من خلل بالمخ الى عالمه وبروفسورة فى علم الحيوان والتوحد .
د. برفسور ” تمبل جراندن ” راشدة لديها اضطراب طيف التوحد . شخصت بالتوحد الشديد والان هى من الاشخاص ذو الاداء الوظيفى المرتفع . تكلمت ” تمبل ” بعمر الاربع سنوات . قامت ام تمبل جراندن بزيارة عدة اطباء واحدهم قال لها ان ابنتك تعانى من خلل بالمخ وان ليس لها علاج .
لم تصدق الام كلام الدكتور وبدأت مشوارها مع ابنتها . كانت تعلمها , تدربها وايضا وفرت لها مربية حتى تلازمها دائما فى حال انشغالها عنها , ولكنها لم تحل مكانها ابدا . وثقت الام العظيمة بابنتها وقد كانت العاطفة وراء ذلك . عاطفة الامومة والتى هى بكونها احد اسمى العواطف الانسانية .
هل كان على الام ان تفقد الامل بابنتها بسبب ان اغلب الاطباء قالوا لها انه لا يوجد علاج لابنتها ؟ هل كان عليها ان تكون قريبة من ابنتها ” تمبل ” فقط عاطفيا ؟ كما يقول البعض .
اليوم كلنا اهالى اطفال التوحد ننظر ل ” تمبل ” كمثل للامل . ام تمبل لن تسعى ابدا ان تكون ابنتها سوية بل سعت الى ان تكون مميزة . وفعلا تمبل جراندن استشعرت كلام امها وايمانها واليوم هى من اروع الشخصيات ومميزة للغاية رغم كل التحديات التى واجهتها بسبب التوحد والاضطرابات الحسية التى تعانيها .
اتساءل لو كل ام توقفت عن الايمان بابنها او ابنتها بسبب ان اعاقتهم شديدة وليس لها ” شفاء ” . كيف كان امثال ” تمبل جراندن ” خرجوا بل برعوا فى تخصصات مختلفة فى هذا العالم .
يؤسفنى ايضا ان اسمع من بعض الاشخاص المختصين و يفترض ان يكونوا مربين انه ” ذو التوحد الشديد جدا لا يشعرون بالحنان ” وانه اجدر على الام ان تحضن من يشعر بهذا الحنان . اسمح لى اقول ان لو كل العالم اجتمع امامى ليقول ان ابنى لا يشعر بالحنان لن اصدق ولو كان حقيقة . يكفينى ان احضنه واشعر به , ويكفينى ان اقترب منه واعيش ولو لى لحظة بجسده الذى قد يكون عالق به , يكفينى ان احاول واسعى ان اجعله يشعر فينى , يكفينى ان اشعر باحتياجاته . يكفينى ان اشعر بمدى المه فى عالم ليس عالمه . يكفينى ان التمس الحنان منه .
اود ايضا ان اضيف ان جميع اطفال التوحد لديهم اجمل العواطف واصدقها لكن طريقة التعبير عنها مختلفة ومنهم من يجد صعوبة بالتعبير عن عاطفتهم و حبهم لاسرتهم . قد اخطأ كل الخطأ من يظن انه اولادى فى عالم التوحد ليس لديهم عواطف او مشاعر او لا يشعرون او غيره من الخرافات اللى نسمعها عن ابنائنا .
صحيح ابنائنا يجدون صعوبة بأن يضعوا انفسهم محل الاخرين وصحيح منهم من لا يستطيع ترجمة لغة الجسد وقراءتها الا اننى كلى يقين ان مع التعليم سوف يتعلمون .
من تجربتى الشخصية مع ابنى والذى لديه اضطراب طيف التوحد ارى انه حنون على نفس اخته . و ارى انه لا يطيق غياب اخته عنه . و ارى انه يحب مدرسته مدرسة الموسيقى , و ارى انه لا يحب ان يزعل ابيه ابدا . مع العلم ان بالسابق قالوا لى ان ابنى ” ياسين ” يعانى من اضطراب التوحد الشديد بسبب تأخره بالكلام , وايضا قالوا لى ان ليس هناك اى علاج او شفاء للتوحد . وكان ياسين يبدو مجهول وكأنه غير موجود بالبيت ولكن بفضل من الله سبحانه وجهود الاسرة معه تطور بحمدالله . وهناك العديد من الامثلة من اصدقاء ياسين ابطال التوحد الذين تطوروا كثيرا .
وبدلا من ان ندعو الام بالتخلى عن الطفل الذى يعانى من ( اعاقة شديدة و ليس لها شفاء ) مثل ما تفضل البعض !!!
ادعوكى عزيزتى الام بالاستمرار والمثابرة على السعى للتغير . الرضا بقضاء الله وقدره شئ جميل للغاية و علينا بالقيام به فعلا . والسعى والاجتهاد مع ابنائنا مطلوب ايضا .
واخيرا الامل … الامل … الامل
فالحياة امل … فاذا فقدت الامل …. فقدت الحياة .
بقلم الاستاذة \ ياسمين القلاف
ام ياسين .. بطل من ابطال التوحد
ناشطة في مجال التوحد
التعيقات (3)
التعليقات مغلقة.
الله يعطيج العافية يارب .مقالة رائعة
الامل هي تلك النافذه الصفيره التي مهماصغرحجمهاالا انهاتفتح افاق واسعه في الحياه?شكرا على مجهودك في زرع الامل لامهات التوحد
رائعة أم ياسين..لن يقف احد في طريق تميز اطفالنا وليس مجرد تعليمهم طفلي وطفلك واطفال التوحد سيكون لهم بصمة رائعة في هذا العالم