0 تعليق
1979 المشاهدات

هل متعددي الإعاقات هم أنفسهم شديدي الإعاقة؟



يعتقد الكثير من المهتمين في مجال التربية الخاصة أن مصطلحي الإعاقات الشديدة ومتعددي الإعاقات هما مصطلحان مختلفان في حين يعتقد البعض الأخر أنهما كلمتان مترادفتان لمفهوم واحد .  ولكي نستطيع علمياً تحديد أي الفريقين أقرب الى الصحة, لابد أن نتطرق للتعاريف المرتبطة وكذلك المفاهيم المستخدمة

متعددي الإعاقات
وفقا للقواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية االخاصة بوزارة المعارف (1422) فإن تعدد العوق هو ” وجود أكثر من عوق لدى التلميذ من الاعواق المصنفة ضمن برامج التربية الخاصة مثل الصمم وكف البصر, أو التخلف العقلي والصمم, أو كف البصر والتخلف العقلي……الخ, تؤدي الى مشاكل تربوية شديدة ولا يمكن التعامل معها من خلال البرامج التربوية المعدة خصيصا لنوع واحد من أنواع العوق”.  التعريف يشير الى وجود إعاقتين لدى المصاب بحيث تكون إحداهما الرئيسية وهي الأكثر شدة ووضوحا وتكون الأخرى مصاحبة.  هذا النوع من الإصابة لا يمكن التعامل معه من خلال البرامج التربوية الموجودة حيث يتطلب برنامجا معد خصيصا لكي يتناسب مع الإعاقات المتعددة الموجودة لدى الشخص.

شديدي الإعاقة
يركز تعريف الإعاقات الشديدة لبريمر (1990) على أن ذوي الإعاقات الشديدة هم الأفراد الذين لا يكونون مصابين بإعاقة واحدة فقط بل يتعدى ذلك الى وجود إعاقة مصاحبة كالشلل الدماغي أو الإعاقة البصرية أو الإعاقة السمعية.  وكذلك فإن بعض ذوي الإعاقات الشديدة يكون لديهم إعاقتين الامر الذي يؤدي الى صعوبة تصنيفهم تحت إعاقة رئيسية وإعاقة مصاحبة خاصة عند ظهورهما معا في نفس الوقت  مثال الصمم وكف البصر).
ايضا هناك تعريف جمعية ذوي الإعاقات الشديدة (The Association for Persons with Severe Handicaps -TASH-)  والذي ركز على أن ذوي الإعاقات الشديدة هم “هؤلاء الأفراد من كافة الأعمار الزمنية والذين يحتاجون الى دعم مستمر ومكثف في أكثر من نشاط حياتي رئيسي من أجل المشاركة في الأنشطة الإجتماعية التكاملية وللاستمتاع بالمستوى المعيشي المتوفر لافراد المجتمع ممن يعانون من إعاقات أقل أو اكثر.  ويشمل الدعم مختلف الانشطة الحياتية المختلفة كالحركة, والتواصل, والعناية بالذات, والتعلم, والعمل, والإكتفاء الذاتي (مير, و بيك, و براون Meyer, Peck, & Brown, 1991).
عند التمعن في التعاريف السابقة سواءاً تلك من قبل الأمانة العامة للتعليم الخاص بوزارة المعارف لمتعددي الإعاقة أوتعريف بريمر لذوي الإعاقات الشديدة وكذلك تعريف جمعية ذوي الإعاقات الشديدة فإننا نجد أن التعاريف الثلاثة تكاد تحمل نفس المفهوم وإن اختلفت التسمية.  فهناك اتفاق على ضرورة وجود إعاقتين إحداهما رئيسية والأخرى مصاحبة.  كذلك صعوبة تصنيف الأفراد الذين يقعون ضمن هذا المفهوم تحت أي إعاقة منفردة.  أيضا وجوب وضع برامج تختلف في محتواها عن تلك البرامج المصممة لمن يعاني من إعاقة معينة

هذا الاتفاق لا يقتصر فقط على هذه التعريفات التى سبق ذكرها, فهناك شبه إتفاق بين جميع المراجع العلمية المختصة على إستخدام المصطلحين لتعريف نفس الفئة, فبراودير (2001) وسنيل (2000), وباتشاو (1999) يقومون بإستخدام كلا المصطلحان بشكل ترادفي للحديث عن الخصائص العامة لمن لديهم إعاقتين أو أكثر.
ومع أن مكدونالد وآخرون (1995) يتفقون على الإستخدام المترادف لكلا المصطلحين, إلا أنهم يعتقدون بوجوب التميز بينهما عند الحديث عن درجة الإعاقة.  فهم يرون ان لكل إعاقة درجات وأن هذه الدرجات تتراوح بين البسيط والشديد.  فنحن لا نستطيع أن نقول لشخص لديه إعاقة عقلية شديدة بأنه متعدد الإعاقات.  وذلك أنه فقط مصاب بإعاقة واحدة ولكنها شديدة.  الأمر أيضا ينطبق على اضطرابات التواصل والاضطرابات السلوكية والاعاقة السمعية وغيرها من الاعاقات الاخرى.
بالرغم من صحة هذه المعلومة والتي تؤكد وجود درجات في كل إعاقة تتراوح من البسيط الى الشديد, إلا أنه يجب التمييز بين الشدة في إعاقة معينة وبين مصطلح الإعاقات الشديدة.  فالمصطلح الانجليزي الذي جاء ت منه التسميات يوضح بشكل جوهري  مدى الفرق بين المصطلحين.  فمثلا الشخص الذي لديه تخلف عقلي شديد هو ( Severely Mentally (Retarded    والذي يعاني من إعاقات شديدة يطلق عليه (Person with severe disabilities (  بمعنى أن الاول لديه إعاقة عقلية شديدة والثاني لديه إعاقات شديدة.

نلاحظ هنا أن كلمة إعاقات جاءت في صيغة الجمع الأمر الذي يعني وجود أكثر من إعاقة لدى الشخص المصاب.  كذلك فإن مصطلح متعدد الإعاقات يعنى (Multiple Disabilities) وكلمة إعاقات جاءت بصيغة الجمع وتدل على نفس المعنى السابق.
جملة القول, أن التوجه الحديث في مجال التربية الخاصة لا يفرق بين المصطلحين بل يؤكد على وجودهما بشكل مترادف طالما أنهما يصفان نفس الحالة وطالما أنهما يؤكدان على ضرورة وجود منهج تربوي مصمم خصيصا لهذه الفئة بحيث يتناسب هذا المنهج مع جوانب القوة والضعف لدى الشخص المصاب.
ختاما لابد من التأكيد على أن هذا المنهج لابد أن يطبق بشكل فردي وأن يتناسب مع احتياجات كل فرد على حده, ذلك أن وجود إعاقتين أو أكثر يتطلب معرفة شدة كل إعاقة وكيفية التعامل معها.

د/ بندر ناصر العتيبي
استاذ التربية الخاصة المساعد بجامعة الملك سعود

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0