تأسست في 20 اكتوبر 2009
كل عام وأنتم بخير.. «شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر.. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر».. صدق الله العظيم.. أسئلة كثيرة تدور حول فريضة الصيام.. والأحكام الخاصة بذوى الاحتياجات الخاصة.. وفى ضيافة الدكتورة آمنة النصير، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر.
نجيب عن بعض التساؤلات التى يطرحها ذوو الإعاقة وأسرهم حول الصيام وقضايا أخرى.
بداية تسأل الأم لإحدى البنات عمرها 22 عاماً تعانى من إعاقة عقلية وجسدية تقول ابنتى لا تعرف شيئاً ولا تتكلم ولا تستطيع المشى ولا تستطيع حتى إطعام نفسها.. فما حكمها مع الصيام، والإجابة أن التكليف شرطه العقل وكل من هو غير عاقل فهو غير مكلف ولا تجب عليه صلاة أو صوم أو حج أو زكاة.. وتقول الدكتورة آمنة النصير: إن الإعفاء من الصيام لمعدومى القدرة على استيعاب مفهوم الصيام وعدم القدرة الصحية الجسدية والفيصل هنا هل لدى الشخص العقل الذى يدرك به فرضية الصيام حتى يصبح مكلفاً أم سقوط التكليف فيشمل أياً ضياع الصحة أو غياب الإرادة، فقد يكون الفرد من ذوى الإعاقة لكنه يمتلك الإرادة ومتوازناً وواعياً وفى الفلسفة الإسلامية تقول إن العقل مناط التكليف، فإذا سقط العقل يسقط التكليف الآن أيضاً يتعلق بالمشقة وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فالمشقة تبيح الإفطار على أن يطعم المفطر مسكيناً عن كل يوم إفطار وسحور، فإذا لم يستطع يعفى الله عنه.
> ويسأل أحد الآباء عندى ابن أصم أبكم فهل هو مكلف وعليه واجبات شرعية؟
– يقول الله تعالى فى سورة التغابن: «فاتقوا الله ما استطعتم»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا أمرتكم بأمر أتوا منه ما استطعتم».. وفى هذه القضية تقول الدكتورة آمنة النصير قلنا إن فاقد الأهلية قد لا يملك أدوات الحفظ والنطق لكن إذا كان يسمع عن طريق «سماعه» فى الممكن أن نسمعه إذاعة القرآن الكريم كنوع من الترويج عن النفس ومن جهة التكليف فهو مكلف قدر استطاعته وامتلاكه لآلية فهمها وإدراكها فإذا امتلك هذه الآلية فعليه أن يؤدى عنه ما يلزم من كل الفرائض وعلينا أن نفهمه باللغة التى يفهمها وعليه أن يتقى الله ما استطاع يؤدى الواجبات ويترك المحرمات ويتفقه فى الدين حسب قدرته بأى وسيلة سواء بالمشاهدة أو الكتابة أو الإشارة.
> هل الأب أو الأم ملزم بالصيام قضاء الابن غير القادر؟
– إذا حدث ذلك يكون نوعاً من «الفضل» والمحبة والمودة بين الآباء والأبناء لكن الولى غير مكلف بذلك.
> هل سيؤدى عنه الزكاة؟
– الأب مكلف بالإنفاق على ابنه وبالتالى فعليه أن يزكى عنه أما إذا كان الابن يملك المال وقد بلغ العمر.. فمن الممكن أن يزكى من ماله ويطهره له.
> إحدى الأمهات تسأل.. هل إيداع الابن المعاق مركزاً خاصاً لرعايته جائز شرعاً؟
– إذا كان الولد عاجزاً عن خدمة نفسه وهم غير قادرين «صحياً وجسدياً» على إعاقته يجوز لهم ذلك.. أما إذا تم إيداعه فى مركز خاص كنوع من إلقاءالمسئولية عنهم أو امتعاضاً واعتراضاً.. إن ذلك فعل بغيض فهم بذلك فقدوا الخيط الذى يربطهم به جناحى الرحمة.. فخدمة هذا الابن لوجه الله ويكون لهم شفيع يوم القيامة ويدخل الأب أو الأم الجنة بسبب هذا الابن.
المصدر: جريدة الوفد
