[B] كيف يتم تشخيص متلازمة ما بعد الشلل، وهل ثمة علاجات جديدة لها؟ اطلعوا على آراء الأطباء. تشير متلازمة ما بعد الشلل إلى مجموعة من الأعراض يمكن أن تظهر بعد عقود، وفي كثير من الأحيان بعد 30 أو 40 عامًا على إصابة الشخص بشلل الأطفال. في الماضي كان شلل الأطفال مرضًا يخشى بأسه، لكن بفضل لقاح «سالك» تم القضاء عليه تقريبًا في البلدان المتقدمة في منتصف الخمسينيات، وقضت منظمة الصحة العالمية عليه في أنحاء العالم تقريبًا في أوائل الألفية الثانية. لكن بسبب الاضطرابات السياسية، لم تتمكن منظمة الصحة العالمية من الوصول إلى مناطق كثيرة ينتشر فيها شلل الأطفال، فتفشّى بشكل كبير بعدما كان محدوداً في مناطق معزولة في أفريقيا الوسطى، مع ندرة الحالات في آسيا الوسطى. لم تظهر أي حالات في الولايات المتحدة منذ اعتماد اللقاح ضد شلل الأطفال، مع ذلك، يقدّر عدد الأشخاص الذين أصيبوا به قبل بدء برامج التلقيح ويعانون ضعفاً في العضلات، بحوالى 250 ألف شخص. بعد مضي سنوات على المرض، تظهر لدى ثلثين من الناجين من شلل الأطفال أعراض تفاقم الضعف والألم والتعب، تسمّى «متلازمة ما بعد الشلل»، في حين أن الذين تعافوا من دون ضعف العضلات هم أقل عرضة لتطوير هذه المتلازمة في وقت لاحق. في معظم الحالات، تزداد الأعراض سوءًا ببطء وتبقى خفيفة، مع ذلك، تتأثر قلة من الأشخاص وتحتاج إلى إجراء تعديلات في نمط الحياة أو استخدام معدات التكيف للحفاظ على الحركة. لا يتوافر اختبار محدد لتشخيص متلازمة ما بعد الشلل، عادة يشخصها الأطباء عن طريق استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى. على سبيل المثال، من الشائع للناجين من شلل الأطفال تطوير التهاب المفاصل التنكسية في سن مبكرة، غالباً ما ينتج هذا الأمر من التوتر غير الطبيعي الذي يعرّضون مفاصلهم له ما يؤدي إلى ضعف في العضلات. كذلك قد يتعرّضون لالتهاب الأوتار المزمنة، مشاكل في العظام… بمجرد استبعاد هذه الحالات، يمكن النظر في متلازمة ما بعد الشلل. تمارين الحركة ما من علاج متوافر حاليًا يصحح أو يستعيد قوة العضلات المتضررة من متلازمة ما بعد الشلل. الهدف من العلاج مراقبة الأعراض ومساعدة المرضى على التأقلم مع هذه الحالة قدر الإمكان، ويشمل الحفاظ على الطاقة والراحة، القيام بنشاط بدني على مدار اليوم، مع فترات من الراحة. أما الوسائل التي يستعين بها المريض للمشي، مثل حمالات الساق، العصا، المشاية، أو في حالات نادرة، الكرسي المتحرك، فهي تساعد في الحفاظ على الطاقة وتحسين القدرة على الحركة أيضًا. يوصى بالعلاج الطبيعي للأشخاص المصابين بمتلازمة ما بعد الشلل، قد يشمل تمارين الحركة ويمكن أن تكون مفيدة، وفي بعض الحالات، من الضروري تناول مسكنات الألم. قد تثبط برامج تقوية العضلات الهمة لأنها لا تبدو في الواقع أنها تحسن قوة العضلات، ويمكن أن تعرض الشخص للإصابة بسبب الاستخدام المفرط. رغم غياب علاج لمتلازمة ما بعد الشلل، يستطيع الناجون من مرض شلل الأطفال الذين يعانون هذه الحالة التأقلم بشكل جيد معها، بمساعدة فريق الرعاية الصحية الخاص بهم، ويستمر كثير منهم في عيش حياة منتجة ومستقلة بشكل جيد.[/B]