0 تعليق
866 المشاهدات

اعاقة “محمد الضاني” جعلته “عملاقا” بإبداعه وتميزه



لي مقعد متحرك احببته ….. فمعا مضينا في الحياه رفاقـــــــــــا

اني الفخور به ولست مكابرا ….. ما ضقت منه للحظة او ضاقــــــــــا

وعليه اجلس شامخا فكأنني ….. اصبحت في جنباته عملاقــــــــــا

 

بيوت شعر ليست لشاعر، بل هي لشاب من ذوي الإعاقة لديه من العزيمة والاصرار على ممارسة حياته طبيعية كغيره، جعلته يشكل نموذجا نادرا في التفوق على الاعاقة والعجز.

الشاب محمد الضاني (24 عاما) من مدينة غزة، ولد سليما معافى لخمسة أيام ونتيجة لخضوعه لعملية جراحية أسفل ظهره ونتيجة خطأ طبيا أثناء العملية أصاب أطرافه السفلية بالشلل، ولكن مع مرور السنوات أثبت أنه لم ييأس أو ينطوي على نفسه، فقرر أن يمارس حياته كباقي الاشخاص بجانبه، بمساعدة عائلته ووالدته التي تعتبر مصدر تحفيزه الدائم في تحديه لإعاقته.

انهى محمد المعاق حركيا دراسته الجامعية وحصل على دبلوم “صيانة حاسوب” من كلية مجتمع غزة منذ سنتين، ويمارس عدة هوايات منها رياضية، فيذهب الى النادي لممارسة رياضة تنس الطاولة وألعاب القوى للمعاقين، وحصد المركز الثاني على مستوى قطاع غزة في رياضة رمي الرمح والقلة، ويطمح للعالمية من خلال سفره والمشاركة في مسابقات دولية، بالإضافة لممارسة هواية التصوير الصحفي من على كرسيه المتحرك، كما أنه يكتب الشعر.

وقال محمد الضاني: “اعمل منسق فريق “انا انسان” وتطوعت في بعض المؤسسات، والمشاريع مثل مشروع “الحلم الفلسطيني” وهو عبارة عن مبادرة شبابية، والحملة الشبابية التطوعية “كن إنسانا” والتي عمل فيها كمنسق للعلاقات العامة”.

ويضيف الضاني بكل شموخ وبمعنوياته العالية مبتسما: “أرفض مساعدة الآخرين، بالرغم مما أعانيه خلال تنقلي داخل المدينة خاصة في المواصلات، ولكن احتاج لأداء فريضة الصلاة وطقوسي الدينية في المسجد واجد صعوبة نظرا لاحتمال عدم وجود احد لمساعدتي بذلك”.

وعن نظرة الاخرين له كمعاق، يقول محمد: “ينظر الناس لي وللأشخاص من ذوي الاعاقة جميعا بعين الشفقة، ولا يجب أن تكون النظرة هكذا بل يجب ان ينظر الناس جميعا للمعاق على أنه انسان طبيعي وعادي ومساعدتنا على تغيير تلك الفكرة وزرع العزيمة والاصرار للجميع ذوي الاعاقة”.

ملكة الضاني والدة محمد تؤكد أنها لم تعاني معه منذ صغره، فهي لم تكن تغلق عليه باب المنزل خوفا من شفقة الناس عليه، مشيرة الى أنها لم تفصله عن الناس وكانت تجعله يختلط بالأخرين ويرافقها اثناء خروجها كباقي الاشخاص العاديين، ما جعله شخص اجتماعي جدا.

وتضيف والدة محمد: “عندما كبر أصبحت احمل هما كبيرا وأفكر بمحمد كثيرا نظرا لعدم قدرته على الاستقرار والزواج نظرا لمرضه، وعند رؤيتي لباقي الشباب متزوجين ومنجبين أطفال أتحسر كثيرا”.

اعاقة محمد كانت سبب أساسي في جعله فعَّال في الأسرة والمجتمع بإبداعاته وانجازاته المتواصلة، فلا يمكن تعميم تلك الحالة على كل أمثاله فقد أثبت أنه من ضمن الحالات المبدعة والمحدودة في قطاع غزة.

أحد اصدقاء محمد يصفه بأنه “متمرد على كرسيه” ويمكن أن يتعلم الانسان منه معنى التفاؤل، مؤكدا عدم تعميم حالة محمد على الجميع، فليس كل ذوي الاعاقة الحركية لديهم القدرة على التأقلم مع اعاقتهم في المجتمع، فالأمر مختلف تماما مع صديقه الضاني الذي عكس الصورة النمطية ولم يقبل أن يأخذ الاستسلام حصة من قلبه.

المصدر: سامح أبو دية_غزة/ جريدة الراية  .

 

كتـاب الأمـل

+
سمر العتيبي
2018/12/09 3775 0
راما محمد ابراهيم المعيوف
2017/12/29 4151 0
خالد العرافة
2017/07/05 4691 0