توصلت نائب الرئيس في الجمعية الكويتية لاختلافات التعلم «كالد» واستشاري طب أطفال الدكتورة فاطمة العوضي إلى أن في الكويت نحو 16380 طالبا وطالبة يعانون صعوبات التعلم، وذلك من خلال تطبيق متوسط النسبة العالمية للمصنفين في هذه الفئة، والتي تتراوح بين 4 الى 10 في المئة من عدد السكان.
ووضعت العوضي متوسط النسبة، وهي 7 في المئة وحسبتها على عدد الطلبة في قطاع التعليم الخاص فقط في الكويت البالغ عددهم 234 الف طالب فيكون الرقم المذكور هو عدد الطلبة ذوي صعوبات التعلم، بحسب الاحصائيات التي اجرتها جمعية صعوبات التعلم في اونتاريو بكندا.
وقالت العوضي في حوار مع «الراي» إن الارقام المخيفة اكثر هي حقيقة ان حياة أفراد الأسرة كلها تتأثر بالصعوبات والتحديات الناجمة عنها، ما دفع مركز تقويم وتعليم الطفل لتقديم خدمة الطلبة ذوي صعوبات التعلم ولكن فقط في مدارس القطاع العام، ومن هنا كانت الحاجة الى انشاء جمعية تعنى بالطلبة في مدارس القطاع الخاص.
وأضافت أن الجمعية ستقدم «مسرح كالد» للمواهب هذا العام في مسرح مبنى الكشافة الكويتية بحولي، شارع بيروت مقابل سنتر بوينت، لإعطاء فرصة للطالب بإظهار مواهبه امام اقرانه واسرته، ما يعزز ثقته بنفسه وينعكس ذلك على حالته النفسية وتحصيله الاكاديمي، لافتة إلى أنه في الاعوام الماضية كانت الفعالية قسمين، مسرحا وكرنفالا، ولكن نظرا للإقبال الشديد من الطلبة الذين يودون المشاركة آثرت الجمعية ان تفصل الفعاليتين لإعطاء كل الطلبة الراغبين بالمشاركة فرصة افضل. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:
• بداية هل لك ان تعرفينا بالجمعية الكويتية لاختلافات التعلم «كالد»؟ «كالد» جمعية نفع عام تأسست عام 2007 بدعم مالي من مؤسسة مبرة مشاريع الخير وشركة مشاريع الكويت القابضة، وهي تعمل من اجل مساعدة الأشخاص ذوي صعوبات التعلم أو اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط خاصة طلبة المدارس الخاصة من خلال برامج توعوية ودورات تدريبية وأنشطة متنوعة.
• ما الفرق بين الطلبة التي تعنى بهم جمعيتكم وأي طالب آخر لا يحب الدراسة ويجدها صعبة؟ ان اول فحص يجرى لمن يشك بأن لديه صعوبة تعلم هو فحص معدل الذكاء. فاذا سجل معدل ذكاء في منحنى التوزيع الطبيعي للذكاء 85 فما فوق (ذكاء متوسط او فوق المتوسط او عال) يعتبر من هذه الفئة. اما اذا سجل من 70 الى 85 فيكون من فئة بطيء التعلم ودون ذلك يكون من فئة التخلف العقلي. من هنا نرى ان هؤلاء الاطفال قدراتهم طبيعية واحيانا أعلى من الطبيعية ولكن سبب تدني تحصيلهم الدراسي هو أنهم يعملون ويتعلمون ويفكرون بطرق مختلفة عن نظرائهم الآخرين رغم أنهم مبدعون وفنانون وخرج بين صفوفهم كثير من العلماء الذين لم يكمل بعضهم دراستهم في المدارس.
• كم عدد الطلبة الذين لديهم صعوبات تعلم في الكويت؟ وهل هناك حاجة لتأسيس جمعية خاصة بهم؟ بحسب الاحصائيات التي اجرتها جمعية صعوبات التعلم في اونتاريو- كندا فان نسبة الاشخاص الذين لديهم صعوبات تعلم تتراوح بين 4 و10 في المئة من عدد السكان. فاذا اخذنا النسبة الادنى الوسطى وهي 7 في المئة وحسبناها على عدد الطلبة في قطاع التعليم الخاص فقط في الكويت، وهو 234 الف طالب يكون عدد الطلبة ذوي صعوبات التعلم هو 16380 طالبا. وما يجعل هذه الارقام مخيفة اكثر هو حقيقة ان حياة افراد الاسرة كلها تتأثر بالصعوبات والتحديات الناجمة عنها. وكان مركز تقويم وتعليم الطفل سباقا في خدمة الطلبة ذوي صعوبات التعلم ولكن فقط في مدارس القطاع العام ومن هنا رأينا الحاجة الى انشاء جمعية تعنى بالطلبة في مدارس القطاع الخاص.
