أهدت طالبة مدرسة الرجاء الثانوية آية محمد سويد والحاصلة على المركز الثاني في التربية الخاصة بالقسم العلمي بنسبة %94.11 إلى والدتها التي ساندتها منذ دخولها الصف الأول الابتدائي حتى تفوقها في الاختبارات النهائية للثانوية العامة، حتى انضمامها إلى قافلة الطلبة الأوائل على مستوى الكويت من ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم إلى والدها الذي لم يقصر معها في توفير احتياجاتها بشكل دائم وفقاً لقولها. ولفتت إلى صعوبة اختبار مادة الكيمياء من حيث الأسئلة الكثيرة والمعقدة بخلاف بقية الاختبارات، مشيرة إلى نيتها لدراسة علم الحاسوب، نظراً لسهولة هذا المجال وملاءمته مع ظروف ذوي الإعاقة الحركية.
المصيليخ الثالث بـ 91.16% (علمي)
عيني على {الهندسة الميكانيكية}
هزم إعاقته الحركية الشديدة بسلاح الارادة والأمل، وحارب المستحيل من أجل تحقيق الانتصار والتفوق أسوة بأقرانه الأسوياء، هذه هي حال المتفوق حسين عادل عبدالله المصيليخ بمدرسة الرجاء الثانوية للبنين – للقسم العلمي، والحاصل على نسبة 91.16./. وكشف عن رغبته في دراسة الهندسة الميكانيكية في أميركا على خطى شقيقته، واصفا مستوى الاختبارات بالمعتدلة، في حين أن أصعبها كانت الكيمياء. في المقابل اتسم اختبار الرياضيات بالمرونة.
كما أشاد بالآلية الحديثة التي وضعت لذوي الاعاقة الحركية عن طريق توفير الاختبارات الموضوعية في المواد العلمية، لتيسير حل الاختبارات على غير القادرين على الكتابة.
وفيما اشتكى من عدم توفير البيئة التعليمية المناسبة، بالنسبة لذوي الاعاقة الحركية من حيث المصاعد والمواقف المختطفة، وكذلك دورات المياه، أشار إلى الاحتياجات اللازمة التي يوفرها عدد من الجامعات الخاصة بالنسبة لهذه الشريحة، الأمر الذي يدفع العديد منهم للإقبال عليها، كونها بيئة تعليمية مناسبة لهم.
وطالب بتخصيص لجنة لذوي الاحتياجات الخاصة في الجامعة لتقديم الدعم والمساندة للطلبة المستجدين، لافتا إلى عدم وجود تخصص للطب البشري بالنسبة لذوي الاعاقة.
وقال والد حسين عادل، وهو أيضاً من ذوي الاعاقة الحركية (يعاني من لين عظام منذ الولادة)، على الرغم من أن الكويت من الدول السباقة في مجال رعاية ذوي الاعاقة والاهتمام بهم، مقارنة بالدول الأخرى، فإن ثمة صعوبات تعترض الطلبة في بعض المرافق بما فيها الجامعة، مثل انعدام المصاعد والرامات، فضلا عن المواقف المنتهكة. وبحكم عمله السابق كمدرس للصم، وأمينا للمكتبة، انتهز حسين الفرصة للبوح بهموم هذه الشريحة التي تعاني من السلم التعليمي المحدود، معتبرا أن التعليم ضعيف بالنسبة للصم، وليس له مستقبل على حد قوله، إضافة إلى صعوبة التواصل معهم نظرا لانعدام وعي المجتمع بثقافة لغة الإشارة، مما يعيق التواصل معهم وتحقيق الدمج المجتمعي، علاوة على أن أغلبية مترجمي لغة الإشارة غير متخصصين.
أسيل العنزي حازت %90.73
سوق العمل غير مهيأ.. والتدريس الخيار الوحيد
«تحدوا الذات والمجتمع بقدراتكم.. ولا تنظروا إلى إعاقتكم»، نصيحة وجهتها المتفوقة أسيل عوض بردان العنزي (كفيفة) بمدرسة النور الثانوية – بنات المشتركة للقسم الأدبي، والحاصلة على نسبة 90.73./. لأقرانها المقبلين على المرحلة ذاتها، مهدية نجاحها إلى الأهل والأصدقاء وأعضاء الهيئة التدريسية.
وتمنت أن تدرس التاريخ بجامعة الكويت حبا في هذا التخصص، مقدرة دور والديها وتشجيعهم الدائم لها.
