لكي يتم تشخيص الحالة على انها توحد يجب ان تتوفر اعراض اخرى مثل صعوبات الكلام وخلل بالحركات والايماءات وعدم فهم لمشاعر الآخرين وعدم وجود ادراك حسي او بصري ومشاعر من الخوف والقلق ودروب من السلوك غير الطبيعي والنشاط الاستحواذي والحركات العنيفة.
اما عن كيفية التعامل مع هذا المرض، فأولا يجب التأكد من انه قد تم التغلب على اي خلل غذائي، فقد اثبتت الابحاث ان معالجة الخلل الغذائي يمكنها ان تحسن من حالة الاطفال المرضى بالتوحد، ومن اهم المواد الغذائية فيتامينات بي16 وسي وايه والزنك والماغنيسيوم، اما في حالات البيرولاريا التي تظهر عادة في الاطفال متورمي الوجه والمصابين بنزلات برد وعدوى بالأذن الوسطى متكررة، فيمكن الكشف عنها بواسطة تحليل بسيط للبول.
ثانيا، يجب التأكد من ان الطفل يحصل على كميات كافية من الدهون الاساسية، فقد اثبتت الابحاث ان بعض الاطفال المصابين بالتوحد يكون لديهم خلل انزيمي يقوم بإزالة احماض الدهون الاساسية من اغشية خلايا المخ بشكل اسرع مما يجب، لذلك فإن المكمل الغذائي من حمض اوميغا 3 الدهني EPA.
ثالثا، القضاء على الحساسية، فمن اهم العوامل التي تساعد على ظهور مرض التوحد، بالاضافة الى الخلل الغذائي هي الاغذية والمواد الكيميائية الضارة التي تصل عادة الى المخ عن طريق مجرى الدم بسبب سوء الهضم والامتصاص، ومن الاغذية التي لها اثر كبير على العديد من الاطفال القمح وغيره من الحبوب الغنية بالجلوتين والحليب وغيره من منتجات الالبان التي تحتوي على الكازين، هذا بالاضافة الى الموالح والشيكولاتة ومكسبات اللون الصناعية والباراسيتامول والساليسيلات (والبرتقال والفراولة والعنب وصلصة الطماطم والمشمش والخيار والتفاح) والبطاطس والطماطم والفلفل والفلفل الحار والباذنجان، وتتمثل اشهر الاطعمة التي ترتبط بالتوحد في القمح ومنتجات الالبان وما تحتويه من بروتينات ـ اي الجلوتين والكازين ـ فهذه المواد يصعب هضمها وتسبب الحساسية، خصوصا اذا تم تقديمها للطفل مبكرا.
وأخيرا، يجب اعطاء الطفل مكملا غذائيا من البادئات ليتمتع بمعدة صحية، فقد جاء على لسان عدد كبير من آباء الاطفال المصابين بالتوحد ان ابناءهم قد تلقوا علاجا من المضادات الحيوية لفترات طويلة او متكررة لعلاج آذانهم او التغلب على اي عدوى بالجهاز التنفسي في خلال السنة الاولى من العمر.
(من كتاب: 500 سؤال وجواب عن الصحة لباتريك هولفورد)
المصدر : جريدة الانباء