[B][COLOR=#0A0A0A]لم يتوقف طموح سبعة مواطنين من ذوي الإعاقة السمعية عند حد تلقي التعليم داخل الغرف الصفية، وممارسة النشاطات في باحة مركزهم، بل تفوقوا على الأسوياء بتعلمهم الغطس تحت الماء على أيدي غطاسي إدارة الطوارئ والسلامة العامة في شرطة أبوظبي، بعد رحلة شاقة من التدريبات الصعبة تحت الماء على مسافات ذات أعماق مختلفة، مرت بثلاث مراحل.
سبعة مواطنين من طلبة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، التحقوا ببرنامج دورة الغطس الرياضي الثانية تحت الماء، الذي تتولى تنظيمه سنوياً إدارة الطوارئ والسلامة العامة في شرطة أبوظبي، والتي هيّأتهم إلى خوض تجربة الغطس والدخول إلى مثل هذا النوع من الرياضة.
أحدث دخول المواطنين السبعة أجواء الغطس تحت الماء تحولاً في مهاراتهم وزيادة الثقة بالنفس، إذ يتطلب هذا النوع من الرياضة لياقة بدنية عالية لدى ممارسيها، وهو أمر تم التركيز عليه قبل إلحاقهم بالبرنامج التدريبي، بخضوعهم لفحوص معتمدة في هذا الجانب.
وحول الرحلة التدريبية والتعليمية للطلبة في مجال الغطس، قال مدير إدارة الطوارئ والسلامة العامة في شرطة أبوظبي المقدم محمد العامري إن القيادة العامة لشرطة أبوظبي تقدم الدعم والرعاية لذوي الإعاقة، ورعايتهم ومساعدتهم، من خلال مبادرة “غراس الأمل”، التي تسهم في دمجهم بالمجتمع عبر فعاليات وبرامج تنظمها لهذه الفئة لإكسابها المهارات، وتعزيز قدراتها في التعليم، كل ذلك حفّز إدارة الطوارئ والسلامة العامة على تعليم ذوي الإعاقة السمعية، الغطس تحت الماء من خلال برنامج بدأ العام الماضي، واستقطب مجموعة من هذه الفئة، لتدريبها على الغطس في الدورة الأولى.
وأضاف “في العام الجاري التحق سبعة مواطنين من ذوي الإعاقة في برنامج الغطس تحت الماء، وتم إخضاعهم للتدريب على أيدي غطاسي إدارة الطوارئ والسلامة العامة، وتضمن البرنامج محاضرات عن الغطس وتدريبات عملية في المسبح، وتطبيق التمرينات العملية للغطس في البحر”.
ولفت العامري إلى أن الإدارة وفرت جميع مستلزمات وأدوات التدريب، ووسائل الإسعاف والإنقاذ في جميع مراحل التدريب، التي تمت بإشراف مدربين أكفاء في مجال الغطس تمكنوا من تدريب الطلبة، وتعليمهم مبادئ الغطس، وخوض تجربة المسبح والغطس تحت الماء في البحر، وهي المرحلة الأخيرة في البرنامج التدريبي، حيث تمكّن المتدربون من الغطس بنجاح.
فحوص دقيقة
يخضع مَنْ يرغب بتعلم الغطس تحت الماء لفحوص دقيقة، لذلك تم اختيار الطلاب من قبل الفريق المكلف بتدريبهم بعد اختبارات طبية وذهنية، ومعرفة مدى تحملهم للضغط العالي، ولم تجر لهم عمليات زراعة قوقعة سمعية، إضافة إلى قياس أطوالهم وأوزانهم، لضمان توافر جميع الاشتراطات اللازمة لديهم للسماح لهم بالتدريب والغطس تحت الماء.
وحول مراحل التدريب، أوضح رئيس قسم التدريب في إدارة الطوارئ والسلامة العامة الرائد عمر الظاهري أنه تم تقسيمها إلى ثلاث مراحل، الأولى تضمنت محاضرات عن مبادئ وأساسيات السباحة وكيفية تعلمها، إضافة إلى تهيئة الطلبة نفسياً قبل الالتحاق بالتدريب العملي، مشيراً إلى عمل الفريق المكلف بتدريبهم على زيادة الثقة بأنفسهم؛ باعتبار هذا العامل غاية في الأهمية يساعد في كسر حاجز التردد والخوف من الغطس تحت الماء، مؤكداً اجتيازهم لهذه المرحلة بنجاح يعكس مدى رغبتهم في خوض هذه التجربة.
وعن المرحلة الثانية، قال الظاهري، إنها تتمثل في التدريب العملي للطلبة على الغطس في المسبح بعمق 3 أمتار، وبعد اجتيازهم هذه المرحلة بنجاح يتم نقلهم إلى المرحلة الثالثة، وهي الغطس في البحر على عمق 9 أمتار، حيث اكتسبوا مهارات جديدة في هذه المرحة الأكثر حساسية، إلا أن الطلبة أبدوا شجاعة كبيرة ساعدت المدربين على إنجاز مهامهم بكل يسر وسهولة.
وحول وجود صعوبة في تعلم رياضة الغطس تحت الماء، قال الظاهري إنه على مَنْ يرغب في تعلمها أن يكون صاحب لياقة بدنية عالية، لتجنب أية مخاطر، مضيفاً أنهم أخذوا هذه الأمور في الحسبان عند اختيار ذوي الإعاقة، وإلحاقهم بدورة الغطس، حيث تم إخضاعهم للفحوص التي تجرى للأسوياء في هذا الجانب.
ولفت إلى أن هذه الدورة هي الثانية من نوعها لذوي الإعاقة، مؤكداً أنهم كانوا على درجة عالية من النشاط والتفاعل، وقابلية تعلم رياضة الغطس.
خطوات التدريب
يقوم المدرب بإجراء تدريبات عديدة أمام المشاركين ليتمكنوا من تطبيقها، تتضمن تجهيز وتركيب وارتداء المعدات، ونفخ وإفراغ سترة التحكم، ونزع المنظم تحت الماء ثم إعادة التنفس منه، وغمر النظارة بالماء وتفريغها أثناء الغوص، وضبط الأوزان اللازمة للغوص، ومعادلة الضغط أثناء الغوص، والنزول إلى قاع المسبح، ثم طريقة الصعود إلى السطح، بالإضافة إلى طريقة الخروج من الماء، وتنظيف قصبة التنفس من الماء، ثم طريقة التبديل بين القصبة ومنظم التنفس أثناء السباحة على سطح الماء، وخلع نظارة الغوص والسباحة من دونها، ثم لبس النظارة، وإفراغ الماء منها تحت الماء.
اندماج وثقة
وصفت مديرة مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة هيا الحمادي التحاق طلبة من المركز بدورة رياضة وتعلم الغطس بـ”الناجحة”. وقالت إن هذه الدفعة من الطلبة التي أنهت تدريبات الغطس هي الثانية، مضيفة أن تعليم السباحة يعتمد على لغة الإشارة، وهو أمر سهّل عليهم سرعة التعلم والاستجابة.
وتابعت “تلك الدورة تحفّز مثل هذه الفئة على الاندماج في المجتمع، وتزيد ثقتهم بأنفسهم، وهي مؤشر على أنهم قادرون على تجاوز الصعاب التي تواجه المعوقين، وتمكينهم من المشاركة في مختلف الفعاليات والمساهمة في البناء والإنتاجية”.[/COLOR][/B]