أجمع المشاركون في ندوة «أثر العمل التطوعي في خدمة المجتمع» التي نظمها مركز 25 الاجتماعي لدعم الطاقات والمواهب الشبابية مساء امس الأول بجمعية الصحافيين على ان المشاركة في الأنشطة والفعاليات التطوعية بين الشباب هي نتاج لتاريخ طويل من العطاء، وان العمل التطوعي يعد من الركائز الأساسية لأي مجتمع يسعى لغرس المواطنة في نفوس أبنائه، مؤكدين تماسك الشعب الكويتي في السراء والضراء، مطالبين بضرورة إقرار قانون ينظم العمل التطوعي ويحميه من الخلل والشكوك.
وأكدت الشيخة انتصار المحمد الصباح ان العمل التطوعي لم يكن يوما بالـجديد على شباب الكويت سواء الذكور والإناث، حيث جبلوا منذ زمن بعيد على أعمال الخير حتى ذاع صيتهم في جمـيع بلدان العالم، مضيفة ان ما نراه اليوم من اندفاع واضح من شباب الكويت في المشاركة بالأنشطة والفعاليات التطوعية نتاج استمرار لتاريخ طويل من العطاء، حيث أصبح للكويت اسم بارز في مجال العمل التطوعي محليا وخارجيا.
ولفتـــت الى ان تزايد أعداد الفرق والمـجاميع التطوعية، وتنوع أنشــطتها وأعمالها في مختلف المجالات في البلاد، يؤكد أن الكويتيين مجتمع متمـاسك ويتــعاونون فيما بينهم في وقت الرخاء والشدة، كأنهم أبناء أسرة واحدة.
من جانبه، قال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.بدر الدويش: ان العمل التطوعي موجود ضمن إستراتيجيات المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، من خلال تقديم المبادرات والفعاليات والأنشطة التي ينظمها المجلس، لافتا الى انه من الركائز الأساسية لأي مجتمع يهدف لغرس المواطنة، مبينا ان المجتمع الكويتي أثبت تماسكه وتضامنه وقت المحن، والذي ظهر وبوضوح خلال العمل الإرهابي الذي تعرضت له الكويت بتفجير مسجد الإمام الصادق، مؤكدا ان العمل التطوعي له دوافع نفسية واجتماعية ومعنوية متأصلة في أبناء هذا المجتمع، مشددا على أهمية العمل التطوعي ودوره في حماية المجتمع.
بدوره، أكد مدير إدارة العمل التطوعي في وزارة الدولة لشؤون الشباب فؤاد بوشهري أهمية العمل التطوعي في أي بلد بالعالم، موضحا ان الدول العظمى تلجأ في أي مشكلة كبيرة إلى المجتمع المدني، ليقوم بمساعدتها في علاجها وتخطي آثارها وسلبياتها، وهو ما حدث في الاحتلال العراقي الغاشم للكويت عام 1990، حيث كانت جميع الأعمال التي يقوم بها الكويتيون نابعة من مبادرات كريمة وأعمال تطوعية.
إقرار قانون لحمايته
ودعا المحامي محمد العتيبي السلطتين التشريعية والتنفيذية إلى إقرار قانون للعمل التطوعي، يقوم بالتنظيم والإشراف على أعمال وأنشطة الفرق التطوعية الكويتية داخل البلاد وخارجها، مضيفا انه يجب أن يكون العمل التطوعي تحت غطاء قانوني مادمنا في بلد مؤسسات، ووجود القانون يحمي العمل التطوعي من أي خلل أو شكوك، ويوجه مساره في الاتجاه الصحيح، خصوصا ان بعض الفرق التطوعية أصبحت تعمل في بلدان خارج الكويت.
وأضاف ان الكثير من الفرق التطوعية تواجه مشاكل كثيرة في تعاملها مع جهات حكومية ومؤسسات خاصة، من بينها عدم الاعتراف بهم، متمنيا حل تلك المشاكل التي تواجهها بالطرق المناسبة، مع توفير الدعم للفرق التطوعية بشكل عادل وبما يحقق المساواة.
من جهته، أوضح بندر العنزي رئيس مجلس إدارة جمعية التمريض انه كلما مر على أهل الكويت محنة أصبحوا أكثر تماسكا وقوة وتصميما على هزيمة من يحاول النيل منهم، لافتا الى ان أهل الكويت لا يعرفون الوهن.
وأضاف ان الحادث الأخير الذي تعرضت له الكويت، أظهر المعدن الأصيل لهذا البلد، مشيرا الى تضاعف أعداد المتطوعين لمساعدة مصابي العمل الإرهابي الذي تعرض له مسجد الإمام الصادق، مبينا مدى الوعي والشعور الوطني وتقدير الموقف الذي يتمتع به اهل الكويت.