واستعرضت جملة من الصعوبات التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة، منها عدم تهيئة سوق العمل بالنسبة للمكفوفين، مشيرة إلى محدودية نطاق الوظائف وقصرها على مهنة التدريس، إضافة إلى عدم توفير الأجهزة والمعينات الحديثة التي تواكب مستجدات العصر بالنسبة للطلبة المكفوفين. فالبيئة المدرسية غير مهيأة بالشكل الذي يتناسب وظروفهم، فضلا عن انعدام وعي عدد من أعضاء الهيئة التدريسية بآلية التعامل مع الطالب الكفيف.
ورسمت خريطة طريق لتحقيق التفوق عن طريق تنظيم الوقت وتحديد الهدف مقرونا بالطموح إلى جانب رضا الوالدين.
«الطموح يهزم المستحيل»
الهاجري: فقدت بصري لكن بصيرتي سلاحي
«الإعاقة دافعي للنجاح، وهي من أشبعت حياتي بمعناها»، هكذا عبّر المتفوق راشد ناهي عبدالهادي الهاجري (كفيف) والحاصل على نسبة %90.91 في مدرسة النور الثانوية – للبنين، عن فرحته العارمة بالتفوق الذي حصده، مضيفاً «كل لحظة تعب في الدراسة تجاوزتها بإرادتي»، مؤكداً أن الطموح يهزم المستحيل.
وقال: إن كنت فقدت بصري، فإن بصيرتي سلاحي للطموح والتفوق. وأشار إلى صعوبة مادة الفلسفة التي تعتمد على مربع أرسطو، في حين أننا نعتمد على الخيال لتثبيت المعلومة وجهود المعلمين، حيث إننا عاجزون على رؤية الرسومات، لافتاً إلى أن اختبار اللغة العربية كان من أصعب الاختبارات، بخلاف التربية الإسلامية التي اتسمت بالسهولة.
واعتبر أن ظاهرة الدروس الخصوصية شر لا بد منه، حيث يعتمد على حاسة السمع في تحصيل المادة العلمية وفهمها جيداً، مؤكداً أهمية تضافر الجهود الفردية والأسرية والإدارية في تحقيق النجاح المنشود.
ورغم حلمه بأن يحجز مقعداً له في كلية الحقوق شغفاً بهذا التخصص، فقد انتقد محدودية نطاق الوظائف، لا سيما المجال القانوني وقصره على الأصحاء فقط، اعتقاداً بأن الكفيف عاجز عن أداء مهامه على أكمل وجه، وأن قدراته محدودة، ضارباً المثل بالسابقين من أقرانه المكفوفين ممن كانت لهم بصمات واضحة في مجال الحقوق.
وطالب الهاجري بالمساواة في الحقوق الوظيفية لذوي الإعاقة، وتوفير جميع المعينات اللازمة لهم، مؤكداً أن الإعاقة موجودة، ولا يمكن إنكارها، كما أننا قادرون على العطاء.
وفضّل الدمج الوظيفي القائم على تفعيل دور المعاق وإثبات ذاته، فضلاً عن الدمج التعليمي في المراحل المدرسية وليس الأكاديمي، مبرراً السبب بعدم وعي المجتمع بآلية التعامل مع ذوي الإعاقة بشكل عام والمكفوفين خصوصاً، فضلاً عن عدم احترام هذه الفئة، فبعض سلوكيات الأفراد تمثل عامل هدم لنفسية ذوي الإعاقة.
تبسيط المناهج
طالب ذوو الاحتياجات الخاصة بتبسيط المناهج، وتوفير التسهيلات اللازمة، خاصة لحالات العلاج بالخارج الذين يستدعي بقاؤهم في الخارج لعدة أشهر، مما يؤدي إلى تراكم المواد الدراسية عليهم، مدللا على ذلك بحالة ابنته المقبلة على الثانوية العامة العام المقبل.
التوحد والداون
من واقع احتكاكه بالفئات التعليمية، صنف حسين عادل ذوي الاعاقة الذهنية (التوحد والداون) ضمن الفئات الأكثر ظلما، فلا يوجد كوادر مؤهلة متخصصة في هذا المجال.
مطالب وأمنيات
لخّص المتفوقون من ذوي الإعاقة مطالبهم بتوفير المزيد من الفرص الدراسية الجامعية لهم، ومساندتهم لإكمال مشوارهم التعليمي. وتمنوا من الحكومة دعمهم وابتعاث المتميزين منهم لإكمال الدراسة في الخارج.
المصدر: مي السكري / جريدة القبس . |