3 تعليق
2955 المشاهدات

الحياة امل بقلم الاستاذة \ ياسمين القلاف



من خلل بالمخ الى عالمه وبروفسورة فى علم الحيوان والتوحد .

د. برفسور ” تمبل جراندن ” راشدة لديها اضطراب طيف التوحد . شخصت بالتوحد الشديد والان هى من الاشخاص ذو الاداء الوظيفى المرتفع . تكلمت ” تمبل ” بعمر الاربع سنوات . قامت ام تمبل جراندن بزيارة عدة اطباء واحدهم قال لها ان ابنتك تعانى من خلل بالمخ وان ليس لها علاج .

لم تصدق الام كلام الدكتور وبدأت مشوارها مع ابنتها . كانت تعلمها , تدربها وايضا وفرت لها مربية حتى تلازمها دائما فى حال انشغالها عنها , ولكنها لم تحل مكانها ابدا . وثقت الام العظيمة بابنتها وقد كانت العاطفة وراء ذلك . عاطفة الامومة والتى هى بكونها احد اسمى العواطف الانسانية .

هل كان على الام ان تفقد الامل بابنتها بسبب ان اغلب الاطباء قالوا لها انه لا يوجد علاج لابنتها ؟ هل كان عليها ان تكون قريبة من ابنتها ” تمبل ” فقط عاطفيا ؟ كما يقول البعض .

اليوم كلنا اهالى اطفال التوحد ننظر ل ” تمبل ” كمثل للامل . ام تمبل لن تسعى ابدا ان تكون ابنتها سوية بل سعت الى ان تكون مميزة . وفعلا تمبل جراندن استشعرت كلام امها وايمانها واليوم هى من اروع الشخصيات ومميزة للغاية رغم كل التحديات التى واجهتها بسبب التوحد والاضطرابات الحسية التى تعانيها .

اتساءل لو كل ام توقفت عن الايمان بابنها او ابنتها بسبب ان اعاقتهم شديدة وليس لها ” شفاء ” . كيف كان امثال ” تمبل جراندن ” خرجوا بل برعوا فى تخصصات مختلفة فى هذا العالم .

يؤسفنى ايضا ان اسمع من بعض الاشخاص المختصين و يفترض ان يكونوا مربين انه ” ذو التوحد الشديد جدا لا يشعرون بالحنان ” وانه اجدر على الام ان تحضن من يشعر بهذا الحنان . اسمح لى اقول ان لو كل العالم اجتمع امامى ليقول ان ابنى لا يشعر بالحنان لن اصدق ولو كان حقيقة . يكفينى ان احضنه واشعر به , ويكفينى ان اقترب منه واعيش ولو لى لحظة بجسده الذى قد يكون عالق به , يكفينى ان احاول واسعى ان اجعله يشعر فينى , يكفينى ان اشعر باحتياجاته . يكفينى ان اشعر بمدى المه فى عالم ليس عالمه . يكفينى ان التمس الحنان منه .

اود ايضا ان اضيف ان جميع اطفال التوحد لديهم اجمل العواطف واصدقها لكن طريقة التعبير عنها مختلفة ومنهم من يجد صعوبة بالتعبير عن عاطفتهم و حبهم لاسرتهم . قد اخطأ كل الخطأ من يظن انه اولادى فى عالم التوحد ليس لديهم عواطف او مشاعر او لا يشعرون او غيره من الخرافات اللى نسمعها عن ابنائنا .

صحيح ابنائنا يجدون صعوبة بأن يضعوا انفسهم محل الاخرين وصحيح منهم من لا يستطيع ترجمة لغة الجسد وقراءتها الا اننى كلى يقين ان مع التعليم سوف يتعلمون .

من تجربتى الشخصية مع ابنى والذى لديه اضطراب طيف التوحد ارى انه حنون على نفس اخته . و ارى انه لا يطيق غياب اخته عنه .  و ارى انه يحب مدرسته مدرسة الموسيقى , و ارى انه لا يحب ان يزعل ابيه ابدا . مع العلم ان بالسابق قالوا لى ان ابنى ” ياسين ” يعانى من اضطراب التوحد الشديد بسبب تأخره بالكلام , وايضا قالوا لى ان ليس هناك اى علاج او شفاء للتوحد . وكان ياسين يبدو مجهول وكأنه غير موجود بالبيت ولكن بفضل من الله سبحانه وجهود الاسرة معه تطور بحمدالله . وهناك العديد من الامثلة من اصدقاء ياسين ابطال التوحد الذين تطوروا كثيرا .

وبدلا من ان ندعو الام بالتخلى عن الطفل الذى يعانى من ( اعاقة شديدة و ليس لها شفاء ) مثل ما تفضل البعض !!!

ادعوكى عزيزتى الام بالاستمرار والمثابرة على السعى للتغير . الرضا بقضاء الله وقدره شئ جميل للغاية و علينا بالقيام به فعلا . والسعى والاجتهاد مع ابنائنا مطلوب ايضا .

واخيرا الامل … الامل … الامل

فالحياة امل … فاذا فقدت الامل …. فقدت الحياة .

 

 

بقلم الاستاذة \ ياسمين القلاف

ام ياسين .. بطل من ابطال التوحد
ناشطة في مجال التوحد

 

 

 

التعيقات (3)

  1. يقول يوسف الظفيري:

    الله يعطيج العافية يارب .مقالة رائعة

  2. يقول ام تركي:

    الامل هي تلك النافذه الصفيره التي مهماصغرحجمهاالا انهاتفتح افاق واسعه في الحياه?شكرا على مجهودك في زرع الامل لامهات التوحد

  3. يقول الجوهرة:

    رائعة أم ياسين..لن يقف احد في طريق تميز اطفالنا وليس مجرد تعليمهم طفلي وطفلك واطفال التوحد سيكون لهم بصمة رائعة في هذا العالم

التعليقات مغلقة.

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0