رافد من روافد التنمية
وأكد رئيس جمعية العلاقات العامة جمال النصر الله أن العمل التطوعي من أهم روافد التنمية، لافتا الى ان منظمات المجتمع المدني شريك أساسي في تطوير الأمم ورقيها، ومن هذا المنطلق قامت الجمعية الكويتية للعلاقات العامة بتنفيذ استراتيجيتها القائمة على خدمة المجتمع من خلال خطوات طموحة أشاد بها الجميع.
وأشار النصر الله إلى ما تقوم به جمعية العلاقات العامة من ندوات توعوية هادفة ومؤتمرات ومبادرات تهدف لاستقرار المجتمع وتطويره وحمايته من الكثير من السلبيات المحيطة بنا خاصة آفة التطرف والإرهاب، لافتا إلى أن مبادرة «احترامك للقانون.. احترامك لنفسك» جاءت لتجسد مفهوم العمل التطوعي، كما أن الجمعية أطلقت جائزة «الكويت للعلاقات العامة وخدمة العملاء» والتي تهدف لتطوير منظومة العلاقات العامة وخدمة العملاء في جميع الجهات الحكومية والخاصة.
وفي السياق نفسه، أكد طلال الفـضلي رئيس مركز 25، الاجتماعي، ان الهدف من إقامة الندوة هو إبراز أهمية العمل التطوعي بعدما اصبح الجزء الأساسي للمجتمع بقطاعاته الحكومية والأهلية، مبينا ان إطلاق الهيئات الحكومية والوزارات إدارات تحت مسمى إدارة العمل التطوعي في وزارة الدولة لشؤون الشباب وفي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وهيئة الشباب والرياضة، وجمعية النفع والعمل كمركز للعمل التطوعي، دليل على ان العمل التطوعي له سمة أساسية عند الفرد والمجتمع، مشيرا الى رصد الدوافع التي تدعو الى التطوع من قبل عدد من المؤسسات والمنظمات الدولية التي تقوم أعمالها على الاستعانة بالمتطوعين، والتي وجدت ان المتطوعين يختلفون في دوافعهم ورغباتهم فمنهم من يتطوع من أجل حب الآخرين وتقديم المساعدة لهم، ومنهم من أجل تكوين العلاقات الاجتماعية واستثمارها، ومنهم من أجل اكتساب مهارات وخبرات جديدة قد يحتاجها المتطوع مستقبلا في حياته العملية والتي قد لا تتوافر له إلا من خلال مراكز التطوع.
وطالب الفضلي المسؤولين بالدولة وخاصة الجهات الشبابية إقامة ملتقى يهدف الى وضع الخطة السنوية للبرامج والأنشطة من خلال الشباب والفرق التطوعية لتحقيق رغباتهم، متمنيا تفعيل دور البرلمان الشبابي الذي أعده نخبة من موظفي الهيئة العامة للشباب والرياضة، مشددا على ضرورة تفعيل خطة عمل بالاتفاق مع المتحدثين بالندوة لتـنظيم وإنشاء اتحاد الفرق التطوعية بالاتفاق مع وزارات الدولة والهيئات.
دور مركز 25 الاجتماعي
بدوره، استشهد الأمين الإقليمي للشباب في الوطن العربي دهام الدهام بمقولة صاحب الــســمـو الأمير الشيخ صـباح الأحمد «الأوطان لا تبنى إلا بسواعد شبابها»، مشيرا الى ان العمل الشبابي جزء من العمل الإنساني الذي يقوم به المتطوعين في مختلف الجوانب الحياتية بمساعدة الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، مؤكدا ان الكويت بفضل ما يقوم به صاحب السمو الأمير أصبحت مركزا للعمل الإنساني.
ومن جانبها، قالت فاطمة عبدالله الملا في كلمة نيابة عن دور مركز 25 الاجتماعي ان المركز انطلق عام 2009 من منتزه مرح لاند، وانتقل بفعاليته وأنشطته في عدة جامعات حكومية وخاصة، منها الجامعة العربية المفتوحة، وجامعة الخليج، وجامعة الكويت، والكلية الأسترالية، مشيرة الى التعاون مع عدة جمعيات نفع عام، والى تنظيم أكثر من 40 نشاطا وبرامج بمختلف المجالات الرياضية والمسرحية ومراكز الشباب والأنشطة والمعسكرات الشبابية والبرامج الخارجية بالتعاون مع الهيئة العامة للشباب والرياضة.
وأوضــحت الــملا ان المركز قدم عـدة برامج توعوية منها حملة العصير مقابل السيجارة والحملة الـتوعوية الإرشـاديـة لانتخابات مجلس الأمة تحت شعار التغير بين القبول والرفض، إضافة الى الدورات التدريبية في مختلف المجالات.
|
|
جانب من الحضور (هاني عبدالله) |
|
|
الشيخة انتصار المحمد الصباح |
|
|
د.بدر الدويش |
|
|
جمال النصرالله |
|
|
المشاركون في الندوة |
|
|
طلال الفضلي
|
المصدر : هالة عمران \ جريدة الانباء