يتميز مرض مينيير أو متلازمة مينيير بنوبات متكررة من الدوار يرافقه رنين وطنين في الأذنين وضعف في السمع.وفي معظم الأحيان، يصيب هذا المرض أذنا واحدة فقط. وهو مرض مزمن تختلف وتيرة هجماته بدرجة كبيرة وغير متوقعة. فمعظم الناس لديهم عدد قليل من الهجمات في السنة، ولكن البعض الآخر قد يتعرض لعدة نوبات في الأسبوع وقد تكون هناك فترات انقطاع بين الازمات تستمر عدة أشهر أو عدة سنوات و لا يوجد دواء لعلاج مرض مينيير، ولكن يمكن التخفيف من أعراضه بشكل فعال في معظم الحالات.
وقد كان أول وصف لمرض مينيير في عام 1861 من قبل الطبيب الفرنسي الدكتور بروسبر مينيير و الذي أعطاه اسمه ويصيب مرض مينيير الاشخاص في سن 40 إلى 60 سنة،ولكن هناك ايضا حالات عند الأطفال ولكنها ناذرة وهو يصيب النساء أكثر من الرجال.
أسباب متلازمة مينيير
أسباب مرض مينيير غير معروفة. فهو حالة تصيب الأذن الداخلية وهي الجزء الأعمق في الاذن و الذي يضمن السمع والتوازن ويسمى القناة السمعية والمتاهة الدهليزية حيث يمتلآن بالسائل او اللمف الجواني .
و يعود سبب أعراض متلازمة مينيير الى وجود فائض من اللمف الجواني الذي يزيد من الضغط في الأذن الداخلية ، والذي يمنع وصول الصوت بشكل صحيح و يطمس إشارات التوازن المرسلة إلى المخ. و لا يعرف العلماء ما يسبب الضغط المتزايد في الأذن الداخلية. وقد قدمت عدة افتراضات :
– رد فعل لإصابة في الرأس أو بعض الأمراض المعدية
– الحساسية أو عدم تحمل بعض الاطعمة
– اضطراب في الجهاز المناعي .
ولكن حتى الآن ، فإن أيا من هذه الفرضيات لم يتم تاكيدها رسميا .
تطور متلازمة مينيير
ويتميز هذا المرض بالنوبات التي لا يمكن التنبؤ بها وتختلف حدتها فخلال السنوات الأولى من المرض، تكون نوبات الدوار مكثفة ثم مع مرور الوقت أي من 5 إلى 10 سنوات تصبح أكثر ندرة وشدة وتتلاشى تدريجيا.وفي البداية، يقتصر المرض على أذن واحدة فقط ولكن ما يقرب من نصف الأشخاص المصابين بمتلازمة منيير يعانون من الأعراض في كلتا الأذنين بعد بضع سنوات،و يستمر الطنين ومشاكل التوازن عند بعض الاشخاص بين النوبات وقد تعود الامور إلى وضعها الطبيعي في بعض الحالات ولكن في كثير من الأحيان يستقر فقدان السمع الجزئي أو الكلي الدائم على مر السنين.
اعراض متلازمة مينيير
عدم القدرة على التنبؤ بأعراض متلازمة مينيير يمكن أن تولد الكثير من الخوف والقلق ويمكن ان تصبح بعض الأنشطة اليومية، مثل قيادة السيارة خطرة. بالإضافة إلى ذلك، حتى عندما تختفي النوبات، قد تستمر المضاعفات حيث ان بعض الناس يعانون من فقدان أو اضطراب دائم في التوازن و السمع.حيث ان الأزمات المتكررة قد تؤدي الى موت الخلايا العصبية المسؤولة عن التوازن و السمع والتي لا يمكن استبدالها.
أعراض نوبات متلازمة مينيير
بشكل عام تستمر الأعراض من 20 دقيقة إلى 24 ساعة وتسبب الارهاق البدني الكبير وتتمثل هذه الأعراض في :
– شعور بالامتلاء في الأذن وطنين شديد و الذي غالبا ما يحدث أولا.
دوار حاد مفاجئ، يجبر المريض على التزام السرير في حالة شعورية سيئة جدا ويعطي انطباعا بأن كل شيء يدور من حولك او انك تدور حول نفسك.
– فقدان جزئي للسمع.
– الدوخة وفقدان التوازن.
– حركات العين السريعة، لا يمكن السيطرة عليها .
– شعور بالغثيان، والقيء والتعرق.
– آلام المعدة والإسهال.
