غودمان: “حسناً, اذا الزيت يبدو قديما من رائحته؟“
يمكنك أن تشعر فورا إن كان شيء ما على غير ما يرام. وبالنسبة لأحدث الموظفين في فيكتوري اوتوموتيف…
غودمان: “هذا ما كنت أفعله طوال حياتي. أشم الزيت، أشم المبرّد، أشم زيت المقود”.
فإن هذا الشعور هو الأهم على الاطلاق.
غودمان: “يبدو قديماً أيضا”.
كريستوفر غودمان هو رجل كفيف. يستطيع رؤية الضوء ولكن ليس الأشكال. لكنه مصر على متابعة العمل الذي يحبه.
غودمان: “لهذا العمل مردود من أكثر من ناحية، إنه فعلا كذلك”.
عام 2010، أدرك غودمان أن نظره يتراجع.
غودمان: “أحضرت سيارة وركنتها وفتحت غطاء المحرك. وعندما تنتهي من إنهاء الأعمال الورقية، تكون عيناك قد تكيّفتا مع الداخل. أما عيناي فلا تتعافيان من تأثير الضوء، فأصبح وكأنني أنظر إلى مقصورة محرك سوداء”.
وفي العام 2012، حرمته الغلوكوما وانفصال الشبكية من بصره، ولم تنجح الجراحة بإعادته إليه.
أنشئ والد غودمان، وهو جندي بحري، إبنه على مواجهة التحديات، وهذا ما قرر فعله.
غودمان: “كنت أشعر دائما بالخوف وأصاب بالقلق والتوتر تجاه أي شيء. ثم قررت أنني لن أعيش هكذا”.
بعد خضوعه لتدريب مهني قصد متجرا للسيارات في مدينة “سيلم” طلبا للعمل.
هاموند: “قلت له إن كنت تعتقد أنك قادر على العمل، فأنا حتماً أريد رؤية ذلك”.
مالك المتجر دان هاموند يقول إن الناس يجازفون بالعمل معه، ولذلك قام بنفس الشيء. وقد أكسبه هذا الرهان موظفاً يعمل بجد ويتمتع بسلوك إيجابي.
هاموند: “إنه يعمل هنا منذ حوالي ثلاثة أشهر، ويفاجئني كل يوم بمهارات جديدة”.
يعمل غودمان في المكتب، في خدمة الزبائن. ويستخدم برنامجاً خاصاً على الكمبيوتر لإدخال المعلومات. ويساعد غيره من الميكانيكيين في المتجر عند إستطاعته، متكلاً على حواسه الأخرى وعلى ذاكرته.
غودمان: “أولاً، أسأل لأعرف ما الذي نعمل عليه، وفجأة تكتمل الصورة في رأسي”.
الأدوات الجديدة، كآلة قياس ناطقة، تساعده ايضاً. فغودمان لا يزال يسعى للتكيف أكثر، ويتوق لمزيد من العمل في المتجر.
غودمان: “سوف تخدش يدك وتجرح أصابعك وتصدم رأسك وتجرح ركبتيك، لكن ذلك مجرد جزء مما يحدث هنا”.
لطالما استمتع بإصلاح سيارات الآخرين، والآن يفيده العمل لسبب آخر. أما هذه الخطوات التي يخطوها، فقد تعبد طريقاً جديداً لغيره من ذوي الإحتياجات الخاصة.
غودمان: “يجب على الناس أن يعرفوا، وأنا أريد أن أظهر لهم أننا لو جعلنا عقولنا مستعدة للعمل والنجاح فإننا سنقوم بذلك وسننجح”.