يعتبر اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ، او اضطراب فرط النشاط / الحركة (ADHD)، حالة مزمنة تصيب ملايين الاطفال وتلازمهم حتى في مرحلة البلوغ. من المشكلات التي يتم نسبها الى اضطراب الانتباه والتركيز: نقص الانتباه (Lack of attention), فرط النشاط / الحركة (Hyperactivity) والسلوك الاندفاعي (Impulsive behavior).
يعاني الاطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب، بشكل خاص، من تقييم ذاتي متدن, علاقات اجتماعية اشكالية وتحصيل متدن في الاطر التعليمية.
وبالرغم من ان العلاج المتوفر لهذا الاضطراب ليس قادرا على شفائه، الا انه قد يساهم في معالجة اعراض الاضطراب. ويشمل العلاج، عادة، الاستشارة النفسية او تناول العقاقير الدوائية المناسبة، او قد يتمثل في الدمج بين كليهما.
وقد يثير تشخيص الاضطراب مشاعر الخوف، بل الرعب. كما قد تشكل الاعراض التي تصاحب الاضطراب تحديا يتحتم على الاهل والاطفال، على حد سواء، مواجهته. الا ان علاج هذا الاضطراب قد يشكل نقطة تحول ايجابية، وبالتالي قد يبلغ معظم الاطفال الذين يعانون من الاضطراب ليصبحوا فعالين, مفعمين بالحياة وناجحين.
»أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة
يتكون مصطلح ADHD من دمج بين مصطلحين يعبران عن اضطراب الانتباه والتركيز (Attention Deficit Disorder – ADD)، المصحوب باضطراب فرط النشاط (Hyperactivity). ويعبر المصطلح ADHD عن المركبين الاساسيين للاضطراب: نقص الانتباه، بالاضافة الى فرط النشاط المصحوب بالسلوكيات الاندفاعية (Impulsivity/Impulsiveness).
ورغم ان قسما من الاطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه والتركيز المصحوب بفرط النشاط (ADHD)، يعانون من جانب واحد من هذه المعادلة، الا ان معظم الاطفال يعانون من المزيج الذي يشمل الاضطرابين معا (اضطراب نقص الانتباه والتركيز واضطراب فرط النشاط). وتظهر العلامات والاعراض الاولى للاصابة باضطراب ADHD عند القيام بفعاليات تتطلب التركيز وبذل مجهود فكري، على وجه الخصوص.
تظهر علامات واعراض اضطراب ADHD ، لدى معظم الاطفال الذين يتم تشخيص اصابتهم به، قبل بلوغهم سن السابعة. حتى ان الاعراض الاولى يمكن ان تظهر، لدى بعض الاطفال، في سن اصغر، كان تظهر في فترة الرضاعة، مثلا.
من الاعراض التي تدل على الاصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز:
عدم قدرة الطفل، في اغلب الاحيان، على الانتباه للتفاصيل او ارتكابه بعض الاخطاء الناجمة عن قلة الانتباه في تحضير واجباته المدرسية، او عند قيامه بنشاطات اخرى
عدم قدرة الطفل، في معظم الاحيان، على البقاء منتبها ومتيقظا اثناء القيام بمهام معينة، واجبات مدرسية او اثناء اللعب. فيبدو الطفل كانه غير منصت لما يقال له، حتى عندما يتم التوجه اليه بشكل مباشر
يظهر الطفل صعوبة في تنفيذ التعليمات او تتبعها، ولا ينجح، في معظم الاحيان، في اتمام واجباته المدرسية، واجباته البيتية او واجبات اخرى
يظهر الطفل صعوبة في التنظيم اثناء تحضير الواجبات المدرسية او خلال تنفيذ مهام اخرى
يتهرب الطفل من تنفيذ الواجبات التي لا يحبها والتي تتطلب بذل مجهود فكري، مثل الواجبات المدرسية في المدرسة او الوظائف البيتية
كثيرا ما يميل الطفل المصاب بهذا الاضطراب الى اضاعة اغراضه، مثل الكتب، الاقلام الالعاب والادوات
