«معاناة.. وبيئة تعليمية غير مهيأة.. ومناهج بحاجة إلى تعديل، ونظام امتحانات تقليدي، ولا يتناسب مع ظروف ذوي الإعاقة». هذا أبرز ما يعاني منه ذوو الاحتياجات الخاصة أثناء فترة الامتحانات، مؤكدين ان المكفوفين والصم والبكم هم الأكثر معاناة جراء قاعات الامتحانات غير المهيأة وعدم توفير الوسائل التقنية المطلوبة، للتسهيل عليهم.
القبس رصدت أجواء الامتحانات وانطباعات عدد من طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة والمسؤولين العاملين في قطاع التربية الخاصة ورصدت معاناتهم التعليمية، حيث طالبوا بتوفير الأجواء التعليمية المناسبة التي تناسب ظروفهم، لافتين إلى مساواتهم في عملية التصحيح وآلية المراقبة وتطبيق جزاءات قانون الغش على الجميع.
وشدّد ذوو الاحتياجات الخاصة على ضرورة مكافأة المتميزين منهم، فبعض الحاصلين على معدلات عالية يُقابَلون بالتهميش، ولا يُكرَّمون من قبل الجهات المختصة!
أما مترجمو لغة الإشارة وخبراء تعليم الصم والبكم فأكدوا أن الطالب الأصم يفضل الامتحانات الموضوعية عن المقالية التي تعتمد على الشرح والتفصيل، وذلك بسبب ضعف المحصول اللغوي لديه، مشددين على تطبيق قانون الغش على الجميع من دون تمييز، كما يطول العقاب المدرس المشترك في عملية الغش، فيتم تحويله إلى الشؤون القانونية، لاتخاذ الإجراء اللازم ضده. ومن جانبهم، اكد مسؤولو هيئة الإعاقة أن ذوي الإعاقات البسيطة، الدارسين في مدارس التعليم الخاص، يخضعون لامتحانات وآلية تصحيح موحدة، في ظل توافر البيئة التعليمية المناسبة والوقت المناسب لهم، فضلا عن المتابعة الأكاديمية، لكن بعض الفئات الأخرى تحتاج إلى وقت أطول ومراعاة ظروفهم النفسية أثناء الامتحانات، وهذا يتم بالتنسيق مع وزارة التربية.
مترجم لغة الإشارة بدر الدوخي:
ضعف الحصيلة اللغوية للصم والبكم مشكلة
لم تختلف معاناة الطلبة الصم عن أقرانهم من ذوي الإعاقة، فوفق ما نقله مساعد مدير مدرسة الأمل ـــ بنين، مترجم لغة الإشارة بدر الدوخي، فإن المحصول اللغوي لدى الطلبة من ذوي الإعاقة السمعية يعتبر ضعيفاً مقارنة بالمناهج الدراسية، الأمر الذي يسبب صعوبة لديهم لاستيعابها، إضافة إلى صعوبة دراسة مناهج المرحلة الثانوية، نظرا إلى كثرة المواد الدراسية.
ولفت الدوخي إلى قلة المدرسية الأكفاء ممن يتقنون لغة الإشارة، ناهيك عن جهل غالبية أولياء الأمور بهذه اللغة، مما يسبب صعوبة في التواصل الدراسي بين الطالب وولي أمره، مطالباً بتوفير دورات تدريبية لأولياء الأمور لتعليمهم لغة الإشارة. وأشار إلى صعوبة استيعاب طلبة الصم لمفاهيم المواد العلمية، مثل الكيمياء والفيزياء والأحياء، وكذلك المعادلات الرياضية، إلى جانب قصر المدة الفاصلة بين انقطاع الدراسية وبدء الامتحانات، موضحا أن الطالب الأصم يحتاج إلى فترة أطول لدراسة المقرر الدراسي. وألمح إلى تفضيل الطالب الأصم للامتحانات الموضوعية عن المقالية التي تعتمد على الشرح والتفصيل، وذلك بسبب ضعف المحصول اللغوي لديه، مشددا على تطبيق قانون الغش على الجميع من دون تمييز، كما يطول العقاب المدرس المشترك في عملية الغش، فيتم تحويله إلى الشؤون القانونية لاتخاذ الإجراء اللازم ضده. واقترح الدوخي توفير دروس تقوية للطلبة الصم بعد انتهاء الدوام الدراسي، نظرا إلى صعوبة المناهج على أولياء الأمور وجهلهم بلغة الإشارة، ناهيك عن صعوبة حصول الطلبة على الدروس الخصوصية، مطالبا وزارة التربية بتخصيص وقت لتعليم الطلبة من هذه الفئة على الكتابة السردية (المقالية) لتعزيز اللغة العربية كتابة وقراءة بمساندة لغة الإشارة.
