[B]شخص الأطباء أخيراً أن ابني البالغ من العمر شهرين يعاني صمماً كاملاً. كان يعاني في البداية عجزًا في السمع بنسبة 50% في إحدى أذنيه. لكن بعد شهرين، علمنا أنه لا يسمع مطلقاً. ما قد يكون سبب خسارة السمع لدى الأطفال؟ وهل من أمل، مثل تجارب سريرية واعدة، بأن يستعيد ابني سمعه ذات يوم؟ يصعب على العائلة أن تكتشف أن أحد أولادها يعاني الصمم. ولا شك في أن اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن ما يجب فعله في هذه الحالة لن يكون بالأمر السهل. صحيح أن ما من طريقة لاستعادة السمع الطبيعي، لكن الخيارات العلاجية الواعدة قد تساعد طفلك على السمع. أسباب عدة تسبب خسارة الطفل سمعه، فغالباً ما يكون الأطفال الخدج معرضين أكثر من غيرهم لهذا الخطر. كذلك قد يؤدي بعض الأخماج خلال فترة الحمل إلى مشاكل في السمع لدى الأطفال. ولأسباب نجهلها، قد لا تتطور بنية الأذن بالشكل الطبيعي خلال المراحل الأولى من الحمل. كذلك يُعتبر بعض الجينات أساسياً للتمتع بحاسة سمع سليمة، ويمكن لكثير من التشوهات أن تسبب الصمم. صحيح أن الفحوص قد تحدد بعض أسباب هذه المشكلة، لكن قد يكون من المستحيل أحياناً تحديد بدقة العامل الأساسي وراء خسارة طفل معين سمعه. يُجرى اليوم عدد من التجارب السريرية التي تهدف إلى معالجة أو شفاء الصمم في حالة الأطفال الحديثي الولادة. تعتمد إحدى التجارب الحالية على الخلايا الجذعية في محاولة لمعالجة خسارة السمع. لكن نتائج هذه الدراسة لا تزال أولية، والعلاج الذي تعمل عليه لم يصبح متوافراً بعد. زراعة القوقعة (Cochlear)، جهاز إلكتروني يتخطى أجزاء الأذن المتضررة، أحد أنجح علاجات الصمم في حالة الأطفال. تشمل هذه العملية الخضوع لجراحة لزراعة مركب إلكتروني تحت الجلد وراء الأذن يكون مزوداً بسلك يمتد إلى الأذن الداخلية أو القوقعة. كذلك يوضع خلف الأذن جهاز بث ومعالج كلام يبدو أشبه بسماعة الأذن العادية. يسمع الإنسان عادة عندما تبلغ الموجات الصوتية البنى داخل الأذن. هناك تتحوّل اهتزازات الموجات الصوتية إلى إشارات عصبية يحملها العصب السمعي إلى الدماغ. عندئذٍ يفهم الدماغ هذه الإشارات على أنها أصوات. على نحو مماثل، يعمل جهاز القوقعة على تحويل الأصوات إلى نبضات كهربائية تتوجه مباشرة إلى العصب السمعي، متخطية الأذن الداخلية. يُرسل العصب السمعي هذه الإشارات إلى الدماغ، فيفسرها هذا الأخير على أنها أصوات. هكذا يستطيع المريض السمع حتى لو كانت أذنه متضررة. أهمية التدريب لا شك في أن الإشارات التي يتلقاها الدماغ عبر جهاز القوقعة لا تتطابق تماماً مع الأصوات التي نسمعها عادة. لذلك يكون التدريب والتمرن ضروريين لربط الإشارات مع أصوات محددة. وغالباً ما يبرع في ذلك الأولاد الذين يخضعون لجراحة الزرع في سن مبكرة، فيحققون نتائج مبهرة. يمكن إخضاع الأطفال منذ شهرهم السادس لجراحة زراعة القوقعة. ويتمكن معظم الأولاد الذين يعانون من خسارة سمع حادة من تطوير مهارات لغوية عندما يستخدمون هذا الجهاز. حتى إن أولاداً كثراً ممن يخضعون لهذه الجراحة في سن مبكرة يتمكنون من الذهاب إلى مدارس عادية. مع تقدم الأولاد في السن، يتبين أن هذا الجهاز يُعتمد عليه. فقلما يحتاج الولد إلى أي أجهزة مساعدة أخرى لمعالجة مشكل الصمم. يحقق الأولاد أفضل النتائج حين يخضعون لجراحة زراعة القوقعة وهم بعد أطفال. أما الأولاد الذين يعانون من صمم في كلتا الأذنين، كما ابنك، فينالون الفائدة القصوى إن حصلوا على قوقعة لكل أذن. نشجعك على مناقشة احتمال إخضاع طفلك لجراحة زراعة القوقعة مع طبيبه. ويستطيع طبيب متخصص في معالجة فقدان السمع وطبيب أذن وأنف وحنجرة التعاون مع الفريق الطبي الذي يعتني بطفلك ليحددوا ما إذا كان مؤهلاً للخضوع لجراحة زرع مماثلة. كولن دريسكول، طبيب أذن وأنف وحنجرة، ودوغلاس سلادن، طبيب متخصص في معالجة فقدان السمع[/B]