[COLOR=#000000][B]غمرتهم مشاعر الطمع، فانتزعوا منها سهماً مسموماً ليطعنوا به والدهم الذي طعنه العمر قبل أن يفعلوا به، أمضى عمره في الكد والكدح، متنقلاً بين المهن المختلفة، ليرى ثمره كده في أبنائه، فكان رد الجميل أن جعلوه ثمرتهم، ليكتشف الأب المسكين أنها كانت طيوراً جارحة، بأن غرسوا أظافرهم في أحشائه فجردوه من أمواله وومتلكاته، ليعيش باقي عمره في الشارع، لا يعرف إلى أين يذهب، ولا أين يبات، ولا من أين يأكل. فقد تحوّلت قضية «صك ولاية» إلى قضية عقوق وقع ضحيتها مسنّ سعودي في الثامنة والثمانين من عمره في مركز الثقبة بمحافظة الخبر السعودية، وما إن صدر صك الولاية؛ حتى هرع الأبناء إلى تركة أبيهم «الحيّ»؛ واضعين أيديهم على غنمه وحديده.. وقبل ذلك على منزله الذي يؤويه. وما إن علموا برصيده الذي يبلغ 800 ألف ريال في حسابه المصرفيّ؛ حتى ركضوا إلى البنك، وبموجب صك الولاية نفسه سحبوا المبلغ كاملاً على ثلاث دفعات خلال يومين اثنين فقط. وبدلاً من الالتزام بصكّ الولاية الذي أوكل إلى احدهم الرعاية؛ تُرك الأب المسنّ للشوارع والمساجد وبيوت الأقارب متنقلاً بينها يأكل منها شفقهً وإحساناً. ولم يتبقَّ له من جميع ما يملك إلا عكّازه الذي يتوكأ عليه، ويُعينه على مراجعة المحاكم والشرَط والأجهزة الحكومية متظلماً مما يصفه عقوقاً من أبنائه، حسب صحيفة الشرق السعودية. لكنّ الصدمة باغتته من أبنائه الخمسة الذين بدأوا معركتهم ضده لإثبات اختلاله العقلي، لتتعقّد الأمور في وجهه بسرعة، وتُرسم له صورة شخص «مصاب باختلال في العقل وفاقد للأهلية». والأشد قسوة من هذا الوصف هو أن ابنه الأكبر الذي يعدّه عاقاً هو الوليّ الشرعي المسؤول عنه وعن أمواله وممتلكاته. الابن الذي ربّاه هو رأس الحربة في معاركه، وهو الذي اصرّ على وراثته حياً، وهو الشخص الذي نجح في أن يُنظر إليه على انه «مجنون». يقول :«لا اعرف إلى أين أذهب، ولا أين أبات، ولا أين اكل.. قالوا عني مخبول، سرقوا غنمي، وحديدي، وطردوني من بيتي، وسرقوا فلوسي من البنك، وزوّجوا ابنتي دون إذني».. و«كلما رفعت دعوى ضدّهم ردّوا عليّ بصك الولاية الذي حُكم فيها دون حضوري». يأخذه الانفعال والحسرة فيذكر مفردات صعبه يقول إن أبناءه وصفوه بها.. «جرجروني أربعة اشهر في المستشفيات بدعوى أنني مريض وغير سويّ».. يضيف «استغلّوا كبر سني وضعفي.. فهل يصحّ أو أورَث وأنا على قيد الحياة وأتمتع بصحة جيدة؟».[/B][/COLOR]