لا يمكن تجاهل العلاقة بين فرط النشاط وسوء الانتباه والتركيز وبين الغذاء الذي يتناوله الأطفال، فقد لوحظ أن أعراض الاضطراب قد ترتبط بالإفراط في تناول السكر والمحليات الصناعية، وكذلك الإفراط في تناول الأغذية الحاوية على ألوان صناعية وحتى التي يُشار على العبوات بكونها مصرح بها غذائياً.
بناءً على دراسة حديثة أوصى بعض المختصين أنه يجب على الآباء تقليل كمية السكر التي يتناولها الطفل.. فبعد تشخيص ما يقرب من (1400) طفل وجد حوالي ثلث الأطفال يتدهور سلوكهم بشكل واضح عند تناولهم الأطعمة مرتفعه السكريات، وعلى نفس السياق أثبتت البحوث أيضاً أن الطعام الغني بالبروتين يمكن أن يبطل مفعول السكر لدى الأطفال الحساسين له أو المتأثرين به.. لذلك إذا كان طفلك يُكثر من تناول أطعمة محتوية على سكريات ويرفض تجنبها.. كل ما عليك أن تقدم له مصدر غني بالبروتين كاللبن أو البيض والجبن.
ونتيجة ارتباط أعراض (ADHD) ببعض المؤثرات لو كانت طفيفة.. يجب التحذير مما يلي:
· تناول المواد الحافظة وبكثرة في الأغذية المطهوة والمعلبة خاصة وأن أطفالنا معرضون لمواد سامة تدمر الخلايا العصبية.. ومن الملاحظ في هذه الأيام أنهم معرضون لمعدل كبير جدا من السموم المؤثرة على الجهاز العصبي والتي توجد في الأغذية والمشروبات المحفوظة.
· كذلك يُحتمل أن يتعرض الأطفال لنوع أخر من السموم من خلال عنصر الرصاص الموجود في الأبخرة المنبعثة من السيارات ومن مواسير المياه حيث تمر بها مياه الشرب وتعلق فيها نسبة ما قلت أو زادت فهي موجودة غالباً ومستمرة.
· ولا ننسى أيضاً عوامل مرتبطة أخرى مثل الحساسية لبعض المواد التي أعتدنا عليها في استخداماتنا اليومية مثل معطر الجو بكافة أنواعه والعطور ومعجون الأسنان ومنتجات الاستحمام مثل الجـِل (Gel) والشامبو والصابون وغيرها فهي كلها تعتبر من العوامل المرتبطة التي قد يكون لها تأثير.
الحلول الغذائية الناجحة.. والأدوية المرهقة
في مأكل ومشرب أطفالنا لا يجب علينا بتاتاً إهمال عناصر غذائية أساسية مثل الزنك والكروم والأحماض الدهنية، ومن الواضح أن الكثير من الأطفال قد يكون أكثر هدوءاً وأكثر انتباهاً وتركيزاً في حالة عدم تجريد جسمه من هذه العناصر الغذائية الأساسية الواجب توفرها في غذائه.. والتي يرتبط نقصها بالمشكلات السلوكية.
الأدوية والعقاقير ليست هي الحل.. وإذا ذهب الوالدان للطبيب وابدوا إحباطهم واشتكوا من طفلهم، فأن المختص يصف في هذه الحالة عقارات تتضمن محفزات ومثيرات للانتباه والتي تتمثل في عقار “Ritalin”، ورغم أن العقار يترك أثراً إيجابياً (لدى بعض الأطفال) ويسيطر على الموقف بشكل واضح (وغير مفهوم)، لكن يبقى الأعراض الجانبية الكثيرة فمع المدى الطويل ولدى بعض الأطفال الذي يتعاطونه، قد يسبب لهم نوعا من القلق والتهيج بالإضافة إلى ذلك فأن دراسات حديثة جداً في طريقها لإثبات ماهية آثار مثل هذه العقاقير المحفزة على النمو الطبيعي حيث تسبب كثيراً من المخاطر وخاصة إن تم تناولها على المدى الطويل.
حلول بديلة.. وممارسات داعمة
هذه المخاوف السابقة بالإضافة إلى زيادة التشخيص بشكل مأساوي لهذه العقارات المحفزة قد دعت عددا كبيرا من الآباء للبحث عن علاجات جديدة لهذه الحالة، وأول خطوة في هذه الحلول هي النظر إلى الوجبة التي يتناولها الطفل.