ولم يغفل الدوخي الحديث عن المشكلة التي تعترض خريجي المرحلة الثانوية من فئة الصم والمقبلين على الالتحاق بمقاعد الجامعة، حيث تواجههم مشكلات في المناهج وآلية التدريس، فضلا عن كيفية تواصلهم مع زملائهم من الأصحاء والكوادر التدريسية الأكاديمية.
فاقدو البصر يبوحون بآلامهم
نطالب بامتحانات بطريقة «برايل»
بينما أشاد الطلبة المكفوفون بسير العملية التعليمية وبأجواء الامتحانات التي وصفوها بــ «الجيدة»، طالبوا بحذف بعض المناهج، خاصة مادة المنطق، لأنها تحتاج دقةً وتركيزاً في المسائل والمعادلات الرياضية، وأثنى الطلبة على الخطوة التي اتخذتها وزارة التربية بشأن حذف مواد الجغرافيا والخرائط لتتناسب وقدراتهم، مطالبين بتوفير لجنة خاصة لتصحيح امتحاناتهم.
واشتكى المكفوفون من عدم توافر أوراق امتحاناتهم بطريقة «برايل»، الأمر الذي يضطرهم إلى الاستعانة بمعلم/ معلمة لقراءة ورقة الامتحان لهم، وهو ما يسبّب توتراً للطالب، لافتين إلى مشكلة دمج طالبات الصف الحادي عشر مع الثاني عشر في مدرسة النور أثناء الامتحانات.
وانتقدوا عدم مراعاتهم أثناء تصحيح الامتحانات، فضلا عن الظلم في منحهم الدراجات، مطالبين المعلمين بوضع الامتحانات كلٌّ وفق تخصصه.
لا مصاعد مهيأة.. والمواقف مختطفة!
اشتكى بعض طلبة ذوي الإعاقة الحركية من عدم ملاءمة أجواء البيئة المدرسية وظروفهم الصحية، فلا مصاعد مهيأة، ولا رامات ولا دورات مياه مناسبة، فضلا عن عدم توفير وسائل نقل مناسبة لظروفهم، الأمر الذي يزيد من الأعباء على الطلبة أنفسهم وأولياء أمورهم، إلى جانب المواقف المختطفة لطلبة الجامعة.
استراتيجية لتطوير التعليم
قدَّم د. بدر البراك جملة من المقترحات لتطوير التعليم بالنسبة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة، منها: تشجيع المدارس على التوسع في استقبال الطلبة من الإعاقات البسيطة وتحقيق الدمج التعليمي المطلوب وتوفير كل المعينات لمختلف الإعاقات.
مدير التعليم في هيئة «الإعاقة»
بدر البراك: توفير الخدمات وتذليل العقبات أمام الدارسين
أكد مدير إدارة التعليم بالهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة د.بدر البراك حرص الهيئة على متابعة طلبة ذوي الإعاقة البسيطة، الذين يتلقون تعليمهم في المدارس الخاصة (التعليم العام)، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية من خلال توفير كل الخدمات والمساعدات اللازمة لهم وتذليل كل العقبات التي تواجههم، مضيفا «إشرافنا تكميلي، ولكن الإشراف الحقيقي يتم من خلال التعليم الخاص».
