0 تعليق
709 المشاهدات

موهوبون من ذوي الإعاقة للوزراء والنواب: – احتضنوا إبداعاتنا -ضاعفوا دعمنا -آمنوا بقدراتنا



معاقون.. لكنهم مبدعون ومواهبهم بمنزلة الأقمار الساطعة التي تبدد ظلام اليأس والألم وتصنع من الظروف الصعبة واقعاً مضيئاً وأملاً مشرقا.
إنهم ذوو الإعاقة الذين تسلّحوا بالإرادة وأثبتوا أن الإعاقة طاقة وأن الإبداع والابتكار لا يقتصران على الأسوياء فحسب، بل ربما العكس هو الصحيح. فالشخص الذي يعاني إعاقة يكون لديه حافز مضاعف للإبداع والتميز وصنع إنجازات.
التقت عدداً من ذوي الإعاقة الموهوبين في مختلف المجالات للتعرف على مواهبهم وإبداعاتهم وكانت الحصيلة إبداعات موسيقية وفنون تشكيلية وقصائد شعرية، وتميز في القدرات الذاتية، وطموح وآمال لا تحد.
وحدد الموهوبون من ذوي الإعاقة مطالبهم من النواب والحكومة بالقول: احتضنوا إبداعاتنا، وضاعفوا دعمنا، وآمنوا بقدراتنا، وسلّطوا الضوء على منتجنا الإبداعي، مؤكدين أن هالة الإعلام مسلّطة على الأصحاء، بينما الأكثر تميزا من فئات الإعاقة يُكافأون بالتهميش!
وقالوا: خطونا بالفن من عالم الإعاقة إلى الطاقة الخلاقة، لكننا نحتاج إلى دعمين مادي ومعنوي.
البداية كانت من عالم التوحّد إلى عالم الفن، حيث جسّد مشاري أبل (من فئة التوحد) القدرات وأبهر متابعي فنه الجميل بأسلوبه في الإلقاء وقدرته على التعبير عن ذاته وتوصيل ما يريده، فضلا عن تمثيل أقرانه في المحافل المحلية والدولية برسوماته الدقيقة وتصميماته.

ذكاء
كما يتمتع مشاري بمستوى ذكاء عال يعادل 150 درجة، وفق اختبار الذكاء الذي خضع له، فضلا عن إجادته لاستخدام تسع لغات لبعض الموضوعات التي تهمه، قام بالتدرب عليها بنفسه من الإنترنت، اضافة الى اللغة الانكليزية التي يستخدمها كلغته الأم.
وقالت والدته منى الأنصاري إنه تم اكتشاف مرض التوحد عند مشاري وعمره 18 شهراً، والتحق من هذا العمر ببرامج علاجية مكثّفة للتواصل والمخاطبة وتعديل السلوك، واستمرت تلك البرامج لمدة عشر سنوات، حيث لوحظ عليه الاهتمام بالرسم وتصوير الصور في الذاكرة، وخاصة الأشكال الهندسية الدقيقة، لافتا إلى أنه يمتلك القدرات المميزة، التي تتمثل في رسم الجزئيات الصغيرة جدا والكتابة بالخطوط الميكرو، إضافة إلى إبداعه في تحويل الرسوم المتحركة والافلام والالعاب الإلكترونية إلى قصص مرسومة وصور بمراحلها ورسم خريطة العالم من دون النظر اليها.
واستذكرت الانصاري واحدة من أكثر اللوحات المتميزة التي أبدع فيها مشاري متضمنة أعلام جميع أعضاء هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المشاركة لوحة واحدة، ولعشقه للطيران رسم «الخطوط الجوية الكويتية» بتفاصيل دقيقة وواضحة.

مشاركات
واستعرضت الانصاري جملة من مشاركاته، منها المعرض الأول «إبداعات بصرية لأبناء التوحد» عام 2010 الذي أقيم في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، وقد حاز المركز الاول في هذا المعرض، وكذلك المشاركة بالحضور في الأولمبياد الخاص للكيمياء الذي أقيم كل من اليابان وتركيا وموسكو، كما حاز شهادة أسدان البرونزية من المدرسة، وقدم ورش عمل في بعض المدارس الحكومية مثالاً على ابداع الشاب التوحدي.
وأشار مشاري إلى شغفه بالبحث الدائم في الإنترنت عن الأمور الجغرافية للعالم، فضلا عن إلمامه بجميع أعلام دول العالم ورسمها بدقة ومتابعته للأمور السياسية لكثير من دول العالم وتاريخها وثوراتها.

شاعر يغرد
فهد المويزري شاعر من ذوي الاعاقة الحركية مهموم بقضايا أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة، لم تثنه إعاقته عن موهبته في إلقاء القصائد الانسانية حتى لُقب بشاعر المدارس الخاصة.
وبينما أكد أهمية الالتفات إلى الشعراء من ذوي الاعاقة وتقدير موهبتهم، تمنى تشكيل رابطة لدعم الموهوبين من شعراء ذوي الاعاقة.
ووفق ما ذكره المويزري فإن موهبته الشعرية لم تكن وليدة اللحظة، بل هي ملازمة له منذ نعومة أظفاره، مبينا أن حادث السير الذي تعرض له عام 2003، وتسبب في إعاقته حول أشعار الغزل والعتب إلى رسالة إنسانية تعبر عن هموم ذوي الاعاقة، وتحثهم على التحلي بالعزيمة والإرادة والأمل.
ذكريات
واسترجع ذكريات موهبته بدايته، حيث ألقى اول قصيدة له في مدرسه الرجاء لذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تشجيع أقرانه ورفع معنوياتهم بطلب من الاختصاصية الاجتماعية نادية الملا، مثمنا دعم والديه لموهبته وحثه على كتابة الأبيات التي تزرع الأمل والعزيمة لفئة ذوي الاعاقة إلى جانب تشجيع مدير المدرسة له ومنحه الفرصة، للمشاركة بموهبته الشعرية في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة يوم المعلم العالمي، بحضور وزير التربية ــ آنذاك ــ د. عادل الطبطبائي، إضافة إلى مشاركته في فعاليات مدارس التربية الخاصة ونادي المعاقين الرياضي، وكذلك في جميع مدارس الكويت الحكومية والخاصة.

