أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي بالتعاون مع جمعية صندوق إعانة المرضى، حملة توعية حول الداء المفصلي الالتهابي (الروماتويد)، تحت شعار (معا نتحدى الروماتويد)، وتهدف إلى نشر المعرفة حول هذا الداء الذي تبلغ عدد الإصابات فيه بالكويت نحو 30 ألف إصابة ما بين كويتيين ومقيمين.
وتأتي جهود الجمعية بالاستناد إلى مسؤوليتها الاجتماعية بالتزامها بمساعدة المرضى الذين يعانون من هذا الداء وتوفير الإرشاد اجتماعيا ونفسيا للمصابين، وتأمين العلاج المناسب لهم لمساندتهم على تخطي المرض والتأقلم مع وضعهم.
وقد حضر المؤتمر الصحافي كل من السادة، نائب رئيس مجلس الإدارة في جميعة الهلال الأحمر الكويتي، أنور الحساوي، ورئيس مجلس إدارة جميعة صندوق إعانة المرضى عجيل الطوق، ومدير رئيس اللجنة الطبية في جمعية صندوق إعانة المرضى، د.محمد الشرهان، واستشاري الروماتويد في مستشفى الصباح، د.فيصل الصقعبي، ورئيس رابطة الروماتويد واستشاري الروماتويد، د.أحمد ثويني العنيزي.
الهلال الأحمر.. العمود الفقري
وأبرز أنور الحساوي في خطابه إلى الإعلاميين، هدف الجمعية من إطلاق حملة التوعية حول داء الروماتويد، وهو يتماشى مع أهدافها في مساندة وتقديم الدعم للمعسرين والمرضى ممن أقعدهم المرض، وحال دون كسب عيشهم، وتقديم المساعدة للمرضى المحتاجين في المجالات كافة، وذلك عبر اللجنة الطبية بالجمعية، والتي تعتبر الركن الأهم والعمود الفقري بها، وهي تتولى استقبال الحالات المرضية التي تتقدم لطلب المساعدة، وتتولى دراسة وبحث وفحص الطلبات المقدمة بعناية فائقة من خلال الباحثين والأطباء المختصين الذين يحرصون على الشفافية الكاملة في تقديم المساعدات لمصلحة المريض والمتبرع في الوقت نفسه.
وأشار إلى أن اللجنة قد قدمت الأدوية اللازمة إلى عدد كبير من المصابين في 2014، مشيرا إلى أن اللجنة تسعى إلى توفير مبلغ 500 ألف دينار لتغطية علاج أكثر من 60 مريضا على لائحة الانتظار، فلا يخفى على أحد أثر إعادة 150 فردا من المرضى المقعدين بسبب حالتهم الصحية المتردية لممارسة حياتهم الطبيعية وعملهم وإعالة أسرهم.
وختم الحساوي: «نهيب من خلال جمعنا هذا وحضور وسائل الإعلام بأصحاب الأيادي البيضاء من المحسنين وأهل الخير من داخل وخارج الكويت بالمساهمة من خلال جمعية الهلال الأحمر الكويتي في تخفيف الآلام والمعاناة عن الحالات المتراكمة على قوائم الانتظار لكي تتمكن من العودة إلى الحياة الاجتماعية والعملية».
الأعداد في تزايد
بدوره، تحدث رئيس مجلس إدارة جمعية صندوق اعانة المرضى، رئيس مجلس إدارة جمعية صندوق إعانة المرضى د.محمد الشرهان: «إننا وفي إطار المشاركة المجتمعية بيننا وبين جمعيات النفع العام المختلفة، ومنها جمعية الهلال الأحمر الكويتي، سعينا إلى عمل حملة مشتركة فيما بيننا لمساعدة مرضى الروماتويد الآخذة أعدادهم بالتزايد في الكويت ضمن أهداف الجمعية في مساعدة المرضى المعسرين بمختلف الأمراض من دون التمييز بين المرضى في تقديم المساعدة بسبب جنسية أو مذهب. وإن جمعية صندوق إعانة المرضى تسعى جاهدة إلى توفير كل الدعم اللازم لمساعدة المرضى عبر توفير العلاج لهم لمساعدتهم في الانخراط بالمجتمع كأعضاء فاعلين يستطيعون الاعتماد على أنفسهم».
وأضاف الشرهان: «الجمعية قدمت المساعدة بالأدوية لعدد 140 حالة مصابة بالروماتويد خلال عام 2014 من الفئات العمرية المختلفة بتكلفة وقدرها 300 ألف دينار تقريبا، وهناك قائمة انتظار تتعدى 60 حالة تتطلب رصد ميزانية كبيرة تتعدى نصف مليون دينار لتغطيتها، بالإضافة إلى الحالات السابقة، ومما دعانا إلى القيام بهذه الحملة لطلب المشاركة المجتمعية في مساعدتنا في تحمل تكاليف علاج هذه الحالات الإنسانية لتحويلهم إلى عنصر فاعل في المجتمع».