• كيف تقيمين واقع هذه الفئة في الكويت؟ وما تقييمك لنظرة المجتمع اليهم؟ مع ان الوعي بصعوبات التعلم قد قطع شوطا لا بأس به في السنوات العشر الماضية في هذا المجال ولكن تبقى الوصمة الاجتماعية للإعاقة عائقا امام تعاون الاسر اكثر. خاصة وان هذه الاعاقة خفية فالأهل يفضلون عدم الافصاح عنها بالرغم من معاناة الابناء الشديدة. في الغرب هناك مشاهير من علماء وسياسيين وفنانين مثل اينشتاين وتوماس اديسون وونستون تشرشل وتوم كروز وغيرهم. نتمنى ان نجد شخصا من المشاهير في الوطن العربي يكون مستعدا لان تكون لديه الجرأة لان يقول ان لديه صعوبات تعلم وبالرغم من ذلك تمكن من النجاح في مجال عمله. عندها سنطلب منه ان ينضم الى جمعيتنا ويكون الناطق باسم هؤلاء الطلبة.
• كيف تقوم الجمعية بخدمة هؤلاء الطلبة؟ من اجل القيام بدعم هؤلاء الطلبة نقوم بنشاطات موجهة لهم ولأسرهم ومدارسهم بطرق عدة كإعداد حملات توعوية للمجتمع وتنظيم الدورات التدريبية لأولياء الامور حول كيفية التعامل مع أبنائهم والإجابة عن استفساراتهم وإرشادهم إلى مراكز التشخيص والمدارس والمعاهد والجامعات، وتنظيم ورش ومحاضرات للمعلمين والاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في هذا المجال وتنظيم نشاطات طلابية كمسرح المواهب والمخيمات داخل الكويت وخارجها.
• نريد الحديث عن الانشطة الموجهة للطلبة انفسهم. هل لك ان تحدثينا قليلا عن المخيمات؟ تقوم «كالد» بتنظيم نشاطات ترفيهية موجهة كالمخيمات التي تعطي الطالب فرصة تكوين صدقات جديدة وفرصة الاعتماد على النفس. وقد نظمنا عددا من المخيمات منها اربعة مخيمات للبنين أخذناهم إلى عمان كان آخرها في يناير هذا العام، فيما أنشأنا اربعة مخيمات للبنين واربعة مخيمات للبنات في جزيرة فيلكا. كان آخرها الاسبوع الماضي.
• لديكم نشاط جديدة لهذا العام؟ سنقدم مسرح كالد للمواهب الذي سيكون هذا العام في مسرح مبنى الكشافة الكويتية في حولي بشارع بيروت مقابل سنتر بوينت. ونهدف منه إلى اعطاء فرصة للطالب بإظهار مواهبه امام اقرانه واسرته ما يعزز ثقته بنفسه وينعكس ذلك على حالته النفسية وتحصيله الاكاديمي. في الاعوام الماضية هناك قسمان: مسرح وكرنفال ولكن نظرا للإقبال الشديد من الطلبة الذين يودون المشاركة آثرنا ان نفصل الفعاليتين لإعطاء كل الطلبة الراغبين بالمشاركة فرصة افضل.
• ما نوع الفقرات التي سيقدمها الطلبة؟ ستشتمل على تلاوة القرآن الكريم وقراءة شعر وتمثيل وغناء وعروض رياضية، وقد تم تنظيم هذا الحدث مع المدارس التي قامت باختيار الفقرات وتدريب طلبتها، وستقوم كالد بتقديم جوائز للمدارس الثلاث الاوليات.
• هل ستكون هناك لجنة تحكيم؟ طبعا، وسنسعى هذا العام ان تكون مؤلفة من شخصيات مهمة في عالم الاخراج والتمثيل والغناء. وسنترك الاسماء الى يوم الحدث لتكون مفاجأة للطلبة المشاركين وأسرهم.
بسؤالها عن الفرق بين طلبة صعوبات التعلم واضطراب وتشتت الانتباه وفرط النشاط، قالت الدكتورة فاطمة العوضي إن صعوبات التعلم مجموعة منوعة من الاضطرابات تنشأ بسبب خلل بسيط في اداء الدماغ لوظيفته تؤثر على تحصيل وفهم وحفظ وتنظيم واستعمال المعلومات الشفهية «و/ أو» غير الشفهية. وتظهر كصعوبات او قصور في واحدة او اكثر من هذه المهارات: المهارات اللغوية «التعبير اللغوي وفهم المسموع» والمهارات الاكاديمية: القراءة والكتابة والرياضيات وغالبا المهارات الاجتماعية.
اما اضطراب تشتت الانتباه وفرط النشاط فهو اضطراب عصبي تطوري وهو ثلاثة انواع: ان يكون لدى الطفل فرط نشاط واندفاعية فقط او ان يكون لديه تشتت انتباه « من دون فرط نشاط». وهناك النوع الثالث وهو ما يسمى النوع المختلط حيث يكون لدى الطفل فرط نشاط واندفاعية وتشتت انتباه.
وعن العلاقة بين صعوبات التعلم وهذا الاضطراب تضيف: قد يكون لوحده لدى الشخص ولكن 40 في المئة ممن لديهم هذا الاضطراب لديهم صعوبة تعلم واحدة او اكثر خصوصا صعوبة القراءة والكتابة و20 في المئة ممن لديهم صعوبات تعلم لديهم هذا الاضطراب. والعلاقة الثانية هي ان الاثار السلبية للصعوبات وللاضطراب تؤدي الى تحصيل اكاديمي متدنٍ لدى الطالب ومشاكل نفسية وسلوكية تؤثر عليه وعلى كل من حوله.
المصدر : غانم السليمانى \ جريدة الراى