أوضح الكثير من الباحثين أن حالات كثيرة قد نجح تعديل الوجبة الغذائية في علاجها، فالحل الغذائي لتحسين حالة (ADHD) هو إزالة الأغذية التي يؤدي تناولها لحدوث زيادة في أعراض الاضطراب, ويتأتى ذلك بالمراجعة الدائمة للأغذية المفضلة التي يتناولها الطفل وملاحظة تأثيرها على الأعراض الحالية, وهل تؤدي لزيادتها أم لا.
دارسات أخرى أوضحت دور بعض الممارسات الداعمة والمهدئة في علاج (ADHD) فلقد بينت آخر البحوث التمهيدية التي أجريت على الأطفال أن العلاج بالمساج (التدليك) والتدريب على الاسترخاء يمكن إضافتها للتوفيق بين رغبات الطفل ومراعاة التعديل من الوجبة الغذائية، فحالات فرط النشاط وضعف الانتباه والتركيز هي حالات صعبة التعريف ومن الصعب التعود عليها والتكيف معها ومتابعة علاجها.. كما انه قد يكون من المستحيل على الكبار تحمل الطفل عندما يكون زائد الحركة فاقداً للتركيز.
قائمة غذائية للطفل صاحب أعراض (ADHD)
* يفضل تجنب الأغذية التالية:
1 أي أطعمة مضاف إليها مواد حافظة أو محسنات غذائية.
2 المياه الغازية وأي مادة غذائية تحتوي على المحليات الصناعية كالأسبارتام.
3 الأطعمة المضاف إليها السكر المحسن.
* يفضل زيادة تناول ما يلي:
1 الأطعمة العضوية كلما كان هناك إمكانية لذلك.
2 الأرز والعدس والذرة.
3 الحبوب الكاملة والخضراوات غير المقشورة.
4 أي حليب بديل لحليب البقر.
5 الماء.
6 البروتينات عالية الجودة مثل الدواجن والأسماك والعدس والفول.
7 الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة في زيت السمك والمكسرات والبذور.
8 الزيوت غير المكررة وتمثل زيت عباد الشمس وزيت الزيتون وزيت السمسم.
9 المغنيسيوم وهو من أكثر المواد الغذائية الطبيعية تهدئة والتي منحتها لنا الطبيعة، بالإضافة إلى تناول الخس.
وصفات غذائية مهدئة
1- الخس مع التفاح: يعتبر الخس من المهدئات الطبيعية حيث يحتوي على كميات بسيطة من اللاكتو والذي يعرف بكونه محققا حالة من الاسترخاء. وكائنة التفاح حيث يكون غنيا بالمواد الغذائية، فيمكن وضع الخس مع التفاح في المعصرة لعمل العصير وبعد ذالك يمكن وضع مكعبات الثلج مع السكر أو العسل ولكن يفضل أن يشرب في الحال.
2- البطاطس: يعتبر تناول البطاطس من العوامل المهدئة جدا لنظام الجسم وتناول نوع من الخضراوات معها مثل الكرنب ذي اللون الأخضر الداكن فسيكون له أيضاً أثر مهدئ حيث يحتوي على نسبة معقولة من الكالسيوم، لذا يمكن إضافة مكعبات البطاطس مع بعض أوراق الكرنب الى طبق السلطة خاصة في المساء.
ومن الأفضل تناول الخبز الأسمر معها حيث يحتوي على نسبة عالية من الماغنسيوم وهو من الأملاح المعدنية المعروفة بخواصها المهدئة.
3- الكيك المحتوي على الخروب والمكسرات بدلا من كيك الشيكولاتة: يفضل الأطفال تناول الكيك وخاصة كيك الشيكولاتة ولكن من المعروف أن الشيكولاتة تحتوي على الكافيين لذا يجب عدم تناولهم لها في المساء بل تناول الكيك المضاف إليه قطع من الخروب والمكسرات بدلا من قطع الشيكولاتة، وإذا لم يكن الطفل يفضل المكسرات مع الكيك لذا يمكن إضافة بعض البلح إلى الكيك بدلا من المكسرات، فهو معروف بخواصه المهدئة كما سبق ذكره.
4- صدور الطيور: يعتبر اختيار صدور الطيور مثل الدجاج والبط كوجبة للأطفال اختيارا جيدا للغاية، حيث تعتبر هذه الوجبة غنية بعنصر الحديد، ومعها بعض أوراق الخس وقالباً من الأرز وهذا جيد للأطفال في المساء.
المصدر : موقع العلاج Al3laj.com