مرض التهابي مزمن
بدوره، تحدث استشاري الروماتويد في مستشفى الصباح، د.فيصل الصقعبي، عن خطورة داء الروماتويد أو الالتهاب المفصلي، حيث أشار الى أن «الروماتيد» هو مرض روماتيزمي التهـابي مزمن، يعمل خلاله الجهاز المناعي في الجسم نتيجة خلل معين على إصابة غضاريف المفاصل وإتلافها. وتزداد نسبته بثلاثة أضعاف لدى النساء مقابل الرجال، وخصوصا ممن هن في منتصف الثلاثينيات وما فوق. وتظهر أعراض الروماتيد في الشعور بألم بمفاصل اليدين وخصوصا خلال الليل، إضافة إلى حدوث ورم وسخونة واحمرار وتورم، وكثيرا ما ينتقل المرض تدريجيا إلى مفاصل الجسم الأخرى.
وأوصى د.الصقعبي بعدم تجاهل العلاج والذهاب إلى طبيب الروماتزم المختص، لأنّ التأخير يتسبب في حدوث اعوجاج وتشوهات في شكل اليدين، والتي قد تسبب لاحقا إعاقات وعاهات دائمة، أي أنّ الاكتفاء بالمسكنات قد يوقف الألم، ولكن لا يعالج المرض، ما يؤدي إلى تفاقم الحالة وتطورها وانتشارها في الجسم.
وبعد تشخيص المرض وإعطاء الأدوية اللازمة التي تمنع تفاقم المرض مثل الأدوية الحيوية وغيرها، قد تتطلب الحالة اللجوء للعلاج الطبيعي اللازم للحفاظ على حركة المفاصل وتقوية العضلات. وبإمكان نسبة كبيرة من المرضى العودة إلى ممارسة حياتهم بعد فترة من البدء بتناول الأدوية والعلاجات الأخرى.
ولخص أهم ما يجب اتباعه من سلوكيات حياتية قبل مرضى الروماتزم عموما وغير المرضى، كذلك بهدف الحفاظ على سلامة المفاصل والأربطة وتجنب الإضرار بها قدر الإمكان، فذكر ضرورة الانتباه وتوخي الحذر عند حمل الأغراض، والحرص على عدم حمل الأغراض الثقيلة وتجنب الانحناء للأسفل والنهوض بشكل
خاطئ ومفاجئ.
كما شدّد على ضرورة الجلوس بوضعية مستقيمة خلال أوقات العمل على الكمبيوتر وعند مشاهدة التلفاز في المنزل وفي أي وقت، مع سند الظهر وعدم البقاء على نفس وضعية الجلوس لفترات طويلة، وهو أمر بالغ الأهمية لتجنب الضغط وإحداث إجهاد على المفاصل والأربطة.
الأطفال معرضون للإصابة
إن الأطفال معرضون كالكبار إلى الإصابة بداء الروماتويد أو الالتهاب المفصلي، وذلك على عكس الرأي السائد، كما أكد د.أحمد العنيزي، استشاري الروماتويد ورئيس رابطة الروماتويد في الكويت، أن من بين كل 100 ألف طفل ثمة 16 طفلا مصابا بالروماتويد في الكويت، وهو مرض صعب يؤثر في النمو الكلي للطفل بشكل عام، وعلى نمو المفاصل والأطراف بشكل خاص، ما من شأنه أن يجعل حياتهم اليومية على قدر عال من الصعوبة.
وشدد د.العنيزي على أهمية زيادة درجة الوعي حول داء الروماتويد بين الأهالي وعموم المجتمع الكويتي، حيث أوضح أن أي تأخير في علاج الأطفال المصابين بالروماتويد سوف يعرضهم بقوة الى آثار جانبية خطيرة، ما يؤثر سلبا بدوره في حياتهم، ومن عيش طفولتهم على النحو الذي يجب أن تكون عليه، إضافة إلى ذلك، فإن حملة التوعية حول الروماتويد التي تطلقها جمعية الهلال الأحمر الكويتي بالتعاون مع صندوق إعانة المرضى تتضمن العديد من الأنشطة، منها توزيع منشورات التوعية في المجمعات التجارية وإرسال الرسائل النصية وغيرها من الأنشطة وهي مستمرة على مدة ستة أشهر.
المصدر : جريدة الكويتية