المرافق غير مُهيأة

طالب عدد من ذوي الإعاقة الحركية بتهيئة الأماكن والمرافق العامة لذوي الإعاقة الحركية من حيث المصاعد والرامات بمقاييس عالمية، فضلاً عن دورات المياه التي تناسب إعاقتهم.

فن الإلقاء

طالب المويزري الجمعيات المعنية بذوي الاعاقة بتنظيم دورات تدريبية في فن إلقاء الشعر والأوزان والقافية.

متعب الفضلي.. كفيف يحلل الشخصيات عن طريق الصوت

فقد بصره، وأبصر على الحياة بموهبته في تحليل شخصية الأفراد عن طريق الصوت، كما أنه معالج ومدرب بالتنويم الإيحائي، إنه متعب الفضلي أصغر أسير فقد بصره بسبب نقص الأكسجين في الحاضنات.
وأشار الفضلي إلى ظهور هذه الموهبة لديه من قبل 5 سنوات تقريباً عندما كان يحلل شخصيات زملائه «وآمنوا بموهبتي، فنصحتني إحدى زميلاتي بمشاركتها في أحد المعارض لتحليل شخصيات الأفراد مقابل مبلغ رمزي، وبالفعل خضت هذه التجربة ونجحت فيها. ورغم تخوفي منها في البداية فإنها غيرت مجرى حياتي نحو الأفضل، كما حللت شخصيات كبار المسؤولين بالدولة». وعن آلية تحليله للشخصية عن طريق الصوت، قال الفضلي «أسمع نبرة صوت الشخص، ومن ثم أقوم بتحليلها»، مضيفا «لا أطلب معلومات عن المتحدث، بل أطلب منه أن يتحدث لكي أسمع نبرة صوته وكيفية تحركها».
وقال إن مواصلته في خوض هذه التجربة الجميلة لفترة طويلة، على حد وصفه، ساهمت في اكتشاف أمور كثيرة في شخصيته، مشيراً إلى المواقف المضحكة التي واجهته من العديد من الأشخاص ممن كانوا يعتقدون أن تحليله للشخصية هو قراءة للمخ أو معرفة للغيب.
وأشار إلى حرصه على اكتشاف موهبته وتعزيزها من خلال ممارستها ومنافسة احدى زميلاته على هذه الموهبة، حيث كانت زميلته تحلل الشخصيات عن طريق الكتابة والتواقيع، في حين أنه كان يلجأ إلى تحليل شخصيات ذات الأفراد عن طريق نبرات صوتهم، «وكان تحليلي لشخصياتهم هو الأقرب بشهادة أولي الامر الذين خاضوا التجربتين»، لافتاً الى مشاركته بموهبته في العديد من المعارض.
ولم يكتف الفضلي بهذه الموهبة، بل حصل على دورات تدريبية في التنويم الإيحائي، وحالياً يعمل معالجاً ومدرباً بالتنويم الإيحائي وهو معتمد من البورد الأميركي لدى عيادة دار مريم للاستشارات.

آية الشمري.. ترسم الحياة

براعم فنية لا تعرف للمستحيل طريقاً. هزمت إعاقتها، وأثبتت أن الإبداع لا يقتصر على فئة معينة، وان الاعاقة ليست في الجسد بل في الفكر، هذا ما جسدته آية الشمري.
آية رسامة، وخطاطة ماهرة، في الصف السادس وهي من ذوي الاعاقة الحركية، حيث تعاني من عدم وجود أطراف لليد والقدم منذ الولادة، ولم تمنعها إعاقتها من أن تعبر عن مكنوناتها بلغة الرسم والإبداع وتطمح إلى افتتاح مرسم خاص بلوحاتها الفنية.

بسمة السعيد.. فقدت البصر وأضاء الرسم بصيرتها

بسمة السعيد فنانة تشكيلية كفيفة (في الصف العاشر)، أبصرت على الحياة بلوحاتها الفنية، وجعلت من حاسة اللمس أداة للرسم، ومن خيالها مصدراً لاستلهام أفكارها.
وتعتمد آلية الرسم لدى السعيد على الطين (الصلصال)، حيث تقوم بتليين قطعة الصلصال بحسب اللوحة الفنية وتقوم بتشكيلها.

 

عصة
اشتكى ذوو الإعاقة من تهميش الموهوبين منهم، وعدم التفات الجهات الحكومية إلى قدراتهم ومنجزاتهم الإبداعية.
وطالبوا السلطتين، التشريعية والتنفيذية، بدعمهم، مادياً ومعنوياً.

 

 

المصدر : مى السكرى \ جريدة القبس

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4692 0