0 تعليق
591 المشاهدات

الحجوج يتحدى الإعاقة ويسطر قصة نجاح متميزة



سطر العشريني عبد المجيد الحجوج، قصة نجاح جديدة مميزة احتلت مكانتها بين قصص من يعانون إعاقات مختلفة، استطاعوا أن يتحدوا كل المعوقات ليثبتوا وجودهم على الساحتين المحلية والعربية.
وحياة الحجوج رغم إصابته بإعاقة سمعية، مليئة بالنجاحات والعمل التطوعي الذي يسعى من خلاله إلى مد يد العون لكل شخص بحاجة إلى مساعدة، وبخاصة ممن يعانون من إعاقات جسدية، فهو يرى أن الإعاقة الجسدية لا تقف في طريق الإنسان، مؤكدا أن نظرة أبناء المجتمع التي ما تزال قاصرة هي التي تقف في طريق تفوقهم وإبداعهم.
الحجوج أُصيب بمرض “النكاف”، عندما كان عمره سنة ونصف، مما أدى إلى ارتفاع حرارته بشكل كبير، وعند الذهاب للمستشفى تم تخفيض حرارته بشكل مفاجئ، ما أدى إلى إصابته بتشنج حاد أدى إلى إصابة العصب السمعي لديه، ما جعله يفقد حاسة السمع بشكل كامل.
تلك الإصابة في هذا العمر، أصابت العائلة بالذهول لفقدان ابنها حاسة السمع، وبالتالي عدم القدرة على الكلام.
إلا أن والدة الحجوج لم تيأس وزرعت التحدي والإصرار في نفس ابنها؛ إذ لحقته بإحدى المدارس لتعليم الصم، فتعلم لغة الإشارة، وأخبرها الطبيب أن ابنها يعاني من “ضمور بالعصب السمعي”، وأصرت مرة أخرى على أن تنتقل به إلى مركز نطق لتعليم الحروف.
تلك الأم المثابرة جعلت من ابنها يتعلم الأحرف وينطقها رغم فقدانه حاسة السمع، وبدأت بتعليمه الحروف بطرق مبتكرة مثل تعلم حرف “غ” عن طريق الغرغرة بالمياه، وحرف “س” عن طريق الهواء البارد، وحرف “ش” بالهواء الساخن.
وبدأ الحجوج بعدها بالوقوف أمام المرآة وتقليد الحروف، حتى يتعلم ويكرر الحروف، وهو ما نجح بالفعل، حتى قررت الأم بعدها أن تسجله بالمدرسة، وكان لا يتكلم جيداً، ويتذكر الحجوج الطريقة التي كانت تضايقه من “معوقات المجتمع”، وعدم تقبل الأطفال لوضعه السمعي بشكل خاص، وعدم قدرته على الكلام بطريقة كاملة.
هذا الوضع، كما يقوم الحجوج، جعل لديه دافعا للنجاح بدلا من التقاعس والتراجع، مع تشجيع والدته التي وقفت بجانبه، كما يشير الحجوج؛ حيث كانت تردد عليه دائماً بأنه سينجح وسيكون الأول على الصف إذا أراد ذلك.
وبالفعل، يؤكد الحجوج أنه حصل على المرتبة الأولى في المدرسة آنذاك، لغاية الصف السادس الابتدائي، إلا أن ظروف حياته المعيشية وعدم وجود الوالد في الأسرة، هي ما اضطره إلى التوجه للعمل بعمر صغير، من أجل إعالة نفسه ووالدته.
ويؤكد الحجوج مراراً وتكراراً أن الإعاقة ليست بالجسد، بل الإعاقة بالفكر، لأنها “اختبار من الله وأن الله يبتلي العبد المؤمن”؛ إذ إنه تعرض لحادث سير آنذاك خلال عمله أدى إلى حدوث كسر عميق في قدمه، ولم يتخلى عن حلمه في التميز والنجاح، وتوكله على الله كان هو الدافع له، وعند إدخاله للعمليات، وجد بجانبه والدته، بعد أن شُفي تماماً، وعاد لمتابعة حياته الدراسية، أتم الحجوج دراسة التوجيهي، وتم تعيينه في إحدى الدوائر الحكومية، ليكمل دراسه الدبلوم في تصميم الجرافيك.
ويذهب الحجوج إلى أن اندماجه في المجتمع كان الخطوة الأولى والناجعة التي جعلت منه إنساناً ناجحاً، وما “يكرهه” الحجوج في كثير من الأحيان هي “نظرة الشفقة من الآخرين”، ويقول “أنا لست معاقا ولكن المجتمع والبيئة هي المعيقة لي”.
وفي كثير من الأوقات، يحاول الحجوج المشاركة في المبادرات التطوعية التي تسهم في توعية المجتمع وتقديم العون لكل أفراده، إلا أنه يحاول أن يغير نظرة المجتمع لمن يعانون من إعاقات بغض النظر عن طبيعتها.
ومن تلك المبادرات النوعية التي أطلقها الحجوج بمساعدة أحد أصدقائه سعيد كوكش الذي يعاني من إعاقة حركية، كانت مبادرة “أنا بخدمتك”، والتي تُعنى بخدمة ودمج ذوي الإعاقة في المجتمع، ويدعو فيها إلى “تعزيز الثقة بالنفس عند الأشخاص ذوي الإعاقة ودمجهم بالمجتمع وعدم إحساسهم بأنهم ضعاف ولهم رأي وكلمة في المجتمع من جميع الفئات”، بالإضافة إلى تقديم العون لباقي أفراد المجتمع.
“نحن لا نقبل الشفقة ولا ننتظر الحزن، بل لدينا طاقات وتحديات لإطلاقها في المجتمع”، يقول الحجوج، الذي يتمنى أن يتوفر لديه الدعم بكل أشكاله لإطلاق مبادرات دائمة تحمل الهدف والمعنى ذاته.
وعن إنجازاته التي يفتخر بها الحجوج، يشير إلى أنه حصل على اثنتين وأربعين شهادة في مجال الإبداع المتميز في مجال تحدي الإعاقة وتخطي صعوبات الحياة، بالإضافة إلى حصوله على “لقب سفير الهمة”، ولقب “وسام فرسان التغيير”، وجائزة الأميرة بسمة للعمل التنموي وخدمة المجتمع.
وكذلك حصل الحجوج على المركز الثاني على مستوى المملكة في فيلم “طفولة مغتصبة”، والذي يتحدث عن قصته وموجود حالياً على “يوتيوب”، وحصل كذلك على المركز الثالث على مستوى المملكة في فيلم عن مشاركة النساء قي القطاع السياحي والمجتمع.
بالإضافة إلى ذلك، حصل الحجوج على العديد من الدروع والميداليات لمواهبه المتعددة في قراءة القرآن والعمل المسرحي وغيرها الكثير من الفعاليات.
ويختم قائلاً “الحمد لله الذي أخذ مني السمع وجعل لي لسانا ذاكرا وقلبا خاشعا والحمد لله الذي أنطق لساني”، مؤكدا أنه منذ طفولته يحب التحديات ومواجهة الصعوبات، وأن الفرد هو من يقرر أن ينهار وينعزل أو أن يكون ذا إرادة وثقة بالمستقبل.

المصدر: تغريد السعايدة/ جريدة الغد الأردني .

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0