شؤون فلسطينية/
متسلحة بحبها للعمل ومحافظة على شخصيتها كفتاة وحيدة ناجحة بين مجموعة اطباء واخصائيين فى تركيب الاطراف الصناعية لفاقديها بمدينة غزة، لا تتردد صاحبة هذا اللقب فى تقديم اطراف صناعية للمعاقين واعادة البسمة لهم فى حياتهم الطبيعية .
لنا الكرنز”26 عاما” خريجة علاج طبيعى من جامعة الازهر بغزة ، واتمت دراسة الاطراف الصناعية فى جامعة بالهند، وتدرس حاليا تقويم العمود الفقرى فى تنزانيا بنظام الدراسة عن بعد .
وقالت الكرنز لدنيا الوطن ” هذا مجال جديد ومميز، حيث يأتى الانسان لمركز الاطراف الصناعية فاقد طرف او جزء من جسده، ويعتبر ذلك جزء من قلبه وعقله، ونقدم شئ بسيط له فى حياته يجعلنا نشعر السعادة والتميز مثله”.
واستغرقت دراستها فى الهند 18 شهرا، واستمرت بالعمل فى المركز بعد ذلك مع خبير دولى، وكان عمها من قبل يعمل فى هذا المجال، وساعدها على النجاح تشجيع اسرتها لتفتخر بهم وبعمها وتسير على خطاه، نظرا لوجود اجهزة داخل هذا المجال، لكنه مثل فن الرسم والنحت يعتمد على العقل اكثر من العضلات .
وطبقت دراستها على اول حالة لشاب مصاب ببتر مزدوج بداية عام 2013، لتسجل اول نجاح بعدما اعادت البسمة على وجه المريض .
وتضيف” كل انواع البتر التى تصلنا وخاصة بعد الحرب تكون صعبة ويصعب التعامل معها، ويصعب على المريض تقبل فكرة تركيب طرف صناعى، بحسب نوعية البتر ووضعه النفسى، ونقوم فى البداية باعادة المريض لحالته النفسية الطبيعية ونساعده على تخطى هذه المرحلة “.
واشارت الكرنز لدنيا الوطن ان تركيب الطرف الصناعى يمر بعدة مراحل منها تأهيل المريض والعلاج الطبيعى وتقوية العضلات ومدى الحركة وتمارين التوازن لاعادة الشعور الطبيعى للمصاب قبل تركيب الطرف، ومن ثم يأتى دور الاخصائى والعلاج الطبيعى واخصائى اجهزة الشلل وتركيب الطرف والاخصائى النفسى، وتستغرق عملية صناعة الطرف سبعة ايام لفاقدى طرف اسفل الركبة ، و8-12 يوم اعلى الركبة.
ويتكون الطرف الصناعى من حافظة خارجية ( القالب) المكونة من البلاستيك، ويوضع مفصل الركبة وساق منها حديد وبلاستيك وصولا لكفة القدم.
وعن مراحل تصنيع الطرف الصناعى قالت الكرنز” نبدأ باخذ المقاسات وتعديلات على الطرف ووضع الجبص وصب البلاستيك لتشكيل الشكل الاساسى للرجل، وبعدهامرحلة تركيب الطرف، ومن ثم التدريب على المشى قد يستغرق اسبوعين او ثلاثة”.
وتأسس مركز الاطراف الصناعية والشلل فى مدينة غزة عام 1976 على يد المرحوم رشاد الشوا لخدمة فاقدى الاطراف، نظرا لعدم وجود مركز يهتم بهم داخل القطاع، ويتطلب تحويلهم لاسرائيل والخارج من اجل تركيب الاطراف بمبالغ باهظة.
ويعتبر المركز الوحيد فى قطاع غزة الذى يخدم فئة المعاقين منذ تأسيسه، ويتبع المركز لبلدية غزة بعد حل الهيئة الخيرية وتسليم ممتلكاتها للبلدية، كما يقدم خدماته مجانا للمواطنين.
وقد اعاد المركز البسمة لما يقارب 200 معاق مصاب بتر العام الماضى، بالاضافة لاجراءات الصيانة الدورية للاطراف الصناعية للمصابين بمرض السكر نتيجة الضمور، ولا يوجد اسماء على قائمة الانتظار نتيجة التعامل الفورى مع الجميع الا اذا كان المريض فى وضع خاص يتطلب انتظار مواد من الخارج، بحسب حديث نيفين الغصين المنسقة الفنية للمركز.
ويقوم المركز على دعم بلدية غزة والصليب الاحمر الذى يقوم بتزويده بمواد خام للاطراف السفلية وتسهيل مرور المواد على المعابر وتطوير العاملين فى المركز.
وتقدم الدكتور عبد الكريم السبع اخصائى الاطراف الصناعية فى المركز ببحث لمؤسسة دولية تعد لمؤتمر فى فرنسا يخص مجال فاقدى الاطراف، حاملا افكار اضافية للمصابين ببتر القدم الجزئى نظرا لان الاطراف المصنعة محليا تحد من حركة المريض، ليضيف فكرة اضافة مفاصل داخل القدم يساعد المريض على المشى السريع والجرى .
وقام بتطبيق الفكرة داخل المركز بغزة على شاب مصاب فى الحرب الاخيرة، بوضع مفاصل داخل القدم بحركة ميكانيكية ونجح بذلك بتسجيل اول حالة ناجحة لفكرته بالجرى على قدم صناعية بدون مشاكل.
وسيساهم المشروع بتغيير فكرة ونظرة اى شخص تجاه اى مصاب ببتر، لان المريض عندما يمشى يضغط على الكعب ويقوم ببسط القدم، ويقدم المشروع جدار امان بعد تركيب المفاصل للمريض على مراحل الضغط على القدم وتحريك الرجل خلال المشى والجرى.