ما الذي يسبب مرض التوحد؟ هل هو لقاح MMR؟

كما هو الحال في الكثير من الامراض الاخرى، يدور الكثير من الجدل حول ما اذا كان السبب وراء التوحد وراثيا او انه النظام الغذائي او البيئة، ونسبة الاصابة بالتوحد لدى الاولاد اربعة اضعاف نسبتها لدى البنات، وعادة ما يعاني آباء واقارب الاطفال المتوحدين من حساسية من الالبان والجلوتين، او تكون لديهم اضطرابات بالجهاز الهضمي مثل تهيج المعدة او ارتفاع الكوليسترول، او العمى الليلي، او الحساسية المفرطة من الضوء، او مشكلات الغدة الدرقية، او السرطان، ويزيد الخطر عندما يتم ارضاع الطفل طبيعيا، وقد يظن البعض من الوهلة الاولى ان الطفل المتوحد قد ورث بعض الاضطرابات، لكن هناك تفسيرا آخر وهو ان بعض افراد العائلة الآخرين يأكلون نفس الطعام وقد يفتقرون الى نفس المواد الغذائية، فهناك دليل قوي على ان اساليب العلاج الغذائية والتي يتم اتباعها لمداواة عسر القراءة وعسر الانسجام ومرض التشتت وفرط الحركة يمكن ان تحدث تحسنا ملحوظا في حالة الطفل المتوحد.

لقد اشتد الجدل مؤخرا حول مخاطر لقاح MMR وعما اذا كان يسبب التوحد للاطفال، وتؤكد التصريحات الرسمية انه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن يؤكد هذه المخاطر، وانه من المبكر جدا القفز الى نتائج حول ما يتعلق بالبحث الذي يقول ان هذا اللقاح يدمر الامعاء ويساعد على افراز السموم في المخ، فبالنسبة لمعظم الاطفال لا يسبب اللقاح اي مشكلة، ولكن لا احد يعلم النتائج الكاملة لاعطاء الطفل ثلاثة انواع من التطعيمات في الوقت نفسه، فهذا لا يحدث في الطبيعة، لذلك يدعم المنطق اللقاحات الفردية اذا اراد الوالدان ذلك، خصوصا اذا كان الطفل يعاني من ضعف الجهاز المناعي، وربما يكون هذا اللقاح بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للاطفال الذين يعانون من خلل في النظام الغذائي او انخفاض في نسبة الاحماض الدهنية الاساسية بالجسم او اي نوع من انواع الحساسية من الطعام او اي مشكلات بالمعدة، ويمكن القول هنا ان MMR هو مجرد جزء من المشكلة في حالة الاطفال المصابين بالتوحد.

من كتاب: 500 سؤال وجواب عن الصحة لباتريك هولفورد