– في بعض الحالات، يشعر المريض بانه دفع بقوة ويسقط بشكل حاد. وهذا ما يسمى بازمات توماركين وهذا السقوط يشكل خطرا .
علامات التحذير قبل نوبة متلازمة مينيير
ويسبق نوبات الدوار في بعض الأحيان بعض علامات التحذير، لكنها تحدث في أغلب الأحيان فجأة ومنها:
-الإحساس بان الأذن مسدودة، كما يحدث على علو شاهق.
-فقدان جزئي للسمع مع او بدون طنين.
-صداع.
-حساسية للأصوات.
-الدوخة.
-فقدان التوازن.
الاشخاص المعرضين للاصابة بمتلازمة مينيير
إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من مرض مينيير فهناك احتمال باصابة آخرين حيث ان هناك استعداد وراثي لهذا المرض ويعتبرسكان شمال أوروبا وأحفادهم أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة مينيير من المنحدرين من أصل أفريقي. إضافة الى النساء اللواتي هن 3 مرات أكثر تأثرا من الرجال.
عوامل الخطر
لا توجد عوامل خطر معروفة مرتبطة بهذا المرض، ولكن يبدو أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تسبب نوبات الدوار لدى المصابين بهذا المرض منها التوتر العاطفي والتعب الشديد و التغيرات في الضغط الجوي (الجبل، الطائرة، الخ). وتناول بعض الأطعمة، مثل الاطعمة العالية الملوحة أو التي تحتوي على الكافيين.
الوقاية من متلازمة مينيير
بما أننا لا نعرف سبب مرض مينيير، فإنه لا يوجد حاليا أي وسيلة للوقاية منه.
تدابير للحد من كثافة و عدد الأزمات
المستحضرات الصيدلانية
بعض الادوية التي يحددها الطبيب يمكن أن تقلل من الضغط في الأذن الداخلية. وتشمل مدرات البول ، التي تسبب زيادة إزالة السوائل عن طريق البول. ويبدو أن الجمع بين مدرات البول واتباع نظام غذائي قليل الملح غالبا ما تكون فعالة في الحد من الدوخة ولكن تاثيرها أقل على الطنين وفقدان السمع.إضافة الى بعض العقاقير التي لها تأثير انفتاح الأوعية الدموية ، هي مفيدة في بعض الأحيان ومنها ما يعمل على وجه التحديد على القوقعة و هو فعال ضد الدوار.
التغدية
اعتماد نظام غذائي منخفض في الملح ( الصوديوم) حيث ان الأطعمة والمشروبات العالية الملوحة قد تسبب ضغط في الأذنين، كما أنها تسهم في احتباس الماء ويفضل تحديد الاستهلاك اليومي من 1000 ملغ إلى 2000 ملغ من الملح و لتحقيق ذلك،يجب تجنب اضافة الملح الى الاطعمة المطبوخة وايضا تجنب الوجبات الجاهزة ( كيس الحساء والصلصات ، الخ ).
تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتامات أحادية الصوديوم و التي توجد في الأطعمة الجاهزة و بعض الأطعمة في المطبخ الصيني
تجنب الكافيين والذي يوجد في الشوكولاته والقهوة والشاي وبعض المشروبات الغازية حيث ان تأثير الكافيين يمكن أن يفاقم الأعراض، وخاصة الطنين.و يجب ايضاالحد من استهلاك السكر فوفقا لبعض المصادر فإن النظام الغذائي الذي يحتوي على نسبة عالية من السكر يكون له تأثير على السوائل في الأذن الداخلية .
نمط الحياة
يجب محاولة تجنب التوتر ، لأنه عامل يزيد من الأزمات و الضغط النفسي عامة يزيد من خطر الاصابة بالنوبة في غضون ساعات وفي حالة الحساسية يجب تجنب المواد المسببة للحساسية أو تناول مضادات الحساسية لانها قد تفاقم الأعراض. وقد أظهرت بعض الدراسات أن العلاج المناعي فعال في الحد من 60 ٪ من كثافة و تواتر النوبات لدى المصابين بمرض مينيير الذين يعانون من الحساسية ،إضافة الى تجنب التدخين و الحرص على إضاءة جيدة خلال النهار و الإضاءة ليلا لتسهيل الإشارات البصرية لمنع السقوط. كما يجب تجنب تناول الأسبرين ، إلا إذا نصح الطبيب بذلك حيث ان الأسبرين يمكن أن يسبب الطنين. ولابد من طلب المشورة الطبية قبل تناول اي مضادات للالتهابات .