كان الجو مشمسا وحرارة الصيف اشعلت الدنيا لهيبا , عندما وصلت الى باب احد المتاجر , وكنت احتاج شراء بعض الاشياء وانا على عجلة من امرى وكالعادة التسوق السريع لا يحتاج الا لربع ساعة بالنسبة لى , لكن مع زحمة السير وازمة مواقف السيارات سيحتاج الامر الى ما يزيد عن الساعة , وامام المتجر بدأت رحلة البحث عن موقف للسيارة ولفترة دامت اكثر من ربع ساعة .
وبالقرب من مواقف المعاقين وجدت سيارة قد ركنت فى موقف المعاقين ولا يوجد عليها اى اشارة او دليل على انها لمعاق , وكانت سيارة اخرى تلف فى المكان وكانت لمعاق يبحث عن موقف لسيارته , وقد فتح نافذته وبدت على وجهه ملامح الغضب وكان يشتم ويتحدث مع نفسه وبعد ان يأس من ايجاد الموقف وقف بجانب موقف المعاق الذى وقفت به تلك السيارة ووقفت خلفه ارقبه واختلس النظر اليه وودت لو استطيع مساعدته وبعد مضى ما يقارب العشر دقائق خرج من المتجر رجل يحمل اغراضه ويتجه الى السيارة والمعاق ينظر اليه بأزدراء وفتح نافذته وقال له : ” الحمدلله على سلامتك ” نظر اليه الرجل مستغربا نبرته وقال : لا تؤاخذنى لم اجد موقفا قريبا وكنت فى عجلة من امرى . ضحك الرجل وواصل حديثه : فأضطررت للوقوف هنا فأنا دائما احسد المعاق على المواقف المهيئة له , فنظر اليه رجل المعاق وقال ” اعطنى قدميك وخذ موقفى ” فكانت كلمة سقطت فى قلب الرجل كالسيف , تغير لونه وارتبك وتمنى لو انشقت الارض و ابتلعته .
عندها التفت الى الرجل واعتذر بأدب وقال له : ” اعتذر منك وشكرا لك فقد علمتنى درسا لن انساه ما حييت ”
الحياة دروس وعبر نتعلم منها وما اجمل ان نعود انفسنا تقبل الاخر و احترام خصوصيته .