يمكن الهاء الطفل المصاب بهذا الاضطراب، بسهولة فائقة
كثيرا ما يميل الطفل الى نسيان بعض الامور
يظهر الطفل التبرم وعدم الارتياح، يتحرك بعصبية ويتلوى كثيرا
يميل الطفل الى ترك مكان جلوسه في الصف، كثيرا، او يجد صعوبة في الجلوس في مكانه لفترة زمنية طويلة في الحالات التي يتوقع منه ذلك
يميل الطفل الى الركض او التسلق، واحيانا كثيرة يقوم بهذه التصرفات بشكل مبالغ فيه وبشكل لا يتناسب مع الوضع
لا يستطيع الطفل، في معظم الاحيان، اللعب بهدوء وسكينة
يظهر الطفل دائم النشاط والحركة في معظم الاوقات
يميل الطفل الى التحدث بصورة مفرطة
يميل الطفل الى الاجابة قبل الانتهاء من سماع السؤال (قبل سماع السؤال كاملا)
لا يستطيع الطفل، في معظم الاحيان، انتظار دوره والالتزام بالدور
يميل الطفل الى مقاطعة الحديث او التشويش عندما يتحدث اخرون او يلعبون
من الاعراض التي تشير الى اضطراب فرط النشاط والسلوك الاندفاعي:
هنالك اختلاف في سلوكيات المصابين باضطراب ADHD بين البنين والبنات:
يغلب فرط النشاط على تصرفات البنين بينما يغلب نقص الانتباه على البنات
يتمثل نقص الانتباه لدى الفتيات في احلام اليقظة، بالاساس، بينما يتمثل فرط النشاط لدى البنين في الميل للعب او الانشغال بامور عبثية غير محددة الهدف
يميل البنون الى ان يكونوا اقل انصاتا واتـباعا لتعليمات معلميهم او غيرهم من البالغين، مما يجعل الاشكالية في تصرفاتهم ملحوظة وبارزة اكثر
اذا لاحظتم بان بعض تصرفات طفلكم تتسم بفرط النشاط او نقص الانتباه بشكل متواتر، فقد يكون هنالك مكان للشك بان تصرفات طفلكم ناجمة عن الاصابة باضطراب ADHD، وذلك في حال:
استمرار هذه التصرفات لمدة زمنية تزيد عن الستة اشهر
ظهور هذه التصرفات في اكثر من اطار واحد (غالبا، في المدرسة وفي البيت، على حد سواء)
اذا كان الطفل يشاغب ويثير الازعاج في المدرسة بشكل دائم، سواء خلال اللعب او اثناء القيام بالنشاطات اليومية الاخرى
اذا كانت علاقات الطفل في تعامله مع البالغين او مع اقرانه من الاولاد تتسم باثارة المشاكل
السلوكيات العادية مقابل السلوكيات في اطار ADHD:
يعاني معظم الاطفال المعافين من نقص في الانتباه، من فرط الحركة للاطفال او من سلوكيات اندفاعية في مرحلة ما من سني حياتهم.
فعلى سبيل المثال، قد يقلق الاهل تصرف طفلهم ابن الثالثة اذا لم يصغ لقصة يقصونها عليه من بدايتها وحتى نهايتها، فيخالجهم الشك بان عدم اصغائه للقصة كاملة نابع من اصابته باضطراب ADHD .
لكن معظم الاطفال في سن ما قبل الدخول الى المدرسة يميلون الى التركز لفترات زمنية قصيرة، وبالتالي فليس بمقدورهم مواصلة القيام بنشاط واحد لفترة زمنية طويلة، نسبيا. اضف الى ذلك، ان مجال التركيز لدى الطلاب في السن المدرسية، او حتى لدى البالغين، يتعلق، احيانا كثيرة، بمدى اهتمامهم بموضوع النشاط.
وقد يكون بمقدور المراهقين، مثلا، سماع الموسيقى او التحدث الى اصدقائهم على امتداد ساعات، بينما يستصعبون التركيز لوقت طويل عند تحضير واجباتهم ووظائفهم المدرسية في البيت.
وينطبق هذا الامر على فرط النشاط، ايضا. فالاطفال يتمتعون بحيوية عالية بشكل طبيعي، اذ يسببون لابائهم الاجهاد والتعب قبل ان يصابوا هم انفسهم بالتعب. وفي بعض الحالات، قد يصاب الاطفال بفرط النشاط بعد ان يصابوا بالاجهاد، الجوع، القلق او عند انكشافهم لبيئة جديدة.
