تم توفير الرذاذ للمصلين في الساحات بالاضافة الى الباصات لنقل المصلين والكراسي المتحركة لكبار السن والمعاقين
في أجواء إيمانية وخشوع وتضرُّع إلى الخالق العظيم، ودموع ذرفتها أعين التائبين الخاشعين المنيبين إلى الخالق العظيم، ودعوات صعدت إلى بارئها في وداع الشهر الكريم، امتلأ مسجد الدولة الكبير بأكثر من 40 ألف مصلٍّ تقاطروا من كل صوب وحدب وبمختلف الأعمار، ليعلنوا أن الكويت بلد الأمن والأمان، وأرض التعايش والنور والإحسان.
وأحيت جموع المصلين الحاشدة صلاتي القيام والتهجّد لليلة السابع والعشرين من رمضان، ملتمسين ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، داعين للكويت بأن يدبم الله تعالى عليها ن.عم الأمان والأمن والاستقرار.
وجسّد التعاون من جميع الجهات المختصة التفاني في خدمة وحماية بيوت الله تعالى وتوفير سبل الراحة، كما حضر الاستعداد الامني وكان مكثّفاً ولافتاً للانظار.
وأمّ المصلين كل من الشيخين القارئين فهد الكندري، ومشاري العفاسي.
بر الامان
من جانبه، قال الداعية الإسلامي الشيخ أحمد القطان في الخاطرة الايمانية إن الناس في السابق كانوا يعيشون على البساطة، فيساعد بعضهم بعضاً من دون انقطاع، وكان الناس يتشاركون في الافراح والاحزان.
وأضاف: اننا نعيش خلال هذه الأيام في نهاية مرحلة السباق، وهنا نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يفوزون في الختام، فلا تنطلق بسرعة وتأتي النهاية وتقلّ الهمة، وهذا أكبر خطأ فهذه الليالي المباركة فرصة قد لا تعود على الإنسان مرة أخرى، فلنحيها ونستغلها، فهو سبحانه القائل «أيام معدودات»، فهي كما قال العزيز الحكيم أيام معدودات فلنقضها في الطاعات، فرمضان سيعود، وأما نحن فمن منا يضمن أنه سيعود؟!
وقال إننا نعيش في سفينة واحدة اسمها الكويت، وعلينا جميعاً أن نوصل هذه السفينة إلى بر الأمان، وهنا نسأل الله عز وجل أن يحفظ الكويت ويديم الأمن والأمان علينا.
تلاحم
بدوره، قال وزير العدل والاوقاف يوسف الصانع إن تعاون جميع الجهات المعنية والمتطوعين في توفير سبل الراحة والامن والامان للمصلين ما هو الا تجسيد لعمل اليد الواحدة وترسيخ لحب الوطن وخدمة بيوت الله عز وجل.
واضاف الصانع لــ القبس خلال تفقده المسجد الكبير ان تلاحم ابناء الوطن وتكاتفهم يفوّ.تان الفرص على الراغبين في شق وحدة الصف وان هذا التلاحم تتوارثه الاجيال.
وشدّد على ان الجهود المبذولة والخدمات المتوافرة للمصلين، سواء في المراكز الرمضانية او المسجد الكبير من جميع الجوانب، سواء الامنية او الصحية او الاعلامية او الروحانية، تعتبر نتاجا للشراكة بين الجهات وتوجيهات بتأمين وتذليل اي صعاب في بيوت الله.
حريصون
وقال إننا حريصون في هذه الليالي المباركة التي تكون فيها ليلة القدر على توفير كل ما يلزم المصلين وتأمين راحتهم وحمايتهم، لافتاً الى أن «الأوقاف» اتخذت الإجراءات والاستعدادات ووضعت جميع التجهيزات لإحياء العشر الاواخر من قبل ثلاثة أشهر، بالتعاون مع كل الجهات الحكومية، معربا عن الشكر والتقدير لكل العاملين والمشرفين على المسجد الكبير، خصوصا رجال وزارة الداخلية على بسط الأمن لحماية جميع المصلين والسهر على راحتهم.
خطة
من جانبه، أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية د. عادل الفلاح أن استراتيجية وزارة الأوقاف وضعت منذ ما يقارب عشر سنوات، والآن تعكف الوزارة على إعداد الاستراتيجية الثالثة، وهذا بفضل الله تعالى أولاً، ثم جهود العاملين في الوزارة الذين ارتأوا عدم الجلوس خلف أبواب مغلقة، بل جعلوا الاستراتيجية تعتمد على الشراكة مع الآخر والمشاركة المجتمعية التي غيّرت كثيراً من مسار الوزارة التي انتقلت نقلة نوعية في العمل والانتاج.
«الداخلية»: استراتيجية تأمين المساجد مستمرة
أكد الوكيل المساعد لشؤون الأمن الخاص بوزارة الداخلية اللواء محمود الدوسري أن حماية المساجد والمصلين ستستمر وفق خطة امنية محكمة.
واضاف الدوسري ان الوزارة تشرفت بالتعاون مع وزارة الأوقاف والجهات الحكومية في إدارة الأمن وتنظيمه في المسجد الكبير طوال رمضان المبارك، وخصوصا في العشر الأواخر منه بغية توفير الأمن للمصلين.
وأكد أن الوزارة لديها تجارب سابقة وخبرات طويلة في بسط الأمن منذ سنوات عدة، وهذا العام اختلفت فيه الإجراءات الأمنية بسبب الحادث الإرهابي الأخير في مسجد الامام الصادق.
تذمّر
تسببت احدى شركات المواقف المحاذية للمسجد في الفوضى والتذمّر الشديد من قبل المصلين بعد انتهاء الصلاة، لانها لم تكن بالمجان ككل عام، مما أخر المصلين للخروج الى ما بعد الامساك.
ساحات
امتلأ المسجد في الساعة الــ 11.15 مساءً فافترش المصلون الساحات المحاذية للمسجد والطرق.
وجبات سحور
تم توفير المياه والعصائر ووجبات السحور والتمور والحلويات للمصلين، بالاضافة الى العمالة الآسيوية للتنظيف قبل الصلاة وبعدها.
الأثر والمتفجّرات
تواجدت فرق الاثر والمتفجّرات في اروقة المسجد، بالاضافة الى المتطوعين من الكشافة والهلال الاحمر والوزارات.
الشرطة النسائية
كان حضور الشرطة النسائية والمتطوعات بارزا، حيث عملن على تنظيم دخول المصليات وخروجهن، وتأمين المسجد.
باصات
تم توفير الرذاذ للمصلين في الساحات، بالاضافة الى الباصات لنقل المصلين والكراسي المتحركة لكبار السن والمعاقين.
إسعاف
وفّرت وزارة الصحة سيارات الاسعاف الثابتة والمتنقلة، بالاضافة الى عدة عيادات في المسجد.
ليلة القدر
ضمن فعاليات البرامج النسائية في المسجد الكبير ألقت المحاضرة خولة التوحيد محاضرة تحت عنوان «وديعة الأمنيات»، ذكرت فيها أن الله تبارك وتعالى اختص الأمة المحمدية عن غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل، وأنزل اليها الكتاب المبين في ليلة مباركة، وهي خير الليالي، ليلة اختصها الله عز وجل.
المصدر: حمد السلامة / جريدة القبس .