أجل، بالتأكيد هناك أمل، ولكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت للتعرف على جميع العوامل المسببة للمرض لكي يمكن إحداث أي تغيير في الحالة.
فيعاني معظم الأطفال المصابين بالتوحد من الحساسية من الطعام، وخاصة الحبوب الغنية بالجلوتين ومنتجات الألبان، ويكون لديهم عادة عدوى بالمعدة ويحتاجون إلى المزيد من الفيتامينات والمعادن والدهون الأساسية.
ففي إحدى حالات التوحد التي تبلغ من العمر أربعة أعوام، كان الطفل يعاني من مشكلات كبيرة في التحدث واللغة وكان متأخرا كثيرا في نموه الاجتماعي والنفسي وكان يحضر دروسه مع من يعانون من تأخر في الدراسة.
وقد أظهرت تلك الحالة تحسنا واضحا عند استخدامه لانواع معينة من الفيتامينات المتعددة والمعادن وثاني ميثيل الجليسين (Dimethy1 Glycine-DMG) قبل زيارته للطبيب.
ثم تم إخضاعه بعد ذلك لتحليلات كيميائية حيوية شاملة للتعرف على أي خلل بجسمه.
وأظهرت النتائج أن الطفل يعاني من نقص في خمسة فيتامينات (A والبيتاكاروتين وB3 وB5 والبيوتين) وثلاثة معادن (الماغانيسيوم والزنك والسيلينيوم)، كما يعاني من نقص في معدلات الأوميجا-3 وGLA الذي ينتمي لعائلة دهون أوميجا-6 والأحماض الأمينية من التورين والكرنيتين.
هذا بالإضافة إلى أنه كان يعاني أيضا من سوء الهضم وحساسية المعدة، كما أثبتت التحاليل إصابته بعدوى الخميرة (Yeast Infection) والحساسية من منتجات الألبان وبعض أنواع الطعام الأخرى.
فتم إخضاعه لنظام غذائي خال من الألباب والكازين، وبرنامج متكامل من المكملات الغذائية، ثم تم إعطاؤه النستاتين (Nystatin) بعد ذلك، وهو عقار مضاد للفطريات.
كما انه بدأ برنامجا لتحليل السلوك مع أحد الأطباء.
فبدأ يتحسن تدريجيا واستطاع أن يلتحق بمدرسة ابتدائية للأطفال العاديين الذين لا يعانون من أي تأخر.
ووفقا للائحة التقييم الخاصة بمعهد بحوث التوحد، فإن مستويات تحسن هذا الطفل قد ارتفعت من 36 إلى 89% في التحدث واللغة، ومن 13 إلى 68% في التوافق الاجتماعي ومن 22 إلى 97% في الوعي الحسي والإدراك، ومن 64 إلى 96% في السلوك الصحي والبدني، هذا مع الوضع في الاعتبار ان نسبة المائة في المائة تعني سلوكا عاديا غير متوحد.
عندما كان هذا الطفل في الخامسة من عمره، لم تكن لديه أي رغبة بالهدايا أو الزوار.
ولكن بعد عام واحد من التقييم، أي قبل عيد ميلاده الثامن، قام بكتابة لائحة بثماني هدايا كان يرغب فيها، وكان من ضمنها الكمبيوتر.
وقد أخبره والداه في يوم عيد ميلاده بأن يوقظهما الساعة السابعة ونصف صباحا، وكان هذا بالضبط ما فعله، وفي هذا اليوم كان متعجلا لرؤية أصحابه.
(من كتاب: 500 سؤال وجواب من الصحة لباتريك هولفورد)
المصدر : جريدة الانباء