حملة لجمعية الهلال الأحمر الكويتي وصندوق إعانة المرضى:
وبدوره، شدد أنور الحساوي، نائب رئيس مجلس الإدارة في جميعه الهلال الاحمر الكويتي، على اهمية تقديم الدعم للمعسرين والمرضى، ممن أقعدهم المرض عن العمل، وتقديم المساعدة للمرضى المحتاجين في كل المجالات. وقال: «نهيب بأصحاب الايادي البيضاء، سواء من داخل الكويت أو خارجها، المساهمة من خلال جمعية الهلال الاحمر الكويتي في تخفيف الآلام والمعاناة عن الحالات المتراكمة على قوائم الانتظار، لكي تتمكن من العودة الى الحياة الاجتماعية والعملية».
داء مزمن قد يؤدي إلى الإعاقة
مرض الروماتويد هو مرض واحد من ضمن ما يزيد على 300 مرض روماتيزمي (التهابات المفاصل). وهو مرض مزمن ناتج عن حدوث خلل في الجهاز المناعي، يسبب فرط نشاطه ومهاجمته لأنسجة المفاصل والغضاريف، وقد يصاحبه ايضا مهاجمة الانسجة الداخلية (الرئة والقلب وغيرها).
وبيّن د. فيصل الصقعبي، استشاري الروماتويد في مستشفى الصباح، خطورة داء الروماتويد، قائلا: «تزداد نسبة بدء نوبة الاصابة في فئة الشباب ما بين 30 ــ 45 سنة. كما يرتفع معدل الاصابة في النساء الى ثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال، مما يوحي الى وجود عامل جيني وهرموني وراء الاصابة بهذا المرض. لذا فهو يصيب فئة مهمة ومنتجه في المجتمع. وتبدء أعراض «الروماتويد» بشكوى المصاب من ألم بمفاصل اليدين، وخصوصا خلال الليل، والتورم والسخونة والاحمرار. ومع الوقت يسبب المرض تدميرا لبنية المفاصل وفقدانها لوظيفتها، وينتقل تدريجيا ليصيب جميع مفاصل الجسم. فيشكو المريض من التعب والضعف العام وصعوبة الحركة، وعدم قدرته على القيام بالمهام اليومية. وعدم علاج المرض بالشكل المناسب سيسبب تقدم الالتهابات والتلف المفصلي، وبالتالي حدوث تشوهات خلقية واعاقات بدنية. لذا، يجب على المصابين ان يقصدوا طبيب الروماتيزم للحصول على الأدوية اللازمة، مثل العقاقير البيولوجية وغيرها. وقد تشمل خطة العلاج الاستعانة بالعلاج الطبيعي للحفاظ على حركة المفاصل وتقوية العضلات، والعلاج بالعمل ايضا لتحسين تعامل المصاب مع نشاطاته اليومية. وغالبا ما يتمكن المريض الذي يلتزم باتباع خطة العلاج من العودة الى ممارسة نشاطات حياته اليومية بصورة طبيعية».
لا تكتف. بالمسكنات واقصد المختصين
أوصى د. الصقعبي المصابين بالحرص على قصد طبيب الروماتزم المختص والحصول على العلاج الفعال. وعدم الاكتفاء بالمسكنات، لأنها قد توقف الالم، ولكنها لا تعالج المرض وتوقف تطوره، وذلك يؤدي الى تفاقم الحالة وتطورها وانتشارها في الجسم. وقال: «اهم عامل في التشخيص هو ان يقصد المريض طبيبا متخصصا في الامراض الروماتيزمية مبكرا، بدلا عن خسارة الوقت في التردد على عيادات اطباء الطب العام والباطنية والعظام. فمن المؤسف ان يصل المريض لعيادة الروماتيزم، بعدما ساءت اعراضه ووصل الى مرحلة تآكل المفاصل وحدوث الاعاقة، بينما كان يمكنه تفادي ذلك لو بدء بالعلاج الصحيح مبكرا. فالعلاج خلال أول سنتين من بدء الاعراض (المرحلة الحرجة) مهم جدا في تخفيف الاعراض وتفادي نخر العظام وتآكلها. فمتى ما تشوهت العظام والمفاصل، فمن المستحيل او الصعب جدا اعادتها الى وضعها الطبيعي».
الأطفال بخطر
ومن جانبه، أكد د. أحمد العنيزي، استشاري ورئيس رابطة الروماتويد، أن الأطفال معرضون كالكبار للإصابة بداء الروماتويد على عكس الرأي السائد. وأضاف: «يصاب 16 طفلاً بمرض الروماتويد من بين كل 100 ألف طفل في الكويت. ويكمن خطر هذا المرض في كونه يؤثر على النمو الكلي للطفل، وخاصة نمو المفاصل والأطراف الذي من شأنه أن يصعب عليه أي نشاط يقوم به، ويخفض بالتالي من جودة حياته اليومية. ومن المهم ان يزداد الوعي بهذا المرض محليا بين اولياء الامور حتى يتمكنوا من اكتشاف دلالات المرض مبكرا ويلجأوا للمختصين طلبا للتشخيص. فالتأخير في علاج الأطفال المصابين بالروماتويد يعرضهم الى آثار جانبية خطيرة تؤثر سلباً على حياتهم وطفولتهم».
إعداد د. خلود البارون –
k.baron@hsc.edu.kw
المصدر : جريدة القبس |