دعمت إقامة مشروعها الإبداعي
رغم أنها لا تستطيع التنقل إلا بواسطة كرسي متحرك، ورغم الفقر ومعاناة المرض فإن آمنة جميل شبانه من فلسطين استطاعت تحقيق نقلة نوعية في حياتها وحياة أسرتها من خلال مشروعها الذي افتتحته مؤخرا بدعم ومساندة من قطر الخيرية.
وتواصل آمنة ووجود حالتين من الشلل التام في الأسرة كانت تستدعي التفرغ بشكل كامل لخدمتهما والتنقل بهما طلبا للعلاج، و من الطبيعي أن لاستطيع الأم و حدها القيام بذلك؛ مما تطلب من الأب مساعدتها في ذلك، الأمر الذي اضطره لعدم الالتزام بأي عمل ثابت، وقد زاد ذلك من حجم الهموم التي يحملها؛ حيث أصبح عاجزا غير عن توفير الاحتياجات الأساسية لأسرته.
خصوصا مع وجود طالبين جامعيين في الأسرة، بالإضافة إلى كون الأسرة تسكن في بيت مستأجر في مدينة رام الله بسبب اضطرارها لتغيير المسكن من مدينة الخليل إلى مدينة رام الله بسبب علاج أبنائها، وللتخفيف من نفقات المواصلات الخاصة لعلاجهم.
وأصبحت أعباء الأسرة تتضاعف يوما بعد يوم في ظل عدم عمل الأب، وازدياد احتياجات الأسرة، وتفاقم المرض؛ أصبحت أقدم خدمة الدروس الخصوصية لأطفال الحي في منزلنا لتأمين مصروفي الشخصي، لكن الله أراد لنا الفرج من خلال إخوتنا في قطر الخيرية.
بسمة أمل
توجهت آمنه بنفسها إلى قطر الخيرية التي رشحتها للاستفادة من برنامج التمكين الاقتصادي DEEP الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بالشراكة مع المركز العربي للتطوير الزراعي ACAD بتمويل من جمعية قطر الخيرية من خلال البنك الإسلامي للتنمية.
وتم بعد ذلك عمل دراسة جدوى اقتصادية لمشروع آمنه من قبل فريق متخصص، كما قدموا لها الإرشاد والتوجيه، في الأمور الإدارية والفنية لإدارة وتطوير المشروع.
و خلال 3 أشهر فقط تم افتتاح مركز الإبداع والتميز الثقافي الذي تديره آمنه شبانه، وتم تنظيم حفل افتتاح رسمي للمشروع للرفع من معنويات آمنه، حضره طاقم من جمعية قطر الخيرية والمؤسسات المنفذة للمشروع، وعدد كبير من أهالي آمنة وأصدقائها.
قوة الإرادة
التحقت آمنة بالجامعة ودرست العلوم المالية و المصرفية، ليس هذا فحسب؛ بل هي ناشطة ومتطوعه في كثير من المنظمات والمؤسسات المحلية، وخصوصا التي تعنى بذوي الاحتياجات الخاصة، وتطمح لمواصلة دراساتها العليا، لتحقيق مزيد من النجاح.
وتعمل آمنة على تطوير مشروعها أكثر، وزيادة الخدمات التي يقدمها المركز، لهذا تتوجه إلى أهل الخير في قطر الخيرية راجية منهم أن يستمروا في دعمهم لها ولمشروعها حتى يكبر أكثر، ويوفر المركز حتى الآن عدة فرص لبعض أفراد أسرة آمنة المحتاجين، كما أنه يخدم خدمات أساسية وضرورية للأطفال.
حيث إن مشروعها سيعمل على توفير عدة فرص عمل لأفراد أسرتها؛ وبالتالي التحسين من دخل الأسرة ومستوى معيشتها،
وتضيف آمنة هذه هي رسالتي إلى الإخوة في قطر الخيرية ليقفوا إلى جانبي ويكونوا سببا في إنقاذي من سجن الكرسي المتحرك الذي كتب علي أن أقضي سنين عمري عليه.
مشاريع سابقة
تجدر الإشارة إلى أن قطر الخيرية كانت قد أبرمت اتفاقاً بينها مع البنك الإسلامي للتنمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من أجل تنفيذ مشروع الرائد للتمكين الاقتصادي للأسر الفقيرة في فلسطين، والذي يساهم في بناء القدرات الإنتاجية للأسر الفقيرة الفلسطينية، بما يؤهلها للاعتماد على الذات مستقبلاً ويحفظ كرامتها، علماً أن المشروع يتم تمويله من البنك الإسلامي للتنمية، إلى جانب مساهمة من قطر الخيرية بمبلغ يساوي 4,500,000 دولار أمريكي، أي ما يعادل 16,200,000 ريال، موزّعة على ثلاثة مراحل. وقامت قطر الخيرية خلال العام 2013 باستكمال المرحلة الثالثة من تنفيذ المشروع بقيمة 1,500,000 دولار أمريكي، أي 5,400,000 ريال قطري، وتوجيهها نحو قطاعات الصحة والتعليم والإسكان وترميم المنازل والتمكين الاقتصادي والمشاريع المدرة للدخل، بحيث يكون ما لا يقل عن 85% من المستفيدين من المشروع هم من مكفولي قطر الخيرية سواء الأسر أو الأيتام أو الطلاب أو المعاقين.
المصدر: جريدة الشرق .