وأشاد بسلاسة العملية التعليمية وبنجاح الاختبارات، لافتا إلى عدم وجود مشاكل تذكر ولا صعوبات، لاسيما في ظل استعداد الطلبة ودور وزارة التربية لتوفر كل السبل من أجل تيسير كل الصعوبات.
وأوضح أن طلبة ذوي الإعاقة البسيطة التابعين لمدارس التعليم الخاص يخضعون لامتحانات وآلية تصحيح موحدة في ظل توافر البيئة التعليمية المناسبة والوقت المناسب لهم، فضلا عن المتابعة الأكاديمية، مستعرضا ابرز المشاكل التي تعيق طلبة التعليم الخاصة من ذوي الإعاقة، منها الحاجة إلى وقت أطول ومراعاة ظروفهم النفسية، وهذا يتم بالتنسيق مع وزارة التربية، حيث يتم توفير الوقت الكافي لهم وقراءة الأسئلة، إضافة إلى توفير لجنة خاصة للحالات التي تستدعي ذلك.
لغة الإشارة الكويتية
طالب مترجم لغة الإشارة بدر الدوخي بإدخال لغة الإشارة الكويتية المحلية ضمن مناهج التربية الخاصة، بدلاً من الإشارة العربية التي تتضمن خليطاً من الإشارات من دون الاستناد على أي قواعد عربية.
دورات تدريبية
طالب خالد النقي بتخصيص دورات تدريبية لخريجي مدرسة تأهيل التربية الفكرية، كما طالب بإيجاد آلية ووسائل تعليمية معينة لطلبة ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة، لمساعدتهم على تذكر المواد الدراسية وعدم نسيانهم.
مدير مدرسة تأهيل التربية الفكرية خالد النقي:
تعديل اللوائح لتجنب رسوب طلبة «العلاج بالخارج»
أكد مدير مدرسة تأهيل التربية الفكرية خالد النقي حرص المدرسة والتزامها بتطبيق المعايير العالمية في وضع الاختبارات، وذلك حسب المستوى العام للطالب.
وبالحديث عن لجان الاختبارات وآلية التصحيح، أشار النقي إلى استعدادات المدرسة لتجهيز لجان للطلبة ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة (القابلين للتعليم)، بحيث تضم كل لجنة ما بين 10 – 12 طالبا حسب مساحة الصف مع وجود اثنين من المراقبين ورؤساء أقسام يتولون تسلم الاختبارات ليتم توزيعها على اللجان وتجميعها مرة أخرى بعد الانتهاء من أداء الاختبار.
وزاد بالقول: جميع اللجان عامة وليست خاصة، إلا إذا احتاج الطالب إلى درجتين للنجاح فيتم تشكيل لجنة مع رئيس القسم ومدرس المادة ورئيس الكنترول للنظر في أمره، لافتا إلى أنه في حال ضبط أي حالة غش يتم عمل محضر وحرمان الطالب من الامتحانات وفقا للوائح المعمول بها. وحول الصعوبات الدراسية التي تواجه هذه الشريحة، رأى أن النسيان السريع لطلبة الإعاقة الذهنية البسيطة من أبزر المشاكل الظاهرة فضلا عن حاجة بعض المناهج للتعديل، إلى جانب غياب بعض الطلبة لفترة طويلة تصل الى شهر بسبب الامراض التي يعانون منها، وآخرون يذهبون إلى العلاج بالخارج لفترة تصل إلى ستة أشهر، الأمر الذي يعيقهم عن أداء اختبارات الدور الأول والثاني رغم حضورهم كل الفترات، مطالبا بتعديل اللوائح الخاصة بهذا الأمر حتى يتسنى لهؤلاء الطلبة اجتياز عامهم الدراسي من دون رسوب.
المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس