أشاد وزير الصحة د.علي العبيدي بتنظيم مؤتمر ومعرض الكويت الوطني لاقتصاديات الصحة، والذي نظمته شركة نوف إكسبو، مؤكدا أن حضور المؤتمر ودعم سمو رئيس مجلس الوزراء للمؤتمر دليل على اهتمام الوزارة والحكومة بالقطاع الصحي.
جاء هذا في تصريح صحافي للوزير على هامش تدشينه أمس مؤتمر ومعرض الكويت الوطني لاقتصاديات الصحة، والمقام تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك والذي نظمته شركة نوف إكسبو، والمقام في فندق كراون بلازا من 10 الى 12 مايو الجاري، بحضور عالمي ومحلي حاشد.
وأعلن الوزير خلال المؤتمر أن قانون التأمين الصحي للمتقاعدين سيرى النور كحد أقصى خلال سبتمبر المقبل، مشيرا الى أن هذا القانون سيخدم أهل الكويت وسيعمل على تنشيط القطاع الخاص.
وأكد العبيدي في تصريحه «ان هذا المؤتمر يعتبر الأول من نوعه والخاص باقتصاديات الصحة والذي يعنى بكيفية استخدام الموارد بالشكل الأمثل، والاستفادة من الموارد والحسابات الصحية وتوزيعها بالشكل المناسب، وكيفية استخدام المؤشرات العالمية عن منظمة الصحة العالمية وكيفية تطبيقها على أرض الواقع، وكل ما يعتبر من الركائز الأساسية في تقديم الخدمات الصحية.
وأوضح ان الحرص على أن يكون المؤتمر تحت رعاية رئاسة الوزراء حتى تخرج توصيات يؤخذ بعين الاعتبار تطبيقها وتوثيقها بوزارة الصحة، وان تكون هناك جدوى اقتصادية صحية منها، مضيفا: «نحن في وزارة الصحة لدينا الخبرة في هذا الأمر لحوالي 30 عاما، ومنذ بداية حسابات التكاليف الصحية ونحن متميزون على مستوى دول مجلس التعاون في هذا الصدد، وقد أصدرنا العديد من الكتيبات التي تضم تكاليف الوزارة من حيث الخدمات الصحية بتفاصيلها، حتى على مستوى مواعيد الأشعة وتكلفة الممرض والطبيب وغيرهما، حيث يتم حسابها بالساعات، معربا عن امتنانه لجهود من قاموا بها على مدار 30 عاما وصولا للآن.
وأشار الوزير الى إنشاء قسم خاص لاقتصاديات الصحة ضمن قطاع التخطيط، وكذلك لجنة وطنية لحسابات اقتصاديات الصحة، مما يدل على أنه لم تغفل الأنظار عن حسابات الصحة والموارد وتوزيعها بشكل أمثل، مبينا أن وزارة الصحة ليست فقط التي تأتي بالدواء لتعالج المريض وانما أيضا لها دور في حساب الاقتصاديات وتكلفة الدولة في الخدمات الصحية خصوصا أن هناك بعض الأمراض المزمنة غير المعدية وتكاليفها وأعباؤها على المستوى الاقتصادي كبيرة جدا، ولهذا نوصي دائما بالوقاية وإجراء المسح الصحي حتى لا نصل الى الأعباء التي تكلف الدولة الكثير في هذا المجال.
الخطة الإنمائية
وقال العبيدي في كلمته:«ان مؤتمر ومعرض الكويت الوطني لاقتصاديات الصحة يقام تحت رعاية سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك، حيث ان هذه الرعاية تضيف الكثير لهذا الحدث العلمي المهم في مجال الخدمات الصحية وتطوير اداء النظام الصحي»، مشيرا الى ان «سمو رئيس الوزراء يدعم هذا المؤتمر من خلال توجيهاته السديدة لدعم مسيرة الخدمات الصحية في البلاد ووضع وتنفيذ الخطط والبرامج والسياسات الصحية والوقائية والعلاجية والتأهيلية والتلطيفية ضمن برنامج عمل الحكومة والخطة الانمائية للدولة، وبما يحقق تيسير الحصول على الحق في الصحة بمفهومها الشامل وأبعادها الجسمانية والنفسية والاجتماعية وتحت مظلة التغطية الصحية الشاملة.
وأضاف العبيدي: «ان تنظيم المؤتمر في هذا الوقت تحت عنوان «اقتصاديات الصحة» يعبر عن رؤية واعية من جانب الجهة المنظمة للمؤتمر، وادراك أهمية الحوار العلمي والموضوعي وتبادل الآراء والخبرات بين المختصين حول الجوانب المختلفة لاقتصاديات الصحة، ومجابهة التحديات التي تواجهها، بينها تحدي تمويل الرعاية الصحية والادارة الحكيمة والرشيدة لمصادر التمويل المختلفة وتوجيهها نحو الأولويات المبنية على التخطيط العلمي السليم، وبما يحقق افضل عائد للموارد على الصحة بمفهومها الشامل، وليس مجرد علاج الأمراض وتحقيق افضل استثمار بالصحة، حيث هي القاطرة الرئيسية للتنمية الشاملة والمستدامة»، مبينا ان المؤتمر يتزامن مع قرب وضع اللمسات الأخيرة للأهداف العالمية الجديدة لما بعد 2015 للتنمية الشاملة والمستدامة، منها تلك الأهداف التي تتعلق بالتغطية الصحية الشاملة بما يعنيه ذلك من توفير للموارد ومصادر التمويل ووضع الاستراتيجيات والخطط والبرامج ومؤشرات المتابعة العلمية التي تكفل التأكد من التنفيذ الرشيد والحكيم وصولا لتحقيق الغايات حسب الخطط والبرامج الزمنية.
التأمين الصحي
وبين العبيدي «ان المؤتمر يكتسب أهميته على المستوى الخليجي، حيث يتزامن مع صدور قرار وزراء الصحة بدول مجلس التعاون باعتماد وثيقة إعلان الرياض لقياس اداء النظم الصحية، وذلك بمؤتمر وزراء الصحة رقم 78 المنعقد في الرياض»، لافتا الى ان هذا الإعلان يعد إطارا للعمل بمنهجية علمية وباستخدام المعايير والمؤشرات الموضوعية للقياس وللتقييم المستمر لأداء النظم الصحية، وللتأكد من استجابتها على جميع مستويات التخطيط والتنفيذ بالقطاعات والمجالات المختلفة وتوجيهها نحو استثمار مرتفع العائد بالصحة، لافتا الى ان المؤتمر يتزامن محليا مع بدء تنفيذ الخطة الانمائية للدولة وبرنامج عمل الحكومة، التي تتضمن العديد من البرامج التي تهدف الى تعزيز السلوكيات الصحية والتصدي لعوامل الخطورة للأمراض المزمنة غير المعدية، وفي مقدمتها التدخين والتغذية غير الصحية والخمول البدني، ومن خلال وضع وتنفيذ العديد من السياسات والإجراءات ذات المردود العالي الجدوى لتعزيز الصحة والحدّ من الأعباء المترتبة على ارتفاع معدلات الأمراض غير المعدية، كالسكر والسرطان وامراض القلب والأمراض التنفسية المزمنة، التي تثقل كاهل النظم الصحية وتستنزف الموارد ومصادر التمويل.
وأضاف ان هذا المؤتمر يتزامن مع استعدادات الوزارة للبدء بتطبيق قانون التأمين الصحي على المتقاعدين لأول مرة من اجل تطوير الخدمات الصحية لتلك الفئة السكانية المهمة وتحقيق ما يستحقونه من خدمات ذات جودة عالية وبالتعاون مع الشركاء في تنفيذ هذا المشروع الطموح من القطاع الصحي الأهلي وشركات التأمين الوطنية، موضحا ان وزارة الصحة أدركت أهمية اقتصاديات الصحة ضمن برنامجها وسياسات عملها وأهمية تحليل تكاليف الرعاية الصحية فحرصت ومنذ اكثر من 3 عقود على اصدار التقارير السنوية عن تحليل التكاليف واعداد المؤشرات وإتاحتها لواضعي السياسات ومتخذي القرارات بشفافية كاملة تساعد على اتخاذ القرارات الصائبة.
وبين «ان الوزارة تبنت برنامج الحسابات الصحية الوطنية بناء على قرارات وتوصيات منظمة الصحة العالمية وحرصت على مشاركة مقدمي الرعاية الصحية بالبلاد من جميع الجهات لوضع الأسس والمنهجية العلمية للنظام الوطني للحسابات الصحية الوطنية».
واضاف انه تم اصدار اول تقرير وطني للحسابات الصحية الوطنية كبداية للمزيد من التقارير التي توفر المؤشرات العلمية عن مصادر وحجم التمويل والانفاق على الرعاية الصحية بالتخصصات والمستويات المختلفة، كما ان الوزارة استحدثت ضمن الهيكل التنظيمي لادارة التخطيط والمتابعة قسما خاصا لاقتصاديات الصحة ليتولى المهام التنفيذية المتعلقة بهذا التخصص المهم ضمن الخطة الانمائية وبرنامج عمل الوزارة، مشيرا الى انه على الرغم مما تحقق من انجازات نعتز بها لبلوغ الاهداف الانمائية للالفية الثالثة بارتفاع متوسط الاعمار والتصدي للأمراض الوبائية وخفض معدلات وفيات الامومة والطفولة والرضع والاطفال تحت سن الخمس سنوات والتغطية العالية بالتطعيمات الواقية من امراض الطفولة والتخلص من الامراض الوبائية الا اننا نسعى لتحقيق المزيد».
وقال: «ان التحديات المتعلقة بالجودة والاعباء المترتبة على الامراض المزمنة غير المعدية والطوارئ الصحية والارتفاع المتزايد في أسعار الادوية والتقنيات الحديثة في التشخيص والعلاج والرعاية التأهيلية لا تغيب عن رؤيتنا المستقبلية لتطوير النظام الصحي من خلال برامج وسياسات محددة».
المسؤولية المجتمعية
من جهته قال المدير العام لشركة نوف اكسبو مرزوق خالد المرزوق «لقد انطلقنا مع شريكنا مؤسسة التقدم الكويتية لتنظيم المعارض والمؤتمرات في تنظيم مؤتمر ومعرض الكويت الوطني لاقتصاديات الصحة من مبدأ أساسي اعتمدناه لعملنا بأن يقترن العمل التجاري الذي يتوخى العائد الربحي المادي لشركاتنا بالقيمة المضافة لبلدنا ومجتمعنا وبروح المسؤولية المجتمعية التي يجب ان نتحملها ونتحلي بها جميعا».
وأردف المرزوق: ان اقتصاديات الصحة التي هي محور هذا الحدث تمثل أملا بنقلة نوعية في مستوى الخدمات الصحية في الكويت في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية ضاغطة وحتى لو لم نكن نحن في تلك الظروف فالاستخدام الأمثل للموارد الاقتصادية والمادية والبشرية يجب ان يكون هدف كافة المؤسسات حكومية كانت أم غير حكومية وفي شتي المجالات.
واضاف: لا أتطرق الى اقتصاديات الصحة موضوعا واهمية وقيمة، وأترك للنخبة المتخصصة البحث والنقاش وإيفاء الموضوع حقه، فالمؤتمر يزخر بمجموعة من العلماء والرواد في علم اقتصاديات الصحة من مختلف المؤسسات العالمية والإقليمية ذات الصلة بالاضافة الى العديد من المسؤولين عن تطبيق مبادئ واساليب هذا العلم في الكثير من المؤسسات الصحية في مختلف أنحاء العالم.
وذكر: لئن كانت بعض الدول سبقتنا في الأخذ بعلم اقتصاديات الصحة في رسم سياساتها فإنني على ثقة بان هذا المؤتمر والمشاركين فيه سيسهمون في تطوير قدرتنا على اختصار الوقت وقطع المسافات.
وجدد المرزوق في نهاية كلمته الشكر لراعي المؤتمر سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ولممثل سموه وزير الصحة د.علي العبيدي، مؤكدا ان لرئاسته للمؤتمر الأثر الفعال في استقطاب هذه النخبة التي يفخر المؤتمر باستضافتها، متقدما في ذات الاطار بجزيل الشكر لكل المؤسسات والشركات والمتخصصين المشاركين في المؤتمر.
المسيرة الطبية
ومن جانبه ألقى الرئيس التنفيذي لمستشفى السلام الدولي د.طارق المخيزيم كلمة خلال المؤتمر ثمن خلالها رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء لهذا الحدث شاكرا اهتمام سموه الذي يعكس رغبة أكيدة لدى الدولة في تطوير القطاع الصحي والنهوض به، مشيرا إلى أن مؤتمر ومعرض الكويت الوطني لاقتصاديات الصحة يأتي استكمالا لمسيرة الأنشطة الطبية الكبرى التي حولت الكويت وجهة خليجية متميزة لاستضافتها واستقطاب اهتمام جهات عالمية يتعلق عملها بهذا المجال الحيوي لاستعراض خدماتها الداعمة لجهود وزارة الصحة والقطاع الطبي الخاص لإحداث نهضة طبية متكاملة في مجال الخدمات الصحية المقدمة داخل الكويت، ما يملكون وهي (صحتهم) أمانة بين أيدي أطبائه.
واشاد د. المخيزيم بأهداف المؤتمر التي تسعى لإيجاد اتزان بين اقتصاديات وأخلاقيات القطاع الصحي، معتبرا أنها أهداف مهمة تتوافق ورسالة مستشفى السلام الدولي التي جسدها على أرض الواقع على مدار قرون من الزمان التزاما منه نحو مرضاه الذين وثقوا في إمكانياته الكبيرة، كما أكد اعتماد مستشفى السلام الدولي على منهجية عمل تقوم على أساس مهني سليم يضع صحة المريض في مقدمة الأولويات، ويقوم من أجل ذلك بكل ما يلزم من خطط التطوير والتحديث التي لا تتوقف من أجل الارتقاء بإمكانيات أطبائه والأجهزة التي يملكها في جميع الأقسام والعيادات الخارجية من أجل تحقيق خدمة طبية آمنة لمرضاه.
وشدد المخيزيم في هذا الصدد على احتكام المستشفى في موازنته بين الاقتصاديات وأخلاقيات المهنة لقواعد مهمة تقوم على أساس أن اقتصاديات القطاع الصحي تعتمد في منهجية عملها على قواعد تختلف نوعيا عن القاعدة العامة التي تحكم المشاريع الربحية في القطاعات الأخرى، حيث تعنى باكتساب السمعة الطيبة بين أوساط المجتمع وعلى الصعيد الدولي باعتباره رأسمال المؤسسة الصحية الخاصة على وجه التحديد والدافع الأول نحو استمراريتها وقدرتها على مجابهة الظروف الاقتصادية الصعبة التي قد تواجهها في بعض الأحيان وهو ما يساعدها على الوقوف في وجه تلك الأزمات واستمرار أداء واجبها المهني على أكمل وجه.
وقال د.المخيزيم: «إن تواجد مستشفى السلام الدولي كراع ماسي لحدث ضخم يبحث في توضيح المفهوم الأمثل لاقتصاديات الصحة ويدرس ويقيم التكنولوجية الصحية المتبعة في مستشفيات الكويت بقطاعيها العام والخاص جزء مهم من رسالتنا المجتمعية، والتي نعتقد من خلالها بأهمية دعم تلك التجمعات الكبرى والمساهمة في نجاحها سعيا نحو الأفضل للقطاع الصحي بأكمله، فتحقيق مبدأ الريادة في خدمة المريض تقتضي المساهمة في نهوض القطاع الصحي بأكمله وتعزيز جهود وزارة الصحة لكوننا شركاء في هذا القطاع وعلينا واجب ودور لابد من القيام به على أكمل وجه».
وتابع قائلا «إن من واجبنا كرعاة لهذا المؤتمر أن نشيد بعدم إغفال المؤتمر جانبا مهما يوازي قضية اقتصاديات الصحة وهو الطابع الإنساني والأخلاقي للخدمة الصحية ووضعه على أجندته التي يتناولها على مدار ثلاثة أيام من جهد محمود ولفتة طيبة للقائمين عليه وعامل أساسي من عوامل النجاح بإذن الله، وهو ما نأمله وندفع لتحقيقه في ظل توافقه ورسالة المستشفى التي تؤكد أهمية تقديم خدمات صحية آمنة، متكاملة، وذات جودة عالية في بيئة أخلاقية»، معربا عن تطلعاته لأن يشكل المؤتمر منعطفا مهما لتوجيه الخدمات الصحية في الكويت نحو المزيد من الفاعلية من الناحيتين الصحية والاقتصادية.
تطوير الخدمات
بدوره، لفت مدير عام الشؤون الادارية والقانونية في شركة ميزان القابضة الراعي المشارك للمؤتمر فيصل الوزان الى ان المشاركة في المؤتمر تعود لأهمية ما يطرحه من حيث اقتصاديات الصحة ما يؤدي الى تطوير الخدمات الصحية التي تدخل فيها الصناعة الصحية بكل مكوناتها وليس فقط الدواء والعنصر البشري.
ولفت الى اهمية تطوير الخدمات الصحية بقيمة معقولة ومقبولة فالدول المتقدمة تصرف كثيرا على الصحة ما يعطيها مردودا كبيرا لانها في النهاية تحافظ على صحة العنصر البشري لديها وهو من اهم مكوناتها وتساعده على الانتاجية الاعلى.
وأوضح ان هناك تطورات علمية على المستوى الصحي على مستوى العالم يجب متابعتها باستمرار، لافتا الى ان شركته تسعى الى استقدام الادوية التي تتمتع بنوعية مرتفعة قياسا على تكلفة منخفضة، وهذا ما يميز الكويت من حيث القيمة الدوائية اذ لا يدخل اي دواء الى البلاد من دون ان يكون مسجلا وبشكل رسمي ويتم تحليله تحليلا كاملا بالتالي يأخذ المريض دواء مضونا، مؤكدا ان الحاجة الفعلية تكمن في تطوير الخدمات الصحية على مستوى الدولة.
بدوره قال المدير العام لشركة أولاد جاسم الوزان لتجارة الادوية وهي جزء من شركة ميزان القابضة د.سامح بسطوروس ان توجه دول التعاون لتوحيد اسعار الادوية أمر جيد ولكن يجب ان يكون مقرونا بدراسة معمقة لحجم استفادة المريض مقارنة بالقيمة الدوائية التي يدفعها، وبالتالي فإن مسألة توحيد الاسعار يجب ان يرافقها أيضا توحيد للانظمة الصحية، حتى لا يفقد الدواء قيمته التجارية سواء بارتفاع سعره او انخفاضه في حال تفاوتت الاسعار بين دولة واخرى وبالتالي تتخلى الشركات عن التسويق له ما يؤثر على استمراريته وفقدانه من السوق، معتبرا ان المؤتمر فرصة لطرح هذه الافكار الجادة في مجال اقتصاديات الصحة.
خدمات التأمين
من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة الخليج للتأمين واعادة التأمين خالد الحسن، الرعاة الذهبيين للمؤتمر: ان المشاركة في مؤتمر اقتصاديات الصحة تعود لاهمية ما سيقدمه في مجال التطوير في الخدمات الصحية المستقبلية وهذا الامر يحتاج لدراسات من متخصصين، لافتا الى انه سيتم عرض ما تقدمه الشركة من خدمات التأمين الصحي بما يتوافق مع تطلعات وزارة الصحة.
وتحدث عن اهم خدمات التأمين الصحي التي تقدمها الشركة، لافتا الى مجموعة من الوثائق في هذا الشأن وأبرزها منتج «في» للتأمين الصحي الذي يتكون من 4 برامج ومنها ما يتعلق بالمستشفيات الخاصة داخل الكويت وآخر في الدول العربية والآسيوية ومن ثم التغطية العالمية التي يمكن ان تصل الى مليون دينار كويتي، وتشمل كل ما يتعلق بخدمات العلاج والسفر والامراض المستعصية في مستشفيات أوروبا وأميركا وغيرها.
ناشرون عالميون
من جانبه اكد مدير شركة «سبرنجر الشرق الأوسط» السيد ظفير أن الشركة ألمانية وتعد من أكبر الناشرين العالميين في الاختصاصات العلمية، وقال: «نحن نعمل داخل 55 دولة بالعالم، ونشارك في المعرض حيث الأطباء المختصين بالصيدلة قاموا بنشر كتابين معنا، حيث لدينا قاعدة بيانات عن الصيدلة ولهذا نحاول مساعدتهم قدر الامكان حتى يتم تطوير البحث العلمي».
وأشار ظفير الى أن الكويت ليست على نفس مستوى دول الخليج الأخرى التي تشهد طفرة في النشر للبحث العلمي والذي يعتمد على الاستثمار في الكتب والدوريات والتي يقرأها الباحث ويبدأ منها النشر، ومن الدول المتفوقة السعودية وقطر والامارات، والكويت تسير ولكن ببطء.
شبكة صيدليات
وبدوره أكد رئيس قطاع الخدمات الادارية والفنية بشركة (ياكو) رائد مرعي ان شركة ياكو لديها أكبر شبكة صيدليات بالكويت تتكون من 35 صيدلية بجميع مناطق الكويت، ولهذا نقدم خدماتها بالمعدات والمراكز الطبية، وكذلك باقي الخدمات التي تقدمها ياكو، لافتا الى التعاون مع وزارة الصحة، واوضح أن (ياكو) تدير مراكز لوزارة الصحة مثل مركز الطب النووي والمختبرات في مستشفى العدان، وهناك تنسيق وتعاون دائم.
إدارة المستشفيات
ومن جهته أوضح اختصاصي معلومات طبية بشركة التقدم التكنولوجي م.طارق الحمياوي أن الشركة تقدم عبر المعرض ادارة المستشفيات الكترونيا، بحيث إن كل العاملين في المستشفى من استقبال وصولا الى متخذي القرار والمديرين يستطيعون أن يرصدوا الأنشطة التي تتم داخل المستشفى، من دخول المرض الى المستشفى وتسجيله بالنظام وحجز دخوله لعيادة معينة وبدخوله يستخدم الطبيب النظام ويضع رؤيته ونتائج فحصه للمريض على النظام وفي الوقت نفسه يكتب وصفة طبية ويتم صرفها الكترونيا وكل شيء يمكن معرفته بذلك الكترونيا سواء عدد المرضى أو الأدوية التي تم صرفها.
تقييم الخدمة
بدوره تحدث رئيس مجلس ادارة الجمعية الصيدلية الكويتية الراعي العلمي للمؤتمر د.هاني زكريا، مبينا ان الصيدلة اكثر الجهات المعنية باقتصاديات الصحة، معتبرا ان المؤتمر محطة مهمة تعبّد الطريق للجمعية الصيدلية الكويتية للقيام بدور اكثر فعالية في رسم السياسات الصحية في الدولة.
واوضح ان رعاية الجمعية للجهد العلمي للمؤتمر تأتي من منطلق دعم هذا الدور في رسم السياسات، لافتا الى ان رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء تعزز الامال في هذا الخصوص، مشددا على ان الجمعية تعتبر نفسها جزءا لا يتجزأ من السياسات الصحية وركنا اساسيا في دورة تقديم خدماتها لكل من يعيش على هذه الارض.
ولفت الى ان الخدمات الصيدلانية والصحية تشكل عنصرا مهما من اهتمامات علم اقتصاديات الصحة اذ ان الدواء جزء اساسي لا تكتمل الخدمات الصحية من دونه ويشكل حيزا لا يستهان به من مجمل تكلفة الخدمات الصحية في اي دولة سواء تحملتها الدولة كليا او جزئيا.
