[B]أعلن رئيس الجمعية الكويتية للأمراض العصبية د.عبدالعزيز أشكناني عن انعقاد المؤتمر الخليجي لأمراض وجراحة الأعصاب اليوم، ويستمر على مدى يومين، لافتا أنه يعقد مرة واحدة كل عامين، مبينا أنه يناقش التحديات الجدية التي تواجه المصابين بأمراض عصبية، وفي طليعتها التصلب اللويحي المتعدد والصرع والسكتة الدماغية وغيرها، ويشهد حضورا حاشدا لأطباء وخبراء طب وجراحة الأعصاب من بلدان مجلس التعاون الخليجي للمشاركة بأعماله. وقال أشكناني «يجتمع أطباء وخبراء أمراض الأعصاب من بلدان مجلس التعاون كل عامين للتشاور فيما بينهم وتبادل الآراء والتعرف على أفضل الممارسات المعتمدة عالميا في تشخيص أمراض الأعصاب وعلاجها وإدارتها، ولا تخفى الأهمية البالغة للإحاطة بأحدث التطورات والاختراقات الطبية في هذا المضمار بما يصب في منفعة ومصلحة مرضانا». ومن جانبه حذر اخصائي طب الأعصاب بالمستشفى الأميري، نائب رئيس جمعية الكويت للأمراض العصبية د.خالد الحسن، من أن أعداد أطباء الأعصاب ببلدان مجلس التعاون محدودة نسبيا، ما يعزز أهمية مثل هذه اللقاءات والاجتماعات الإقليمية، مشيرا الى أن أحد محاور المؤتمر ينصب على مرض التصلب اللويحي المتعدد، والذي يقدر عدد المصابين به في الكويت كما بينت مصادر غير رسمية بأنه يتراوح بين 1000 و1400 شخص، في حين لا تتوافر دراسات وبائية إحصائية موثقة وموثوقة عن الأعداد الدقيقة للمصابين بالمرض المزمن. وقال: «نتوقع مع نهاية العام المقبل أن يكون لدينا سجل وطني كامل يمكن من خلاله رصد العديد الدقيق للمصابين بمرض التصلب اللويحي المتعدد في الكويت، ونتوقع أن يفوق تلك الأعداد التقديرية الحالية»، مشيرا إلى أن الأعوام القليلة الماضية شهدت إطلاق عدة حملات توعوية وتثقيفية حول مرض التصلب اللويحي المتعدد أسهمت بالتعريف بالمرض الذي قد يصاب الإنسان به في سن العشرين. فيما أكد استشاري أمراض الأعصاب في المستشفى الأميري د.رائد الروغاني، وجود سجل وطني عام 2010، وقال «نحن نبذل قصارى جهدنا لرصد الأعداد الدقيقة للمصابين بالمرض المزمن في الكويت، وتشير البيانات الأولية الجديدة إلى أن أعداد المصابين بمرض التصلب اللويحي المتعدد في البلاد قد تضاعفت ثلاث مرات منذ آخر بيانات رسمية نشرت عام 2005، فبعد أن بلغت حينئذ نحو ثلاثين حالة لكل 100.000 نسمة، وصل العدد اليوم إلى نحو ثمانين حالة لكل 100.000 نسمة، وهذا يتوافق مع الأرقام العالمية لانتشار المرض». وقال: «التصلب اللويحي المتعدد من الأمراض غير القابلة للشفاء التام، لكن من الممكن التحكم بأعراضه، ورغم توافر عقاقير دوائية لهذا الغرض فإن أهم عقبة نواجهها هي مدى امتثال المصابين به للمنهجية العلاجية التي يصفها أطباؤهم. لذا أعتقد أنه من المهم أن تنصب الجهود على تعزيز امتثال هؤلاء للمنهجية العلاجية بما يسهم في الحد من تفاقم المرض. مشيرا الى أن الأرقام العالمية تشير الى أن مرض التصلب اللويحي المتعدد يصيب ما بين 25 و50 فردا لكل 100.000 نسمة بالبلدان العربية، ونحو 100 فرد لكل 100.000 نسمة في شمال أوروبا، وهم الأكثر عرضة للإصابة بالمرض المزمن في العالم، إذ يبدو أن انتشار المرض يزداد كلما ابتعدنا عن خط الاستواء. الجدير بالذكر أن التصلب اللويحي المتعدد من الأمراض مجهولة الأسباب التي تصيب الدماغ والحبل الشوكي، ويتلف المرض المادة المعروفة بالميلانين المغطية والحامية للخلايا العصبية، ما يتسبب في اضطراب انتقال أوامر الدماغ إلى أجزاء الجسم المختلفة ومن ثم ظهور أعراض المرض التي تشمل اضطراب البصر، وضعف العضلات، وعدم تناسق الحركات والتوازن، والتنميل أو الخدر، والإحساس بما يشبه الوخز، كما يطول المرض المزمن أيضا التفكير والتذكر. وعالميا، يصيب التصلب اللويحي المتعدد النساء أكثر من الرجال، ويتركز المرض في الفئة العمرية 20 إلى 40 عاما. وقد تكون الحالة المرضية معتدلة، متسببة في أعراض جانبية، ولكنها في حالات أخرى قد تقود إلى إعاقة حقيقية، إذ يفقد المصابون بالمرض القدرة على الكتابة أو التحدث أو المشي، وفي الوقت الراهن يتمثل دور العقاقير الدوائية في إبطاء تفاقم المرض والتحكم بأعراضه بشكل أفضل. [/B]