعانون من الادمان أو اضطرابات في التغذية أو الخجل والانطواء أو الشعور بالاحباط والاكتئاب، وغير ذلك من الاضطرابات النفسية والعاطفية.
وبينت أن ركوب الخيل هو رياضة تعتمد على الحس وتسهم في تنمية وتنشيط الحواس الأخرى، الى جانب أهميتها في تعليم الطفل القيادة من خلال الحيوانات، فضلا عن تعزيز الجانب التعليمي والسلوكي والتغذية.
فوائد
واستعرضت أبرز فوائد ركوب الخيل لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث إنه يعد نشاطا جسديا يحتاج الى وضعية مناسبة للجسم وتوازن جيد على ظهر الخيل، وبالتالي فان صعوبات حركية كثيرة من الممكن أن تستفيد من هذا النوع من العلاج، كما أن لركوب الخيل أثر ايجابي كبير على النواحي النفسية والتعليمية والادراكية والاجتماعية، بما في ذلك زيادة الثقة بالنفس وتقدير الذات وتطوير التواصل الاجتماعي من خلال التفاعل مع المدرب والحصان في الوقت نفسه، الى جانب أن الخروج لممارسة ركوب الخيل في الهواء الطلق له تأثير ايجابي بالغ في مجمل النواحي النفسية عند الفارس.
دمج
وحول إمكانية دمج الحالات التي تستقبلها خلال التدريب، أوضحت المطبقاني أنه يتم دمج بعض الحالات ذوي القدرات المتشابهة، في حين أن ثمة حالات تقتضي تدريبها بمفردها، خصوصا في البداية، كما أن نوعية الاعاقة تتحكّم في حجم الاهتمام، الذي يتطلبه ذوو الاعاقة.
وتحدثت عن الصعوبات التي تواجهها، منها ايجاد المكان المناسب لتدريب وتأهيل أبناء هذه الفئة، فضلا عن الامكانيات المحدودة، فالدعم ذاتي!
وحول أعمار الحالات التي يتم قبولها، أشارت الى أنه يتم استقبال ست سنوات فما فوق، لافتةً الى أن جميع الحالات التي تم استقبالها من فئة الذكور.
مخاطر
وعما اذا كانت هناك مخاطر من العلاج بركوب الخيل، أوضحت المطبقاني ان هذا البرنامج العلاجي يصممه – في العادة – فريق عمل مؤهّل ويتعاون فيه عدد من المتخصصين، كالطبيب المشرف على الحالة، ومتخصص بالعلاج الوظيفي، وقبل البدء في اعداد البرنامج العلاجي يتم اجراء تقييم طبي ونفسي وحركي شامل متخصص للشخص المعني، من أجل ملاحظة مدى ملاءمته لهذا النوع من البرامج العلاجية، وبشكل خاص من أجل ملاحظة وجود أمور معينة قد تشكِّل خطراً عليه عند ركوبه الخيل، مثل تشوهات معينة في العمود الفقري أو عضلات الرقبة أو اضطرابات عصبية خاصة وغير ذلك من الأمور الطبية.
وأضافت «الذي يقوم بتدريب الطفل على ركوب الخيل هو شخص مؤهّل تلقّى تدريبا خاصا على برامج العلاج بركوب الخيل، والمدرب هنا يستخدم الخيل وحركته، كوسيلة علاج من خلال تدريب ذوي الاحتياجات الخاصة على الجلوس بوضعية معينة، أو القيام بحركات خاصة، ويكون في العادة – كذلك – هناك متابعة طبية لملاحظة أي تغيرات عصبية أو عضلية في الجسم».
وزادت بالقول «من الحالات التي لا يمكن فيها استخدام العلاج بركوب الخيل، الأشخاص الذين لا يستطيعون الاتزان في الجلوس، وليس لديهم ثبات في عضلات الرقبة نهائيا، والحالات التي تعاني من تشنجات أو خلع في مفصل الحوض».
تأهيل الفتيات المعاقات
دعت المطبقاني الى ضرورة توعية أولياء الأمور لتعزيز ثقافة تدريب الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيليهم بركوب الخيل.
ملابس ضرورية
تحدثت المطبقاني عن الملابس الضرورية المستخدمة في هذا البرنامج، منها: الخوذة والبوت، وملابس رياضية مريحة.
اهتمام
قالت المطبقاني إن الأبحاث والتجارب العلمية أكدت الفوائد العلاجية والتأهيلية للفروسية العلاجية لذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي جذب اهتمام عدد كبير من الأطباء والمتخصصين، ومنذ أكثر من ستين عاملاً لتصميم برامج علاجية وانشاء مراكز متخصصة ومحددة الخطوات والنهج، تعتمد – في أساسها – على ركوب الخيل لذوي الاحتياجات الخاصة.[/COLOR][/B]