[B]تقوم البرنامج الوطني للتطوع الاجتماعي (تكاتف) التابع لمؤسسة الإمارات للنفع الاجتماعي، على تعزيز ثقافة التطوع، والاستفادة من الموارد المتاحة، وإيجاد الحلول الخلاقة التي تلبي حاجات المجتمع الإماراتي، ويقدم البرنامج للشباب فرصة التطوع في عدد من البرامج الإنسانية والاجتماعية، والاستفادة من أوقاتهم بصورة هادفة .
بلغ عدد الساعات التطوعية التي نفذها متطوعو “تكاتف” 393568 منذ تأسيسه في إبريل/ نيسان 2007 حتى يومنا هذا، وبلغ عدد المتطوعين نحو 18090 متطوعاً، مؤكدين بذلك أهمية إرساء ثقافة التطوع، وتطويرها كأسلوب حياة بين مختلف أفراد مجتمع الإمارات، كما ركز البرنامج على خدمة فئة معينة في المجتمع، هم بأمس الحاجة لمد يد العون والمساعدة لهم، والعمل على خلق بيئة إنمائية لمواهبهم وقدراتهم الإبداعية، ودعم وجودهم بين أفراد المجتمع، والسعي لدمجهم في المجتمع في كل المحافل التربوية والوظيفية والاجتماعية، وبتوفير الوظائف الخاصة بهم، وسن القوانين والتشريعات التي تذلل أمامهم كل العقبات .
خدمة المجتمع
وقالت ميثاء الحبسي مديرة البرنامج الوطني للتطوع الاجتماعي “تكاتف” التابع لمؤسسة الإمارات للنفع العام، تهدف هذه البرامج إلى دمج المتطوعين من الشباب الإماراتي في المستشفيات والمدارس وأعمال المساعدة الاجتماعية ومراكز الرعاية الإنسانية التي تعمل بشكل فعال ومتزايد في خدمة المجتمع، كما أكدت أن البرامج التطوعية كافة تعمل على تطوير مهارات المتطوعين، وإكسابهم مهارات جديدة في مجالات الرعاية الصحية والإنسانية، وتحقيق التفاعل والتواصل الاجتماعي بين فئات المجتمع، وتوجيه طاقات المتطوعين نحو تلبية احتياجات المجتمع، وتأكيد التكافؤ بين الجميع، وتفعيل دمج ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحقيق الرضا الذاتي من خلال مساعدة الآخرين، تماشياً مع الرؤى الحكومية التي تقوم على تعزيز مبدأ التلاحم الوطني، والتنمية الاجتماعية، وبناء الإنسان، وتحقيق التكافل والتكامل الاجتماعي، ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة .
وأشارت الحبسي إلى أن المبادرات والأنشطة التي ينفذها البرنامج حالياً في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها مشاركة متطوعي برنامج “تكاتف” في تنظيم بطولة الإمارات الرابعة للياقة البدنية والسباحة لهم، التي نظمت من 21 وحتى 28 إبريل/ نيسان الحالي، التي أقيمت بتنظيم من مركز الإمارات للتوحد على هامش شهر التوحد العالمي، حيث يعمل تكاتف حالياً على تصميم وتخطيط حزمة من المشروعات المتعلقة بخدمة هذه الفئة، وتعزيز سبل دمجهم في المجتمعات المحلية المحيطة، ومنها مشروع “يوم المرح مع تكاتف” في كل إمارات الدولة ومدينة العين .
دمج ذوي الإعاقة
وقالت أمل عبدالله المعصبي، إحدى المتطوعات في برنامج “تكاتف”، إنها منذ ثلاث سنوات تهتم بالمشاركة في البرامج التطوعية التي تخص ذوي الإعاقة، مؤكدة أهمية دور أبناء المجتمع في خدمة هذه الفئة التي تحتاج للكثير من الدعم النفسي والاجتماعي والإنساني، وأشارت إلى أن الهدف الرئيسي من هذه المشاركة هو الوصول إلى دمج كامل لهؤلاء مع غيرهم من أفراد المجتمع الأسوياء، وكسر كل الحواجز النفسية التي يعاني منها بعض أصحاب الإعاقات .
الدعم النفسي
وأشارت تقية العامري إلى أن تطوعها في برامج “تكاتف” الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة يمنح هذه الشريحة من المجتمع الدعم النفسي، الذي يجعلهم أكثر إقبالاً على المشاركة في خدمة هذا الوطن بقدراتهم التي لا يستهان بها في كثير من المجالات الرياضية والفنية والحرفية، فهم على الرغم من الإعاقة الجسدية التي يعانون منها، يتمتعون بقدر لا يستهان به من الذكاء وسرعة البديهة، مؤكدين بذلك أن الإعاقة لا تعيق تنمية المواهب والمهارات والقدرات الإبداعية . وأكبر مثال على ذلك أن أكبر مشاهير العالم كانوا من هذه الفئة، مثل طه حسين وفان جوغ وبتهوفن وغيرهم الكثير .
اللغة المشتركة
وقال إبراهيم عبدالله آل علي، صاحب النشاطات المتعددة الخاصة في البرنامج، إنه من خلال مواظبته على المشاركة في هذه البرامج التطوعية، استطاع أن يفهم لغتهم ويجيد التعامل معهم، وذلك لرغبته في مساعدتهم، وإيصال صوتهم غير المسموع للمجتمع وأفراده .
وأشار إلى أن الوسائل الإعلامية والقنوات الفضائية لا تعطي هذه الشريحة حقها من الاهتمام بالبرامج التي تعلم طرق وأساليب التفاهم معهم، فالأصم لا يسمع ولا يتكلم، وهو يحتاج إلى وسيلة للتفاهم مع الآخرين لتساعده في مواصلة حياته العلمية والعملية بشكل أسهل، حيث إن تعلم بعض الإشارات التي تحل مكان الكلمات لدى الناس الذين يتكلمون تعد الوسيلة الأفضل لتحقيق التواصل بين الصم والبكم وغيرهم من الأسوياء، لكن معظم أفراد المجتمع لا يعرفون هذه الإشارات ولا يدركون معناها .[/B]