وشدد على اننا في الكويت بحاجة للاخذ بنظريات وتطبيقات علم اقتصاد الصحة في توجيه سياساتنا وخدماتنا الصحية نحو مستوى أعلى من الفائدة والفاعلية، وكذلك للمساعدة على متابعة التطورات والمستجدات التي تتسارع على الساحة الصيدلانية والطبية محليا واقليميا وعالميا.
واشار الى ان اقتصاديات الصحة تعود بالفائدة على المريض وهو المستفيد الاول منها وعلى ترشيد ميزانية الدولة دون المساس بجودة الخدمة، فاقتصاديات الصحة تساعدنا في تقييم عناصر الخدمة الصحية بشكل متكامل من كل النواحي الصحية والمالية والكلفة الاقتصادية الشاملة وتحديد الاسس العلمية الدقيقة والصحيحة لوضع السياسات الصحية التي تعود بالفائدة الاعلى على استثمارات الدولة في القطاع الصحي.
خبراء عالميون
من جهتها، أكدت المقرر العلمي للمؤتمر د.ريم خلف أن المؤتمر يشهد حضور خبراء عالميين من مختلف دول العالم، حيث حضر 30 زائرا من مصر والامارات والسعودية والأردن وعمان والبحرين والسودان ومن دول الغرب من المكسيك وهنغاريا وبريطانيا وأميركا، ولفتت الى أن من الأهداف الرئيسية للمؤتمر تطبيق اقتصاديات الصحة في الكويت، حيث من الواضح اتخاذ خطوات من قبل وزارة الصحية في هذا الجانب، الا أننا نريد اظهار أهميته للمجتمع لأنه يؤكد ويوضح للمواطن أهمية الدواء الذي يأخذه وقيمته الحقيقية وكيفية تقييم الأدوية والأجهزة الطبية التي تدخل الى الكويت.
وأشارت الى أن هناك عددا من المحاضرات التي سيتم إلقاؤها خلال جلسات المؤتمر والتي تعنى بمبادئ اقتصاديات الصحية في الكويت، وتطبيقات اقتصاديات الصحة في دول العالم، وأهمية اقتصاديات الصحة ودول الخليج، ودور تقييم الآثار الجانبية للأدوية من كل جوانبه، لافتة الى أن كل المحاضرات سيتم من خلالها استخلاص التوصيات.
تكريم الرعاة والمشاركين
في ختام المؤتمر، تم تقديم دروع تذكارية للرعاة والمشاركين، إذ قدم المدير العام لشركة «نوف اكسبو» مرزوق خالد المرزوق درعا تذكارية لممثل راعي الحفل وزير الصحة د.علي العبيدي، كما تم تقديم دروع تذكارية لكل من عميد كلية الصيدلة والرئيس الاستراتيجي للمؤتمر د.بيير موري، ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ستيوارت ولكر، ورئيس جلسات اليوم الثاني في المؤتمر استاذ كلية الصيدلة في جامعة هارفرد البريطانية سام سليك، ورئيسة جلسات اليوم الثالث رئيس قسم تسجيل الادوية في وزارة الصحة د. دنيا بستكي.
كما كرم الرعاة، وذلك بتقديم دروع تذكارية لممثلي الرعاة الماسيين للمؤتمر مدير ادارة العلاقات العامة وادارة الفعاليات في بنك بيت التمويل يوسف الرويح، والرئيس التنفيذي لمستشفى السلام الدولي د.طارق المخيزيم، وكذلك للرعاة البلاتينيين الرئيس التنفيذي لشركة التقدم التكنولوجي غسان مملوك، والرعاة الذهبيين مدير ادارة الاتصال المؤسسي وعلاقات المستثمرين في شركة الخليج للتأمين، والرئيس التنفيذي لشركة الخليج للتأمين طارق الصحاف، ومدير الدعم الاداري والخدمات في شركة ياكو الطبية رائد مرعي، بالاضافة الى تكريم الراعي العلمي للمؤتمر ممثلا برئيس جمعية الصيدلة الكويتية هاني زكريا، والراعي المشارك في المؤتمر شركة ميزان القابضة ممثلة بمدير عام الشؤون الادارية والقانونية فيصل الوزان.
المصدر: حنان عبد المعبود ـ دارين العلي/ جريدة الأنباء .