وبالاضافة الى ذلك، فان بعض الاطفال، بطبيعتهم، هم اكثر حيوية من غيرهم. ولذلك، لا ينبغي تصنيف اي طفل على انه مصاب باضطراب ADHD لمجرد كونه يختلف، من حيث التصرفات، عن شقيقه او عن اقرانه، فقط.
ولا يصح تصنيف الاطفال الذين يظهرون بعض الاشكاليات في تصرفاتهم في اطار المدرسة، فقط، بينما تكون تصرفاتهم اعتيادية في المنزل او عند اللعب مع اصدقائهم، على انهم مصابون باضطراب ADHD. وينطبق هذا الامر على كلا النوعين، اي الاطفال المصابين باضطراب فرط النشاط، وكذلك المصابين باضطراب نقص الانتباه، طالما لا تلحق تصرفاتهم الضرر بعلاقاتهم مع اصدقائهم او باداء واجباتهم المدرسية
»أسباب وعوامل خطر قصور الانتباه وفرط الحركة
يميل كثيرون من الاهالي الى القاء اللوم على انفسهم عند تشخيص اصابة طفلهم باضطراب ADHD , الا ان الباحثين يزدادون اقتناعا، مع مرور الوقت، بان العوامل المسببة للاضطراب تعود الى الصفات الوراثية، لا الى الاختيارات السيئة، او المغلوطة، التي يقررها الاهل.
وفي الوقت ذاته, هنالك عوامل بيئية معينة قد تؤثر على تصرفات الطفل او قد تفاقم حدتها.
وبالرغم من انه لم يتم الكشف الا عن القليل من خبايا اضطراب نقص الانتباه والتركيز, الا ان الباحثين قد تمكنوا من تحديد بعض العوامل التي يمكن ان يكون لها تاثير على هذا الاضطراب:
تغيير في بنية الدماغ او ادائه: بينما لا يزال المسبب الدقيق لاضطراب ADHD مجهولا، بينت مسوحات الدماغ حدوث تغييرات هامة في بنية الدماغ وادائه لدى الاشخاص المصابين بهذا الاضطراب. فقد لوحظ، مثلا، وجود نشاط متدن في المناطق الدماغية المسؤولة عن النشاط والانتباه.
الوراثة: يبدو ان اضطراب ADHD ينتقل وراثيا، من جيل الى جيل. فقد دلت الابحاث على ان واحدا من كل اربعين طفلا يعانون من الاضطراب لديه قريب عائلي واحد، على الاقل، يعاني من الاضطراب ذاته.
تدخين الام خلال الحمل، استعمال مواد تسبب الادمان والتعرض للمواد السامة: المراة الحامل التي تدخن تزيد من احتمال ولادة طفل يعاني من اضطراب نقص الانتباه والتركيز. كما ان الافراط في تناول المشروبات الروحية وتعاطي المواد التي تسبب الادمان اثناء فترة الحمل من شانه ان يسبب هبوطا في نشاط الخلايا العصبية (العصبونات – Neurons) التي تنتج الناقلات الكيميائية بين الاعصاب (Neurotransmitter). كما تكون النساء الحوامل اللواتي يتعرضن لملوثات بيئية سامة اكثر عرضة لولادة اطفال مع اعراض اضطراب نقص التركيز والانتباه.
وتشمل عوامل الخطر التي تزيد احتمال الاصابة باضطراب نقص الانتباه والتركيز:
تعرض الجنين الى مواد سامة
التدخين, شرب الكحوليات او تعاطي المواد التي تسبب الادمان، في فترة الحمل
تاريخ عائلي من الاصابة باضطراب ADHD او باضطرابات سلوكية او نفسية اخرى
الولادة المبكرة (preterm birth)
يظهر اضطراب ADHD، في الغالب، مصحوبا بظواهر اخرى، من بينها:
فرط الدرقية (Hyperthyroidism)
عسر تعلمي، او عبقرية
اضطراب المعارضة والتمرد (Oppositional Defiant Disorder – ODD)