تشمل اختبارات الإدراك الحسي في حالة الأولاد الأكبر سناً والبالغين عادة ردّ فعل يدوياً، إلا أن رد الفعل هذا يُعتبر أكثر صعوبة في حالة الأطفال.
بدلاً من ذلك، استخدم الباحثون نظاماً يتتبع حركة العين بتسليط أشعة ما تحت البنفسجية على وجه الطفل لتحديد الموضع الذي ينظر إليه البؤبؤ.
اختبر الفريق هذه الطريقة على 82 طفلاً يُعتبر خطر الإصابة بالتوحد في حالتهم عالياً لأنهم يملكون إخوة أكبر يعانون هذا الاضطراب، فضلاً عن 27 طفلاً يُصنف هذا الخطر في حالتهم متدنياً.
تقول بيدفورد: {قدمنا لهم المحفزات، ومن ثم قسنا ما إذا كان الأطفال ينظرون إلى الاختلاف أولاً، مثل حرف بارز، قبل تأمل الأحرف الأخرى}.
اكتشف الباحثون أن الأطفال، الذين رصدوا الحرف المختلف بسرعة أكبر في شهرهم التاسع، كانوا أيضاً أكثر سرعة في تحديده في شهرهم الخامس عشر وفي سن السنتين. كذلك كانوا أكثر ميلاً إلى الإصابة بالتوحد، مقارنة بالأولاد الأقل سرعة في تحديد الحرف المختلف.
وكلما كان الأطفال أكثر سرعة ودقة في تحديد الحرف المختلف، جاءت أعراض التوحد في حالتهم أكثر حدة في مرحلة لاحقة.
توضح بيدفورد أننا ما زلنا نحتاج إلى الكثير لنفهم آليات التوحد العصبية الكامنة. لذلك لا نعرف بعد ما إذا كان الإدراك البصري العالي مجرد عارض آخر من أعراض هذا المرض أو ما إذا كان يؤدي دوراً أقل أهمية.
تشير بيدفورد: {رُبطت هذه النقطة بفكرة أنك تتمتع بانتباه أكبر إلى التفاصيل. إلا أن البعض اعتبر أن هذا قد يلحق الضرر إلى حد ما بالقدرة العامة على الإدراك البصري}.
وتضيف: {قد يعني هذا التركيز على التفاصيل أنك تفوت أهمية الشيء العامة. لكننا ما زلنا نجهل ما هي تداعيات حالة مماثلة وما تأثيرها في الحياة اليومية}.
صحيح أن البصر يشكل الحاسة الأكثر خضوعاً للاختبارات في دراسات مماثلة حول النمو، غير أن الأدلة تشير إلى أنه ليس الحاسة الوحيدة التي تتأثر بالتوحد.
بالإضافة إلى ذلك تشير دراسات أخرى إلى أن مَن يعانون التوحد يملكون على الأرجح حاسة سمع أقوى. كذلك تسعى بيدفورد وزملاؤها لتحديد ما إذا كان التوحد يؤثر في حاسة اللمس أيضاً.
لكن ظهور هذه القدرات في مرحلة باكرة من الحياة (قبل الإشارات السلوكية أحياناً) يعني أنها قد تساهم في تشخيص التوحد في مرحلة أبكر قبل بلوغ الولد سن السنتين أو الثلاث سنوات.
المصدر : جريدة الجريدة